عودة العلاقات التركية السعودية... وخاشقجي الثمن
انتهى عهد قطع العلاقات، وعادت العلاقات التركية السعودية إلى حالة تطبيع كامل، بعد أن طويا معا صفحات الخلاف والأزمات والتي كان أبرزها مقتل الصحفي خاشقجي بقنصلية بلاده في اسطنبول قبل نحو 4 أعوام.
وأعلنت تركيا والسعودية، الأربعاء 22 يونيو/حزيران 2022، عن اعتزامهما بدء حقبة جديدة من التعاون بينهما، جاء هذافي ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأنقرة، التي التقى فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اجتماع استمر ساعتين بالمجمع الرئاسي في أنقرة، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وأشار البيان المشترك الذي صدر عن الدولتين إلى أنهما بحثتا تسهيل حركة التجارة بينهما، وأوضح البيان أن تركيا دعت صناديق الاستثمار السعودية إلى الاستثمار في شركات تركية جديدة، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
من جانبها، قالت وكالة الأناضول التركية الرسمية، إن تركيا والسعودية تعربان عن رغبتهما في العمل على تطوير مشاريع بمجال الطاقة.
كذلك اتفق البلدان على تفعيل عمل مجلس التنسيق السعودي-التركي، ورفع مستوى التعاون حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن "تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي، بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة".
وفي سياق متصل، نشرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الأربعاء 22 يونيو/حزيران 2022، إحصائيات صادرة عن اتحاد الغرف التجارية السعودية، تحدثت عن حجم التعاون التجاري بين البلدين خلال السنوات الخمس الأخيرة.
بيّنت إحصائيات الاتحاد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى ما يقارب 103 مليارات ريال، وأضافت أن حجم الصادرات السعودية للسوق التركي بلغ خلال العام الماضي (2021)، ما يقارب 16.1 مليار ريال، والواردات التركية للسوق السعودي 486 مليوناً.
يأتي لقاء الأمير محمد وأردوغان، بعدما شهدت علاقات البلدين تحسناً بدأ منذ نهاية أبريل/نيسان 2022، بعدما قررت تركيا نقل ملف مقتل جمال خاشجقي إلى المملكة، لتبلغ قيمة الواردات في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين 71.3 مليون ريال (19 مليون دولار) مقابل 69.4 مليون ريال (18.5 مليون دولار) في الفترة المناظرة من العام الماضي.
ويأتي هذا قبل زيارة بايدن المقررة في يوليو/تموز القادم إلى المنطقة، ويبدو أن ولي العهد يأمل أن يقدم نفسه للأدارة الأمريكية،من خلال إرساء الأساس للتحالف الإقليمي للولايات المتحدة على أنه «صانع التوازن» في المنطقة، والقادر على توجيه دفة التحالفات الاستراتيجية الإقليمية.
وتأتي محاولة بن سلمان بتقديم نفسه للنفوذ الأمريكي ورغبته في العودة إلى إدارة الشؤون السنية بشكل عام في الوقت الذي يحاولولي نقل السلطة بسلاسة قبل وفاة الملك "سلمان بن عبد العزيز" الذي تسببت مشكلاته الصحية في تكهنات واسعة النطاق بشأن وفاته.
إضافة تعليق جديد