خطوة فاتيكانية تاريخية نحو واشنطن: متفقون حول القضايا العالمية
استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، في البيت الابيض أمس، البابا فرنسيس، وذلك بعد فترة طويلة من الريبة التي سادت العلاقات بين الولايات المتحدة كقطب بروتستانتي، ومركز الكنيسة الكاثوليكية في العالم.
ويعدّ تدخل الفاتيكان لصالح حل الأزمة الكوبية ـ الأميركية التي أفضت إلى إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، أولى العلامات على الانفتاح الأميركي الجديد نحو السياسات الفاتيكانية. وبحسب وكالة «فرانس برس» فإن هذا اللقاء هو الـ29 بين رئيس أميركي وحبر أعظم، «بعد أن كان طيلة عقود أمراً لا يمكن تصوره».
وابدى أوباما والبابا فرنسيس توافقاً حول مختلف المواضيع العالمية، خلال هذه الزيارة التي تعدّ تاريخية لحبر أعظم الى البيت الابيض، حيث بات البابا الذي يجسد سلطة معنوية حليفا سياسيا كبيرا للرئيس الاميركي الرابع والاربعين.
وخلال حفل استقبال في حدائق البيت الابيض حضره أكثر من عشرة الاف شخص، عبر اوباما والبابا عن تقارب في وجهات النظر حول مختلف القضايا من المناخ والديبلوماسية وصولا الى ضرورة مساعدة «ملايين المهمشين» في مختلف انحاء العالم.
واشاد اوباما بدور البابا الحاسم في التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا، وبدعوته الى التعبئة الدولية من أجل مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. ويعول اوباما الذي لا يخفي اعجابه بالبابا فرنسيس واشاد بوضوح رؤيته وتواضعه، على دعمه في مسألتين اساسيتين قبل اقل من 500 يوم من انتهاء ولايته، هما التقارب مع كوبا ومكافحة التغير المناخي.
وفي خطاب ألقاه في حديقة البيت الابيض اشاد اوباما برسالة «الامل» التي يحملها البابا معتبرا انها مصدر «الهام للكثير من الناس في مختلف انحاء العالم».
بدوره، قال البابا خلال الحفل «كابن عائلة مهاجرة، انا مسرور بان اكون ضيفا في هذا البلد الذي بني في القسم الاكبر منه بايدي عائلات مماثلة». وشدد البابا على ضرورة مكافحة ظاهرة التغير المناخي.
وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية «نظرا لهذه المسالة الملحة، يبدو واضحا لي أن التغيرات المناخية مشكلة لا يمكن تركها لأجيال المستقبل» مضيفا «إننا نعيش مرحلة حرجة من التاريخ». وطالب البابا بتغيير قائلا «لا يزال أمامنا الوقت الكافي لإحداث التغيرات المطلوبة من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتكاملة» تشمل ملايين المهمشين في العالم.
وأوضح فرنسيس «إن هذا التغيير يتطلب منا إقرارا جديا ومسؤولا ليس فقط بنوع العالم الذي نتركه لأطفالنا، بل أيضا بملايين الأشخاص الذين يعيشون في ظل نظام قام بتهميشهم».
وفي ختام الحفل توجه البابا واوباما الى المكتب البيضاوي لعقد لقائهما الثنائي الثاني بعد الاول الذي عقد في ربيع العام 2014 في الفاتيكان.
واشاد الرئيس الاميركي برسالة الامل التي يحملها البابا. وقال «ان حجم وروحية لقاء اليوم هما مجرد انعكاس بسيط لتفاني حوالى 70 مليون كاثوليكي اميركي.. وللطريقة التي الهمت فيها رسالتك للحب والامل الكثير من ابناء امتنا ومن الاشخاص في مختلف انحاء العالم». وأثنى على الدور «الثمين» الذي اضطلع به البابا فرنسيس في تحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا بعد نصف قرن من التوتر الناتج من الحرب الباردة.
وهذه ثالث زيارة لحبر اعظم الى البيت الابيض. فقد استقبل جيمي كارتر يوحنا بولس الثاني في العام 1979 واستقبل جورج دبليو بوش بنديكتوس السادس عشر في العام 2008. والامر النادر ان اوباما البروتستانتي، استقبل شخصيا على مدرج قاعدة اندروز، البابا الارجنتيني الذي يطأ للمرة الاولى في حياته الاراضي الاميركية.
واكد البيت الابيض ان هذه الزيارة لا تنطوي على اي ابعاد سياسية. وقال جوش ارنست المتحدث باسم اوباما، ان «الهدف من هذه الزيارة هو الافساح في المجال امام الرجلين لتبادل الرأي حول قيمهما المشتركة». واضاف «ستتاح الفرصة للتحدث في الشؤون السياسية، في الايام الـ 364 الاخرى من السنة».
وكالات
إضافة تعليق جديد