النواب المستقلون يغيرون المشهد السياسي اللبناني

24-05-2022

النواب المستقلون يغيرون المشهد السياسي اللبناني

رأت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، أن الانتصارات التي حققها المرشحون المستقلون في الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان من شأنها أن تربك النظام السياسي في البلاد، وتشير إلى تغير في المشهد السياسي اللبناني، الذي طالما هيمنت عليه النخب الراسخة.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني: ”لم يتوقف جرس هاتف الوجه السياسي الجديد إبراهيم منيمنة، بعد فوزه بمقعد في البرلمان، خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت مؤخرًا“.

هزّة في لبنان

وأضافت: ”غرباء، صحفيون، أصدقاء قدامى، رفقاء جدد، الكل يريد أن يهنئه ورفاقه الوافدين الجدد أصحاب الفكر الإصلاحي، الذين يمثل انتصارهم ”هزّة“ في الوضع القائم الذي طالما هيمنت عليه النخب السياسية“.

ونقلت عن منيمنة، البالغ من العمر 46 عامًا، المهندس المعماري، قوله، في تصريحات من منزله في بيروت: ”لقد منحنا الناس الأمل للمرة الأولى منذ زمن طويل“.

ومضت تقول: ”منيمنة يمثل أحد النواب الـ13 الجدد المرتبطين بحركة 19 أكتوبر الاحتجاجية، التي اجتاحت لبنان، حيث كان الاقتصاد الهش للدولة على شفا الانهيار. إنهم أطباء ومحامون وأساتذة ونشطاء، فازوا مجتمعين بأصوات من نصف أحياء الدولة، وعبر الناخبين المنقسمين دينيًا واجتماعيًا“.

ورأت ”فاينانشال تايمز“ أن انتصار هؤلاء المستقلين يعني أن حزب الله وحلفاءه خسروا الأغلبية البرلمانية، في المجلس المكون من 128 عضوًا، حيث لم يفز أي حزب أو تكتل بالأغلبية الصريحة، وسوف تكون هناك مباحثات من أجل تشكيل الحكومة.

تغير مهم في المشهد السياسي

ووصفت الصحيفة ظهور النواب المستقلين بأنه تغير مهم في دولة طالما سيطر عليها أمراء الحرب، وورثة السلالات السياسية، أو هؤلاء المدعومين من الأموال الخارجية، وفقًا لمحللين.

ونقلت عن سامي عطا الله، المدير المؤسس لمركز المبادرة السياسية، وهو مركز فكري يتخذ من بيروت مقرا له، قوله: ”هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها 13 مواطنًا عاديًا يقتحمون السلطة، هؤلاء هم المواطنون العاديون الذين نستطيع أن ننتمي إليهم“.

وأردفت بقولها: ”كان فوز منيمنة مفاجأة كبيرة، خاصة أنه حدث في بيروت، حيث هيمنت الأحزاب الراسخة على الوضع منذ فترة طويلة خلال السنوات الثلاثين الماضية، قاطع رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وحركة المستقبل التي يتزعمها الانتخابات، في ظل النفوذ الإيراني الواضح“.

ونقلت عن إبراهيم منيمنة قوله: ”لأن الحريري لم يفرض رأيه على الناخبين لأول مرة، فإن الناس بدأوا في التفكير والحوار السياسي الصحي حول كيفية اختيار النواب“.

وقالت الصحيفة، إن هذه النقاشات كانت محمومة بالغضب الواسع تجاه النخبة الحاكمة، خاصة في صفوف الشباب اللبناني، الذي سيحمل عبء انهيار الدولة.

وعود وخلافات

واستطردت ”فاينانشال تايمز“ بقولها: ”وعد العديد من المستقلين المناهضين للمؤسسة الحاكمة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وذلك خلال حملاتهم الانتخابية، لكنهم أجمعوا على إعطاء الأولوية لإصلاح الاقتصاد المنهار في البلاد. ووعد معظمهم بتحقيق العدالة لأقارب القتلى أو المصابين في انفجار ميناء بيروت عام 2020 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف“.

إلا أن الصحيفة أشارت في الوقت نفسه إلى وجود بعض الانقسامات بين النواب المستقلين فيما يتعلق ببعض أبرز قضايا الاستقطاب في لبنان، وأبرزها ترسانة سلاح حزب الله، واللاجئين، وعدم وضوح رؤيتهم إزاء إعادة هيكلة القطاع المصرفي، والاقتصاد.

من جانبها، قالت مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت: ”لم يكن هناك ما يكفي من العمل قبل الانتخابات؛ من أجل توحيد الفكر بين الناخبين المستقلين، هناك قضايا رئيسية يجب الوصول إلى حلول لها في لبنان، ومن الواضح أن الناخبين المستقلين ليسوا متحدين حيالها“.


لميس الشرقاوي -إرم نيوز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...