من يقف خلف اغتيال ابنة الكسندر دوغين زعيم الحركة الأوراسية الدولية
حسان بن عمار:
مع انتظام عالم جديد، بدأت تظهر تعرجاته وتتدلى الامور فيه لتصفيات جسدية، قد يكون ضحيتها ابرياء، لتصبح حرب الفلاسفة فاتحة لحروب الاستراتيجيات، تخطط لها اجهزة تعمل لوأد الخصم في معقله. وكما يبدو أن المعركة ستأخذ أبعادا أكثر مما نتصورها... فالخصم أوجعه المنافس، مع بدايات تجلي نظرية اوراسيا الجديدة.
ليس من صدف الفعل، أن تؤمن عقول -مع كل تغيير جوهري- بأن العالم يمكن أن ينتظم تحت سماء من نار ودماء لتثبيت الافكار. والجميع يدرك، أن ديدن من يرى نفسه سيدًا للعالم خبير في السفك.
خبر مقتل درايا الكسندر دوغين بالامس في عملية السيارة المفخخة في موسكو لن يمر ببساطة ,لان المستهدف منه ودون شك كان راس الكسندر, وراس نظرية اوراسيا الجديدة ,ومنظرها , والخادم لها من عشرات السنين .
الكسندر دوغين المولود سنة 1962، بموسكو، هو فيلسوف روسي ,وسياسي محنك ,وعالم اجتماع ومترجم . متحصل على استاذية في العلوم الفلسفية، دكتوراه في العلوم السياسية، دكتوراه في العلوم الاجتماعية. وهو رئيس قسم علم الاجتماع للعلاقات الدولية بجامعة موسكو الحكومية. وهو أستاذ فخري في جامعة أوراسيا الوطنية , وفي جامعة طهران ، يتقن اللغات الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإسبانية، والإيطالية، والبرتغالية.
يعتبر الكسندر دوغين زعيم الحركة الأوراسية الدولية . في عام 2014 أدرجت المجلة الأمريكية فورين بوليسي دوغين ضمن أفضل 100 مفكر عالمي في العالم الحديث ,ومن حينها برز اسمه على الساحة الدولية , اصبح يعرف بأنّه مؤلف النظرية السياسية الرابعة التي ترى نفسها مؤهلة لانهاء المدارس السياسية الثلاث: الليبرالية والاشتراكية والفاشية.
,يهدف نشاط دوجين السياسي إلى إنشاء قوة عظمى أوراسية من خلال مشروع تحالف روسيا مع الجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد الأوراسي الجديد (EAU) كما يهدف لعلاقات متينة و حلفاء ,مثل الصين ,الهند , وايران .
عرف الرجل بميوله لكبح جماح الإمبريالية الأمريكية التي تمدّدت لاستعباد الشعوب .يستحضر بشكل كبير المَوْرُوث الثقافي الرّوسي المتماهي مع الكنيسة الأرثودكسية ، وينتقْد بشدة الليبرالية الغربية وما بعد الحداثة ويعتبرهما بوابة الهيمنة المعرفية للقطب الأمريكي الواحد .
يميل فكريا للمحافظين كما يقترب من تجربة المسلمين وثورية كربلاء وقد زارها وشارك في مراسم الاربعين للمشاية , وهو من المعجبين بتجربة الامام الخميني الراحل .
عرف بموقفه المتميز وتأثره العميق بعد استشهاد قا سم سليماني والمهندس ، اعتبر انه لا توجد شخصية بين الاعداء تضاهيه للانتقام منه. جاء ذلك في تصريح له خلال ندوة دولية حول مدرسة المقاومة انعقدت في مدينة قم المقدسة ,و بمشاركة عدد من مندوبي فصائل المقاومة في المنطقة .
ألكسندر دوغين ,المستشار الاعلى للرئيس الروسي والمفكر الاستراتيجي لاوراسيا ,هو بوابة بوتين دون منازع ,وهو بمكانة صمويل هنتغتون في امريكا عند المحافظين الجدد .سواء الجمهوريين او الديمقراطيين ,بل وال بوش في تكساس النفط . الاكيد ان ما بعد عملية دوغين ومقتل ابنته ليس كما قبلها في روسيا .
إضافة تعليق جديد