العراق: التظاهرات ضد الفساد تتواصل
تواصلت التظاهرات التي تشهدها المدن العراقية منذ عشرة أيام، حيث شهدت العاصمة بغداد واحدة من أضخم هذه التظاهرات، أمس، في وقت حث المرجع الديني السيد علي السيستاني رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على التجاوب مع مطالب المتظاهرين واتخاذ إجراءات ضد الفساد في البلاد.
وتظاهر الآلاف في بغداد احتجاجا على الفساد المالي والاداري ونقص الخدمات الاساسية خصوصا الكهرباء، داعين الى معاقبة المسؤولين. وحمل المتظاهرون نعشا مغطى باللون الاسود كتب عليه «ضمير السياسي، وضمير البرلمان، والخدمات».
وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة التحرير وسط بغداد وهم يرفعون أعلاما عراقية «للمحكمة كلهم سوا، كلهم حرامية»، و «باسم الدين سرقونا الحرامية»، وكذلك «جمعة ورا جمعة الفاسد انطلعه (اي نطرده)».
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «المتحاصصون هم سراق العراق»، في إشارة إلى نظام الحكم في البلاد الذي بني على أساس المحاصصة الطائفية بين الكتل السياسية التي تحكم البلاد بعد الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003.
وتشهد العديد من مدن العراق موجة احتجاجات للاسبوع الثاني على التوالي احتجاجا على نقص الخدمات وخصوصا انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ارتفاع حرارة غير مسبوق. ويعاني البلد من نقص حاد في انتاج الطاقة الكهربائية على الرغم من حجم الاموال التي صرفت على ملف الطاقة منذ العام 2003.
ويتهم المتظاهرون وعدد من الناشطين المدنيين الطبقة السياسية التي تحكم البلاد، بالفساد ونقص الخبرة في ادارة هذه الملفات. وقال نبيل جاسم وهو اعلامي واحد المنظمين للتظاهرات «اذا كان احد يعتقد ان التظاهرة ضد وزير او مسؤول معين، فأنا اصحح واقول انها ضد كل من تعامل مع ملف الطاقة منذ العام 2003 حتى اليوم».
ولخص جاسم مطالب المتظاهرين «بثماني نقاط، وعلى رأسها الاسراع والجدية في معالجة ملف الكهرباء، ومطالبة رئيس الوزراء بان يتولى هذا الملف بشكل مباشر». واضاف «نطالب بإيجاد آليات جديدة وجذرية واضحة لعلاج الفساد من خلال تفعيل دور المدعي العام.. لدينا مطلب بمحاسبة الفاسدين منذ عام 2003 الى الان».
ودعا المرجع الديني السيد علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ان «يكون اكثر جرأة وشجاعة» في حربه ضد الفساد وان يشير علنا الى السياسيين الذين يقفون في طريق الاصلاحات.
وقال ممثل السيستاني أحمد الصافي في خطبة الجمعة في كربلاء إن على العبادي أن «يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية». وأضاف أن على العبادي أن «لا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرا بل يسعى إلى أن تتخذ الحكومة قرارات مهمة وإجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية».
وأكد الصافي أن «المطلوب منه (العبادي) ان يضع القوى السياسية امام مسؤوليتها ويشير الى من يعرقل مسيرة الاصلاح ايا كان وفي اي موقع كان». وأعلن العبادي على الفور «التزامه الكامل بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا التي عبرت عن هموم الشعب العراقي وتطلعاته»، وتعهد في بيان صادر عن مكتبه «بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها»، داعيا القوى السياسية الى «التعاون معه في تنفيذ برنامج الاصلاح».
إلى ذلك، كرر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، ما ورد على لسان نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي عن اعدام تنظيم «داعش» لأكثر من ألفي عراقي في الموصل منذ السيطرة عليها العام الماضي.
وذكرت مصادر في الموصل لوكالة الصحافة الفرنسية أن 2070 شخصا اعدموا منذ سيطر «داعش» على محافظة نينوى. وقال عدد من السكان ان التنظيم نشر قائمة بأسماء الضحايا الـ2070، وبعضها تم عرضه على أحد جدران الفرع المحلي لوزارة الصحة.
ونشرت تلك القائمة مع اصدار التنظيم، الذي يدير الموصل منذ سيطرته عليها العام الماضي، اوامر لموظفي الوزارة باصدار شهادات وفاة للضحايا. وأكد مصدر في ادارة الطب الشرعي في الوزارة تلقي هذه القائمة، وقال إن الاشخاص الذين نشرت اسماؤهم متهمون من قبل التنظيم بـ «نشر افكار تشوه صورة الاسلام».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد