«عمالة قسرية» في ورشات «مونديال قطر»

أكَّدت «منظمة العفو الدوليّة» (أمنستي)، في تقرير نُشر يوم أمس، أنَّ أكثر من مئة عامل أجنبي يساعدون في بناء ملعب لدورة «مونديال 2022» في قطر، عانوا تجاوزات «فاضحة ومنهجيّة»، بما في ذلك «العمل القسري».
ومن شأن التقرير الذي يحمل عنوان «الوجه القبيح للعبة الجميلة»، ويقع في 51 صفحة، أن يؤجّج الانتقادات الدوليّة الموجّهة لقطر، كما يمكن أن يشكّل ضغطاً على الاتّحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ورئيسه الجديد الإيطالي السويسري جاني اينفانتينو حول قضايا حقوق الإنسان.
وأجرت المنظمة تحقيقها على مدى سنة - حتى شباط 2016 - وجمعت شهادات 234 رجلاً معظمهم من بنغلادش والهند ونيبّال. وأضافت أنَّ 228 منهم قالوا إنَّهم يتلقّون أجوراً أقلّ ممَّا وُعِدوا به قبل أن يتوجّهوا إلى قطر.
وقالت المنظمة إنَّ العمال في «استاد خليفة الدوليّ» الذي ستُنظّم فيه مباريات بطولة العالم في ألعاب القوى في العام 2019، كانوا ضحايا «العمل القسري».
وأوضحت أنَّ العاملين في «استاد خليفة» والمجمع الرياضي «اسباير زون» يعيشون في مساكن مكتظّة ورديئة، وإنّه «في حالة واحدة، كان المدخل الرئيسي للمسكن غارقاً في المياه التي تفوح منها رائحة المجاري بسبب تسرّب من أنبوب».
وبحسب التقرير، فإنَّ معظم العمّال صودرت جوازات سفرهم في مخالفة للقانون القطري، وانّ 88 رجلاً، بينهم نيباليّون، «منعوا من مغادرة قطر».
ودعت المنظمة قطر إلى إصلاح نظام «الكفالة» بصورة أساسية لأنّه يجعل العمّال الأجانب تحت رحمة مستخدميهم القادرين على منعهم من السفر أو تغيير العمل.
وقال الباحث في الشؤون الخليجية في «منظمة العفو الدولية»، مصطفى قادري، إنَّ قطر حسّنت «بصورة واضحة جداً» جوانب من ظروف العمل مثل السلامة وأماكن إقامة العمّال، لكن الكثير من «الانتهاكات المستترة» مثل تهديد العمال والتقاعس عن احترام شروط التعاقد ما زالت قائمة.
لكن «اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث»، المكلّفة الإشراف على تنظيم «مونديال قطر 2022»، أبدت استياءها من التقرير، وقالت إنَّ «النبرة التي صاغت بها المنظمة تصريحاتها الأخيرة، ترسم صورة مضلّلة لا تُسهم إلَّا في تعقيد الأمور بدلاً من الإسهام في الوصول إلى حلول تعزّز التغيير الإيجابي الذي نحقّقه على الأرض».
وأوضحت اللجنة، في بيان، أنَّ «التحقيق الميداني لمنظمة العفو الدوليّة، لم يشمل إلَّا أربع شركات فقط من أصل أربعين شركة عاملة في موقع مشروع استاد خليفة الدوليّ»، رافضة «بشكل قاطع أيّ إشارة إلى كون دولة قطر غير مؤهّلة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم».

وكالات