قطاع البناء في عين الأزمة...نحو مليون عامل تراجعت دخولهم للحدود الدنيا
انتقد رئيس نقابة عمال البناء والأخشاب في دمشق خالد زركي شركات القطاع الخاص في هذا المجال، معتبراً أن أصحابها خذلوا الحكومة من خلال إغلاق شركاتهم والسفر خارج القطر مشيراً إلى أن معظم شركات القطاع الخاص أغلقت بشكل كامل والموجودة منها حالياً متوقفة عن العمل.
وبين زركي أن شركات القطاع العام لم تعد قادرة على تنفيذ مشاريع كبيرة في القطاع الإنشائي وذلك بسب أن بعض مؤسسات الدولة غير قادرة على تمويل المشاريع لافتاً إلى أن معظم المشاريع التي كانت تنفذها شركات القطاع العام توقفت نتيجة الظروف الراهنة إضافة إلى نقص في اليد العاملة وبالمواد الأولية.
ولفت زركي إلى أن إنتاج سورية من مادة الباتون والأخشاب انخفض بشكل كبير وأن معظم شركات الإنتاج متوقفة عن العمل بسبب التخريب الذي تعرضت له معترفاً أن هذه الشركات لن تعود إلى العمل خلال فترة قصيرة وذلك نتيجة التدمير الهائل الذي تعرضت له معتبراً أن هناك تدميراً ممنهجاً لهذه الشركات وذلك لتوقيفها عن العمل.
وأضاف رئيس نقابة البناء إلى أن قيمة التنفيذ للمشاريع مثل الجسور والطرقات انخفض من مليار ليرة إلى 200 مليون مشيراً إلى أن النقابة تنفذ المشاريع فقط بـ200 مليون وهذا الرقم بحسب قوله يعتبر قليلاً جداً.
وأوضح الزركي أن طبيعة عمل شركات البناء تعتمد على البنية التحتية وأن هذا القطاع تضرر بشكل كبير إضافة إلى الأوضاع السيئة باعتبار أن عمل العمال يكون في العراء.
وأكد الزركي إلى أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الأولية وأن الحكومة لم تعمل على تعويض الشركات بفارق الأسعار الذي اختلف كثيراً حالياً وخاصة أن عمل الشركات يعتمد على التمويل الذاتي.
وأشار زركي إلى أنه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع الإنشاء إلا أن وزارة المالية لن توقف رواتب العمال في القطاع العام بينما شركات القطاع الخاص صرفت عدداً كبيراً من العمال وأن النقابة تعمل على تسوية أوضاعهم.
ولفت زركي إلى أن عدد العمال في النقابة بلغ 9 آلاف عامل بينما عدد عمال القطاع الخاص قد يتجاوز مليون عامل معتبراً أن هذا الرقم كبير وأن معظمهم صرفوا أو أنهم عاطلون من العمل.
وانتقد رئيس نقابة البناء القانون رقم 17 باعتباره لم يلحظ عمال الإنشاءات معتبراً أن هناك ظلماً كبيراً لهم وخاصة في المرسوم الأخير الذي نص على أن جميع العمال لهم حق التثبيت شريطة أن يمضي عامان على تعيينه بينما عمال الإنشاءات 4 سنوات وهذا يعد فيه ظلم كبير لهم.
وأشار زركي إلى أن إنتاج الأخشاب انخفض بشكل كبير رغم أن مؤسسات الدولة تعمل على تأمين مواد الأخشاب من خلال الاستيراد وإنتاج كميات تسد العجز الذي تعانيه السوق السورية.
وأضاف زركي: إن معمل الإسمنت يعمل بشكل جيد وأن إنتاجه ما زال ثابتاً وأنه لا يوجد أي مشكلة في مادة الإسمنت في سورية وذلك بسبب الاهتمام الكبير في هذا المجال.
ودعا زركي الحكومة إلى الاهتمام بقطاع الإنشاءات والعمل على توفير كل الخدمات الصحية والطبية للعمال مشيراً إلى أن هناك فئة كبيرة من العمال أصبحت في مرحلة متقدمة من العمر وأن هناك الكثير من العمال معرضون للمرض نتيجة سوء الخدمات الصحية.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد