أمريكا تعترف بتفوق روسيا والصين عليها في هذا المجال
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ازداد الحديث عن بداية تشكّل نظام عالمي جديد، يشير إلى صعود روسيا والصين كقوتين في مواجهة الولايات المتحدة، ومعها الحلف الغربي.
وأصبح قياس القوة العسكرية والاقتصادية لكل من الدول الثلاث، يشغل الحيز الأوسع في تحليلات الخبراء، ولو كانت التصريحات الأمريكية توحي باستمرار هيمنة القطب الواحد.
لكن اليوم تصدر تصريحات من قلب الولايات المتحدة، تؤكد تفوق روسيا والصين في مجال الفضاء، في أول اعتراف رسمي من مسؤولين أمريكيين بهذا الأمر.
ونقلت وسائل إعلام الثلاثاء تصريحات لمديرة الاستخبارات الأمريكية أفريل هينز، تؤكد فيها أن سلطات بلادها، تعتقد أن "الصين وروسيا لديهما القدرة على التفوق في مجال الفضاء".
وكان حديث "هينز" في سياق الحديث عن زيادة النشاطات التنافسية في الفضاء منذ عام 2019، لافتة إلى أن روسيا والصين تحاولان تقويض قيادة الولايات المتحدة وحلفائها في مجال الفضاء.
وتأتي تصريحات المسؤولة الأمريكية بالتزامن مع تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، يؤكد أن "الصين أصبحت التهديد الأول والأخطر في الفضاء الخارجي".
وقال التقرير الذي نشر الثلاثاء إن بكين تسعى إلى منافسة الولايات المتحدة بشكل "عدائي" في الفضاء الخارجي، من خلال نشر أقمار اصطناعية للتجسس لمكافحة نشاط واشنطن في المدار الخارجي للأرض.
وأشار التقرير، الذي جاء في ثمانين صفحة، إلى أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية رصدت في الأشهر الماضية نشاطاً عدائياً مماثلاً من روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
ولفت التقرير إلى أن نشاط الدول "المارقة" يسعى إلى عرقلة عمل نحو 250 قمراً اصطناعياً أمريكياً، والتأثير على قدراتها في حماية الأمن القومي الأمريكي والأمن العالمي.
واعترف التقرير أن الجيش الصيني يطوّر تقنيات تجسس ظاهرة ومخفية لجمع المعلومات المتعلقة بشبكات المعلومات التي تستخدمها قطاعات مالية وأمنية ومصرفية أمريكية وأوروبية.
وذهب التقرير أبعد من ذلك، ليقول إن بعضاً من القدرات الفضائية الصينية صارت تمتلك أدوات "تدمير"، الأمر الذي يعزز فرضيات واحتمالات نشوء "حرب فضائية" مستقبلية في السنوات العشر المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن الصين تساعد موسكو حالياً على التشويش على عمليات رصد المعلومات الصورية فوق ساحتيّ النزاع العسكريين في أوكرانيا وتايوان، من خلال إرسال إشارات مضللة حيال تحركات الجيشين الصيني والروسي.
وكانت وكالة الفضاء الروسية "روس كوزموس" أعلنت الثلاثاء وقف التعاون في المجال الفضائي مع الدول غير الصديقة.
وذكرت "روس كوزموس" في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم" يوم الثلاثاء، أن موسكو ستواصل تطوير صناعة الفضاء وتعزيز التعاون في هذا المجال مع الصين ومع دول أخرى.
وأضافت أنه بعد سنوات طويلة من العمل المشترك توقف روس كوسموس تعاونها مع الدول غير الصديقة رداً على العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا.
وأشارت الوكالة الروسية إلى أن توفير تلك الدول الدعم العسكري لسلطات كييف، يضع الغرب أمام فشل محتمل في المشاريع الفضائية سواء الحالية أو المستقبلية.
إضافة تعليق جديد