«سكر مالح» .. الفن رغم الألم
أكثر من 45 قذيفة هاون تساقطت بأماكن متفرقة من دمشق، لم تمنع شباب وصبايا «مشروع سكر مالح» من تقديم عرض مسرحي وغنائي «Stand-up Show» وبإمكانيات محدودة من دار الفنون بدمشق..
أقيم يوم أمس على مسرح دار الفنون بدمشق عرض «Stand-up Show» لمشروع «سكر مالح» بمشاركة شباب وصبايا سوريين تحدوا الإرهاب وقذائف الهاون مع حضور لا بأس به رغم ذلك..
مدير مشروع «سكر مالح» مالك كريغو صرّح لدمشق الإخبارية أن فعالية كانت رداً على اعتداءات باريس الإرهابية التي سرعان ما تعاطف العالم معها ونحن في سوريا قاربنا على إنهاء عامنا الخامس ولم يشعر العالم بألمنا ورغم ذلك مازلنا نماريس طقوس حياتنا اليومية، مسرح وغناء، جامعات ومدارس، عمل رغم الإرهاب والحرب.
كريغو أكد أنه وبرغم العدد الكبير لقذائف الهاون التي تساقطت على دمشق، تابع فريق مشروع «سكر مالح» التدريب والتحضير للفعالية برعاية واشراف دار الفنون.
وعن المواهب السورية الغائبة عتب "كريغو" على بعض الجمعيات التي تقوم باستقبال مواهب من خارج سوريا لتتم رعايتها وبدعم مالي كبير بينما في سوريا هناك الآلاف من المواهب لا يتم دعمها !!
كريغو صرّح في حديثه عن فعاليات مشروع «سكر مالح» القادمة: "قمنا بالإتفاق مع السيدة رحاب ناصر على إقامة فعالية كل يوم خميس هي بمثابة إحياء اغاني وعروض مسرحية لبعض الفنانين القديرين وسيكون الخميس القادم أولها، وهي إحياء اغاني مسلسل خان الحرير. كذلك سنعمل على استضافة مواهب من عدة محافظات كحلب واللاذقية والسويداء.."
وعن عروض باقي المحافظات السورية قال " كريغو" قريباً ستكون هناك فعالية باللاذقية برعاية كنيسة الروم، حيث سنقدم عروضا مسرحية بشوارع عروس الساحل اللاذقية، كذلك سنقوم بإعادة فعالية "من عنا الحكومة" على مسرح الحمرا بدمشق.
بدوره "يزن الحلاق" مدير مشرع غرباء للفنون باللاذقية و ممثل مسرحي .. والذي بدأ العمل بـ 2010 ضمن جميعة شباب الفنون وفرقة اليسا ، وشارك بعدة مهرجانات منها "مهرجان الطفل في اللاذقية وعروض تتحدث عن العنف ضد المرأة" لينتقل بعدها إلى المسرح الجامعي بجامعة تشرين ضمن ورشة عمل بإشراف الاستاذ أشرف غزال.
"الحلاق" قال نحن كشباب سوريين متمسكين بسوريا ولن نخرج منها مهما كانت العروض، فسوريا هي الحاضنة الوحيدة لمواهبنا .. فما نقدمه موجه للسوريين والحل بأيدي سورية.
وعن مشاركته بمشروع سكر مالح، قال الحلاق: "قمنا بالتدريب منذ 15 يوماً، حيث انطلقت الفكرة من وسيلة عمل، لنطلق على المشروع اسم "جرعة" وآخر "عدل"..
السكيتش الأول يتحدث عن ذل اللاجئ السوري خارج الحدود السورية، بينما السكيتش الثاني "عدل" يتحدث عن آلم والإرهاب الذي نعاني منه يوماً والعدد الهائل من الفقراء الذي انتشروا بشوارع سوريا."
"زينة اسماعيل" وهي طالبة في كلية الأدب الانكليزي من حلب، ومغنية جاز وغناء غربي، مشاركتي بفعالية سكر مالح هي الاولى وتعبيراً مني أن شباب سوريا لديهم مواهب وعلينا أن نعمل على تطويرها رغم الحرب فلا شي سيقف أمامنا ما دمنا نعشق الحياة، فكل شخص مننا لديه ابداع وإذا اجتمعنا ووحدنا جهودنا ستكون رسالتنا للعالم أوضح .. سوريا قوية بشبابها وشبانها.
وعن دار الفنون، الدار السباقة دائماً لاحتضان المشاريع الثقافية الشبابية والمواهب السورية تحدثت مديرة الدار رحاب ناصر: قام اتحاد شبيبة الثورة مشكوراً بإعادة تأهيل وترميم الدار استعداداً لاستقبال فصل الشتاء، هذا ونعمل الدار حالياً على استضافة ورشة فنانين تشكيليين لاتحاد الفنانيين بريف دمشق..
وعن مشروع «سكر مالح» تحدثت السيدة رحاب: دار الفنون احتضنت المشروع وتعمل مع كامل الفريق لتطوير أدائهم وإقامة العديد من الفعاليات كل يوم خميس.
وتحدثت ناصر عن هموم دار الفنون: الدار تعمل ضمن امكانيات محدودة وريعها ذاتي فمعظم الشباب يعملون دون أجور، حتى على مستوى أجور أجهزة الصوت، ولكن رغم ذلك فنحن مستمرون، قبل الحرب كان هناك رعاية دائمة من وزارة الإعلام ولمعظم الفنانين الذين تخرجوا من الدار من لينا شامميان ورشا رزق وابراهيم سليماني ولكنهم الآن جميعاً خارج سوريا واصبح معظمهم في بيروت..
ما يحز بالقلب بأن الفرق التي بقيت في سوريا لم تلقَ نفس الدعم أو حتى أقل منه .. ولكن نحن في دار الفنون باقون ونعمل على دعم كل المواهب حتى غير المحترفة طالما أنهم بقوا في هذا الوطن..
وعن دعم وزارة الإعلام قالت الناصر: لا يوجد دعم مادي ولكن قريباً سيكون هناك مشروع ضخم لدار الفنون ويمكن أن تموله وزارة الإعلام.
المصدر: DNN شبكة دمشق الاخبارية
إضافة تعليق جديد