الأوقاف : حكومة داخل الحكومة

12-05-2019

الأوقاف : حكومة داخل الحكومة

على غير العادة، انتقد النواب في جلسة اليوم عمل الحكومة بشيء من القسوة، حتى النواب الحزبيون الذين كانوا يمتدحون الحكومة سابقا شاركوا في الهجوم عليها، وقد أعطاهم الرئيس حمودة، على غير العادة، كل الوقت من دون مقاطعة، حيث تحدث 62 نائبا بحضور رئيس وأعضاء الحكومة واستمرت الجلسة ست ساعات تخللتها استراحة لربع الساعة، وتلخصت كلمة الرئيس خميس في أربعة محاور: الجيش، النفط، القمح، الدواء.. وقام السادة النواب بجردة كاملة لمشاكل وقضايا المواطنين، الأمر الذي دفعني للحديث عن الجانب الذي لا يخوض فيه أحد عادة، وفيمايلي مداخلتي في الجلسة الأولى من الدورة العادية العاشرة لمجلس الشعب:
قبل نشوب الحرب لم تكن وزارة الأوقاف تتجاوز حدودها القانونية، لكن وعلى الرغم من الدور المناهض للدولة الذي اتخذه الكثير من أئمة مساجدها بداية الحرب، فإنها اليوم تقطف ثمار النصر ويتضخم دورها ويتمدد داخل وزارات التربية والثقافة والتعليم والإعلام ، كما لو أننا ذاهبون نحو حكومة دينية في دولة مازال جيشها العلماني يحارب دعاة الدولة الدينية !؟
السيد رئيس الحكومة عبر مقام الرئاسة
لقد نهضت أوربا وروسيا واليابان بعد الحرب العالمية من دون حاجة إلى وزارات دينية، كما أن المسلمين الأوائل لم يحتاجوا إلى وزارة للتواصل مع ربهم.. ومن المفيد التذكير بأن الأوقاف كانت مجرد مديرية لتنظيم ريع العقارات الوقفية حتى جعل منها الرئيس حسني الزعيم وزارة مازالت تتضخم حتى باتت تشكل حكومة داخل الحكومة !؟
نحن مؤمنون ونحترم الأديان والقائمين على شعائرها، غير أننا نرفض تمدد نفوذ وزارة الأوقاف خارج نطاق الشؤون الروحية، وننظر بعين الريبة إلى تضخم سلطات وزيرها الموقر بحيث يبدو اليوم وكأنه أمير المؤمنين والمنقذ من الضلال في مجتمع أغلبه علماني مؤمن لا يحتاج إلى وسيط بينه وبين ربه..
وقد أجاب الرئيس عماد خميس على كل المداخلات (يمكنكم الإطلاع عليها على موقع المجلس) وسمح الرئيس حمودة الصباغ للنواب بمقاطعته ومراجعته في الأجوبة التي لم يوافقوا عليها، وقد أجابني رئيس الحكومة بأننا دولة علمانية ونفخر بعلمانيتنا النوعية المتميزة بخصوصيتها السورية، وأن لوزارة الأوقاف تداخلات ومبادرات مع الوزارات كأي وزارة أخرى، وقد بادر النائب الشيخ أنس زريع من الفريق الديني الشبابي بالدفاع عن الوزارة من دون إذن، مخالفا النظام الداخلي للمجلس، فاستأذنت بالرد عليه بأني أصدرت ثلاثة كتب توثق للحرب السورية ويمكنني أن أثبت ماقلته بالأدلة والوثائق..

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...