كما لو انه يتحدث عن نفسه

01-05-2006

كما لو انه يتحدث عن نفسه

انتقد البطريرك الماروني نصر الله صفير في صلاة الأحد «غياب المحبة ما دفع الى تعثر أحوالنا الى هذا الحد في ما نرى ونشهد». وقال: «كل فريق يريد أن يستأثر بالسلطة، والوظائف، وما تجران عليه من فوائد مادية ومعنوية».

واعتبر صفير ان «الوطن نتنازع عليه، تنازعنا على إرث مات أصحابه، فيما الوطن حري علينا ان نتركه مزدهراً لأبنائنا وأحفادنا الذين نراهم يرتحلون عنه طلباً للرزق، ويتركونه للغرباء يفدون عليه من كل حدب وصوب، ولا تأخذهم به رحمة. وهذا ليس شأن المواطنين الصالحين الذين يعون مسؤولياتهم تجاه وطنهم، ومن يخلفهم على أرضه ممن يحملون اسمهم، ويرثون تقاليدهم، ويواصلون مسيرتهم».

وكان صفير التقى وفداً من الاتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني برئاسة رئيسه النائب نعمة الله ابي نصر الذي دعاه الى «ان يأخذ المبادرة ويدعو ابناءه الى ان يبادروا الى بناء مؤسسات تنقل الوطن الى العصر الجديد، ونحن في السنوات العشرين المقبلة مدعوون معك الى فعل تجرؤ جديد ينقلنا من دولة نشعر وكأنها تجمعنا بالاكراه، الى دولة تجمعنا بالاقتناع. من دولة عشنا فيها جنباً الى جنب، الى دولة نعيش فيها مع بعضنا بعضاً».

ورد صفير بكلمة قال فيها: «نحن نسعى الى ان نعمل ما في وسعنا، ولكن هذه الأيام لا تخلو من صعوبة، واننا نأمل ان يجمع اللبنانيون أمرهم وخصوصاً الأحزاب لكي ينقذوا وطنهم ويخرجوه من هذه المحنة التي يتخبط بها، وليس بالأمر العسير اذا صحت النيات وصدقت وكانوا يسعون لا الى مصلحة خاصة بل الى مصلحة وطنية عامة، واننا نأمل ان يخرج لبنان مما يتخبط فيه وان يعود اللبنانيون الى سابق عهدهم في كل الصفوف، واذا نظرنا الى الخريطة الجغرافية الوطنية نرى ان كل طائفة ربما جمعت امرها اكثر من الطائفة المارونية، فاذا هناك احزاب واحزاب لا رابط بينها وينقص الرابط، فعسى ان توفقوا في ان تجدوا هذا الرابط وإذ ذاك ينقذ لبنان».

ووضع نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان البطريرك صفير «في أجواء التحركات السياسية التي نقوم بها في هذه المرحلة، وبحثنا معه في مختلف المواضيع وأخذنا نصائحه وإرشاداته كما العادة».

وقال عدوان: «توقفنا مطولاً عند نقطة واحدة وهي ان امور الناس اليوم معلقة على الحوار، وهذا الموضوع صحيح، وفي لبنان لا وجود لمخرج لنا الا بالحوار، انما لا يجوز ان يبقى الناس معلقين بالحوار فقط، والحياة اليومية للناس ان تبقى متوقفة وهم ينتظرون من تاريخ الى آخر لترقب النتائج من دون استمرار الحياة في شكلها الطبيعي، ومن جهة اخرى تتوقف المؤسسات عن ممارسة دورها تجاه المواطن».

واذ اقر عدوان بأن «الحوار متعثر، ومن حق اللبنانيين ان يعرفوا بعدم وجود تفاهم حول النقاط الخلافية كالبديل من رئيس الجمهورية وموضوع سلاح «حزب الله» هناك خلافات عميقة حوله». وشدد على ضرورة «المحاولة بصدق».

 

 

المصدر : الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...