معركة كسر عظم بين بوتين والغرب
تتصدر روسيا دول العالم بعدد العقوبات المفروضة عليها، موسكو في عزلة تامة من جهة الغرب.. لكن الشرق منفتح عليها ولا يبالي حتى الآن بالعقوبات الغربية.
عدد الأفراد والكيانات الروسية المعاقبة أكثر من 7 آلاف.. والعقوبات طالت بوتين نفسه، حتى الآن انتصرت روسيا في «حرب العملة»، وأعادت سعر الروبل إلى مستوى أفضل مما كان عليه عشية العقوبات.
توقع خبراء انهيار الاقتصاد الروسي سريعاً بفعل العقوبات، لكن الأرقام الواردة من موسكو صادمة للمتفائلين بالانهيار: الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر الستة الأولى من هذا العام انخفض فقط بنسبة لا تتجاوز 0.4 %.
حتى الآن استطاع الاقتصاد الروسي تجنب الانهيار، ولكن اعتقاداً سائداً لدى الخبراء يقول إن دولة بوتين ستتحمل تداعيات العقوبات لنحو عامين، فيما يتوقع آخرون أنها ستصمد أكثر من ذلك.
صندوق النقد الدولي كشف عن قيام روسيا بـ«جمع وتكديس سيولة منذ بدء الصراع في شرق أوكرانيا عام 2014، حيث استعدت روسيا لحرب استنزاف».
رغم أن دولاً أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا قررت خفض الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية، لكن أرباح الروس كانت قياسية بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز.. ووصلت إلى 41 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري.
هذا المثال يختصر كل شيء: «دفعت ألمانيا نحو 20 مليار دولار لواردات الطاقة الروسية خلال النصف الأول من العام الجاري ما يعني زيادة بنسبة 50 % عن الفترة ذاتها العام الماضي».
يرى أساتذة بالاقتصاد من بريطانيا أن بوتين سيعاني من نقص من السيولة والنقد بسبب الحرب عندما يُقدم الغرب على خفض اعتماده بالكامل على مصادر الطاقة الروسية، لكن هذا السيناريو من المرجح أن يستغرق ما بين عامين إلى 3 أعوام.
ربما لن تكون روسيا قادرة على إيجاد سوق طاقة بديل للسوق الأوروبية.. ومخاوف من توقف هذه القطاعات عن كونها محركات للاقتصاد.
الشركات التي غادرت الأراضي الروسية تمثل حوالي 40 % من ناتج روسيا المحلي الإجمالي، هذا ما كشفته دراسة أجرتها «جامعة ييل» الأمريكية.
الدراسة تحدثت عن انهيار الواردات إلى روسيا وحدوث نقص في مكونات التصنيع الهامة لا سيما أشباه الموصلات والمكونات الأخرى عالية التقنية.
القطاع المصرفي الروسي أيضاً خسر نحو 25 مليار دولار خلال النصف الأول من هذا العام.
وفيما تحصد أوروبا سريعاً الرد الروسي على العقوبات، يبقى الرهان الغربي على تدمير الاقتصاد الروسي على المدى الطويل، بينما يشكك خبراء غربيون في كسب هذا الرهان.
فمن يصمد حتى النهاية روسيا أم أوروبا؟
إضافة تعليق جديد