أسعار لباس الشتاء… يحرق الأعصاب
لا يكاد ينتهي التزام حتى يبدأ التزام جديد فبعد المدارس والعيد والمونة بدأت معاناة الناس مع المازوت وألبسة الشتاء التي تشهد ارتفاعاً جنونياً خلال هذا الموسم وأصبحت أكبر من إمكانيات حتى ذوي الدخل المتوسط الذين يغيبون شيئاً فشيئاً للتحول إلى الدخل «المهدود» وباتت أسواق دمشق تعاني من كساد واضح نتيجة ازدياد العرض وانخفاض الطلب وعلى الرغم من ذلك فقد تم كسر القاعدة الاقتصادية التي: تقول إن ارتفاع الأسعار مرتبط بالطلب لأن الأسعار اليوم ترتبط بالتكاليف الباهظة التي تجاوزت حدود المعقول نتيجة الأزمة. جلنا في أسواق دمشق واستطلعت الأسعار وتبين أن هناك ارتفاعاً 100% عما كانت عليه في العام الماضي حيث لم نجد قطعة شتوية للأطفال بأقل من 1500 ل.س وهناك قطع يصل سعرها إلى 9000 ل.س وبين ذلك تنوع الأرقام والبضائع وهذه الأسعار بكل تأكيد هي فوق قدرة المواطنين لذلك نجد كساداً واضحاً في معظم أسواق دمشق وخاصة بالنسبة للألبسة.
قمر قالت: أنا موجودة في السوق لأبحث عن قطعة رخيصة لطفلتي ولكن الحقيقة أن الأسعار عالية جداً ولا تناسب إمكانياتي علماً أنني قد بحثت في معظم الأسواق.
أبو رامز تاجر قال: كما ترى نفتح في الصباح ولم نستفتح حتى الظهر يأتي المشتري تعجبه القطعة وعندما نعطيه السعر يهرب ونحن نأخذ البضاعة وخاصة التريكو بأسعار عالية من المعامل التي ارتفعت عليهم تكاليف الإنتاج، وتراجعت نسبة الشراء 90% عما كانت عليه في العام الماضي.
زيدان من حمص قال: أنا لا أستطيع شراء قطع جديدة لأولادي وكنت دائماً أشتري «بالة» وهي أيضاً ارتفعت وأصبحت فوق قدرتنا ولذلك يجب أن تكون هناك إجراءات لمعالجة الوضع.
محمد بسام تللو عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين بدمشق وصاحب معمل تريكو قال: نحن كحرفيين نعاني مثل المواطن لأننا تعرضنا لخسائر كبيرة أدّت إلى تراجع صناعة التريكو وهي مهددة بالانقراض في حال الاستمرار بهذا الوضع نتيجة ارتفاع أسعار الخيط حيث كنا قبل الأزمة نشتري كيلو الخيط بسعر 200ل.س واليوم 1500ل.س وكان سعر كيلو الكهرباء للصناعي 10 ليرات واليوم 25 ليرة والضرائب ارتفعت كذلك والمازوت من 15 ليرة إلى 135 ليرة هذه المعطيات كلها أدت إلى ارتفاع تكاليف إنتاج ألبسة التريكو وأصبحت أكبر من قدرة المواطن ومعظم معامل التريكو أغلقت وهاجر الحرفيون خارج القطر.
واليوم نحن لا نستطيع منافسة البضائع الصينية لأن تلك البضائع تأخذ دعماً حكومياً هناك أما لدينا فلا يوجد أي دعم لصناعة التريكو وخيط التريكو مستورد بشكل كامل بعد أن تم تدمير معامل خيوط التريكو في حلب وأصبح من مصلحة الحرفي أن يتوقف عن الإنتاج لعدم التعرض للخسائر حيث بلغت فاتورة أحد الإخوة الحرفيين منذ مدة وجيزة 1.5 مليون ليرة ويجب أن تعمل الحكومة على تقديم دعم في أسعار الكهرباء والمازوت والعودة بالضرائب إلى ما كانت عليه قبل الأزمة لنتمكن من المنافسة مع البضائع المستوردة وكذلك لنستطيع توفير البضائع بالسعر الذي يناسب دخل المواطن في ظل هذه الظروف الصعبة.
جدير بالذكر أن هذه المنتجات محررة من التسعير ويتم وضع أسعارها وفق الكلفة من المنتج ويتم الالتزام بها من دون أي تدخل من التموين في ذلك إلا في حال كانت الأسعار غير منطقية فيتم تحليل البضاعة مع الأسعار ومعرفة مدى مطابقتها للأسعار المعلنة.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد