لماذا أصبحت استعادة مدينة خيرسون أولوية قصوى بالنسبة لأوكرانيا؟
بحسب موقع sandboxx، تدرك كييف أن خيرسون الآن أهم من الناحية الاستراتيجية من دونباس. حيث تعد المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا موطئ قدم وحيداً للجيش الروسي شمال وغرب نهر دنيبرو، الذي يمر عبر أوكرانيا، من كييف إلى البحر الأسود. وربما يكون نهر دنيبرو أهم حاجز استراتيجي في ساحة المعركة الأوكرانية حيث يقسم البلاد إلى قسمين.
كما تقود مدينة خيرسون إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في عام 2014. وأصبحت القرم مؤخراً هدفاً للهجمات الأوكرانية. ومع ذلك، لمزيد من التقدم نحو شبه جزيرة القرم في المستقبل، ستحتاج أوكرانيا أولاً للسيطرة على خيرسون.
ما أهمية مدينة خيرسون الاقتصادية والصناعية؟
يبلغ عدد سكان مدينة خيرسون 280 ألف نسمة (عام 2021)، ويتحدث نصف سكانها اللغة الروسية، فيما تقدر الأقلية الروسية فيها بنحو 20%، بحسب التعداد الوطني الأوكراني لعام 2001. وهي المركز الإداري لمقاطعة “أوبلاست خيرسون” التي تعتبر مركزاً اقتصادياً كبيراً تعتمد عليه أوكرانيا.
وتمتلك المدينة أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود وهي مركز رئيسي للشحن، وقد نمت المدينة بشكل مطرد خلال القرن التاسع عشر بسبب الشحن وبناء السفن، وظلت مركزاً رئيسياً لبناء السفن طوال القرن العشرين.
وشملت الصناعات الأخرى فيها الهندسة وتكرير النفط وتصنيع المنسوجات القطنية وغيرها من الصناعات. وسياحياً، تعد المدينة أهم المدن الأوكرانية التي تستقطب السياح لطبيعتها المميزة وإطلالتها على نهر دنيبر وبحر آزوف والبحر الأسود.
تأسست مدينة خيرسون بمرسوم من الإمبراطورة الروسية كاترين العظمى يونيو/حزيران 1778 على الضفة العليا لنهر دنيبر كحصن مركزي لأسطول البحر الأسود.
وشهد عام 1783 افتتاح حوض بناء محلي للسفن أصبح لاحقاً الأهم في أوكرانيا، وقد احتلها الألمان خلال الحرب العالمية الثانية من 19 أغسطس/آب 1941 إلى 13 مارس/آذار 1944، قبل أن يتم تحريرها من قِبَل الجيش السوفييتي.
وأهمية المدينة الاستراتيجية بالنسبة لروسيا، أنها أحد أهم مراكز إعادة إحياء مشروع “نوفوروسيا”، أو “روسيا الجديدة” التاريخي، والذي يتحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2014، حيث تسعى روسيا لإقامة جسر بري من أراضيها مروراً بالمناطق الشرقية في إقليم دونباس وما حولها، إلى شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها إليها في عام 2014، بالإضافة إلى امتداد ذلك نحو مدينة أوديسا ومينائها الاستراتيجي، أي بمعنى الاستيلاء على مئات الكيلومترات من الأراضي على طول ساحل بحر آزوف والبحر الأسود.
وكالات
إضافة تعليق جديد