صحف عالمية: "حيلة" روسية ضد العقوبات النفطية.. وأمريكا تغازل أفريقيا

03-12-2022

صحف عالمية: "حيلة" روسية ضد العقوبات النفطية.. وأمريكا تغازل أفريقيا

سلطت صحف عالمية اليوم السبت الضوء على ما اعتبرته "حيلة" روسية لمواجهة العقوبات التي يفرضها الغرب على واردات النفط بسبب حربها على أوكرانيا، إلى جانب ما وصفته بـ"ضعف" التكتيكات العسكرية لموسكو في ساحات القتال.

وتناولت بعض الصحف ما قالت إنها "مغازلة" أمريكية للدول الأفريقية، عبر قمة من المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري في واشنطن، تضم عشرات القادة من القارة السمراء.

التكتيكات الروسية

اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن التكتيكات الروسية، التي وصفتها بـ"الشريرة"، في أوكرانيا لا تؤدي إلا إلى مزيد من الكشف عن ضعفها العسكري في ساحات القتال، حيث كان الكرملين يأمل في الاستيلاء على كييف بسهولة، لكنه لجأ بعد "الفشل" إلى تدمير جارته ببساطة.

وقالت الصحيفة: "الكرملين كان يعتقد أنه يمكنه اجتياح أوكرانيا والاستيلاء على العاصمة، كييف، في غضون أيام، لكن بعد أكثر من تسعة أشهر من حربه الكارثية هناك، كشفت الاستراتيجية الروسية الجديدة لاستهداف البنية التحتية ضعف موسكو ويأسها في مواجهة المقاومة الأوكرانية الجريئة".

وأضافت: "تتناقض الاستراتيجية الحالية بشكل صارخ مع الخطة الأولية لروسيا؛ أي توجيه ضربة مروعة إلى كييف ومدن أخرى للسيطرة على البلاد في وقت قليل".

ووفقاً للصحيفة خلص تقرير لـ"المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، ومقره لندن، إلى أنه في حين تم تصميم الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة لإظهار القوة، إلا أنها مع ذلك "تكشف ضعف روسيا الواضح في الشتاء".

وتابعت الصحيفة: "اعترف كبار النقاد الروس علانية أن بلادهم ليس لديها استراتيجية أخرى؛ حيث انتقلت من التخطيط للاستيلاء على أوكرانيا إلى خطة لشل أوكرانيا ببساطة.. الاستراتيجية الجديدة التي تستهدف البنية التحتية المدنية من الصعب بيعها للجمهور الروسي".

في سياق متصل، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن تقرير آخر صادر عن المعهد البريطاني قوله إن "خطة غزو مُسربة كشفت أخطاء القيادة الروسية في ما يتعلق بالعملية العسكرية في أوكرانيا".

وقال المعهد إنه حصل على خطة من أربعة أجزاء وقعها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحدد كيف سيتمكن جيشه من التغلب على القوات الأوكرانية وإخضاعها والاستيلاء على البلاد في غضون 10 أيام.

ووفقًا للخطة المسربة، كانت لدى الجيش الروسي خطط لـ"صعق العدو بقوة نيران ساحقة" لإجبار المجتمع الدولي على تقديم تنازلات لتجنب التصعيد والمزيد من إراقة الدماء، وزعزعة استقرار القيادة الأوكرانية، وتمهيد الطريق لضم روسيا للبلاد بحلول أغسطس.

وجاء في التقرير: "الخطط الروسية لغزو أوكرانيا كانت مفصلة وقدمت حلولاً لمعظم المشكلات العملية التي قد تواجهها القوات في احتلال أوكرانيا. لو تم تنفيذ هذه الأوامر بكفاءة، لكانت ستنجح هذه الخطط. ومن الواضح أن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها من جانب روسيا".

وقالت المجلة إنه بعد نحو 10 أشهر من الحرب، لا يزال وقف إطلاق النار بعيد المنال، بينما تكافح موسكو حتى الآن للحفاظ على موطئ قدم لها في البلاد ضد الدفاعات الأوكرانية الأفضل تجهيزًا، كما أن القيادة السياسية الأوكرانية لا تزال متماسكة.

وأضافت: "وفقاً للتقرير، لم يكن معظم العسكريين الروس على دراية بالعملية العسكرية، حتى قبل أيام من الحرب. ولم تتلق العديد من الوحدات العسكرية التكتيكية أوامر إلا قبل ساعات من دخولها أوكرانيا ولم تكن مجهزة بالشكل المناسب".

أسطول الظل وتحرك أوروبي متأخر

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن روسيا عمدت إلى تجميع ما أسمته بـ"أسطول الظل" الذي يضم عددا كبيرا من الناقلات للمساعدة في تخفيف العقوبات النفطية التي يفرضها الغرب على موسكو بسبب الحرب.

ونقلت الصحيفة عن سماسرة شحن ومحللين قولهم إن روسيا حشدت بهدوء أسطولًا يضم أكثر من مئة ناقلة قديمة لنقل النفط الخام، وذلك بهدف التحايل على القيود الغربية على مبيعات النفط الروسية في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

وقال مسؤول تنفيذي في إحدى شركات الشحن للصحيفة إن موسكو التي تعتمد بشكل كبير على ناقلات أجنبية لنقل نفطها الخام أضافت أكثر من مئة سفينة خلال العام الجاري، من خلال عمليات شراء مباشرة أو غير مباشرة.

وذكرت الصحيفة أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الواردات الروسية المنقولة بحراً، يدخل حيز التنفيذ الاثنين المقبل، فضلاً عن سقف جديد للسعر بواقع 60 دولارًا للبرميل، وهو ما دعمه التكتل الجمعة، وهو جزء من مبادرة أوسع لـ"مجموعة السبع".

ورأى بعض التجار أن "أسطول الظل" الروسي سيقلل من تأثير الإجراءات الأوروبية، لكنه لن يقضي عليها، وأن روسيا تهدف إلى استخدام أسطولها الجديد لمحاولة إمداد دول مثل الهند والصين وتركيا التي أصبحت أكبر مشترٍ لنفطها مع تراجع السوق الأوروبي.

ومن المتوقع أن تؤدي الإجراءات العقابية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع إلى عزل موسكو عن جزء كبير من أسطول الناقلات العالمي؛ لأن شركات التأمين سيتم منعها من تغطية السفن التي تحمل النفط الروسي مهما كانت وجهتها ما لم تمتثل لسقف السعر المحدد.

من جانبها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بعد أشهر من الضغط الأمريكي وأيام من المفاوضات المشحونة، اقترب حلفاء أوكرانيا من تنفيذ خطة للحد من سعر النفط الروسي ابتداء من الأسبوع المقبل.

وأشارت إلى أن السفراء الأوروبيين اقترحوا سقفًا "قريبًا جدًا" من الأسعار الحالية لدرجة أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيصيب "صندوق حرب الكرملين"، حيث وافق الدبلوماسيون في اجتماعات ببروكسل على 60 دولارًا للبرميل كحد أقصى.

وأوضحت أن فكرة تحديد سقف للبرميل تهدف في الحد من المقدار الذي يمكن أن يصنعه الزعيم الروسي من النفط الذي يقوم بتحويله إلى أماكن أخرى في العالم دون إحداث اضطراب كبير في الإمدادات العالمية.

وأضافت أنه في المقابل، جادل محللون بأن السعر الذي وافق عليه دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي أعلى بكثير من تكلفة إنتاج روسيا وقريب من مكان تداول نفطها حاليًا، مما يعني أنه قد لا يكون له تأثير مباشر كبير.

وأفادت الصحيفة بأنه "إذا استجابت روسيا لسقف السعر الأوروبي من خلال حجب النفط عن السوق الدولية، فقد يعاني الغرب، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يعولون على حاجة روسيا لبيع نفطها بأي سعر يمكن أن تحصل عليه".

مغازلة أمريكية لأفريقا

أفادت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بأن الرئيس جو بايدن يغازل الدول الأفريقية بعد الإعلان عن قمة مع قادة القارة السمراء، مشيرة إلى أن الخطوة تعد تحولاً بارزاً عن نهج إدارة سلفه، دونالد ترامب.

وقالت إن فريق بايدن يريد مغازلة الدول الأفريقية وتجاهل الصين إلى حد كبير، وإن القمة توجه بايدن لمواجهة النفوذ الجيوسياسي المتزايد للصين، حيث تعهدت بالتغلب عليها على الساحة العالمية، بما في ذلك في أفريقيا.

ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن "جدول أعمال القمة المقبلة للزعماء الأفارقة في واشنطن، المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري، قد يشهد من بعيد أيضاً الملف الصيني، وإن البيت الأبيض يحاول بشدة تجنب استخدام البلدان الأفريقية كبيادق في حرب باردة جديدة مع بكين".

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: "هدفنا ليس تركيز حديثنا على المنافسة أو التنافس مع هذه البلدان الأخرى. هذه ليست أفضل طريقة لتعزيز المصالح الأمريكية وأهدافنا المشتركة مع الأفارقة.. فتح هذا القرار نقاشًا محتدماً داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع النفوذ الصيني وبدرجة أقل النفوذ الروسي في أفريقيا في قمة بايدن المقبلة، حيث دعا بعض المسؤولين إلى ضرورة التطرق إلى بكين في القمة".

وأوضحت "فورين بوليسي" أن الجدل "يعكس الطريق الدبلوماسي الصعب الذي يجب على إدارة بايدن السير فيه في القمة المقبلة؛ حيث يركز المسؤولون الأمريكيون على مواجهة النفوذ الصيني في القارة، لكنهم يريدون القيام بذلك دون تجاوز رسائلهم الخاصة بشأن التعاون بين الولايات المتحدة وأفريقيا".

وأشارت إلى أن الصين عززت بشكل كبير استثماراتها في أفريقيا خلال العقود الآخيرة، بما في ذلك تمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة وزيادة المشاركة السياسية، على الرغم من تحذيرات واشنطن من أن بعض هذه المشاريع ترقى إلى مستوى "دبلوماسية فخ الديون".

وقالت المجلة: "القمة المقرر عقدها في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري توصف بأنها واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية لبايدن.. تمت دعوة حوالي 50 رئيس دولة، ومن المتوقع أن يأتي حوالي ألف مسؤول أفريقي إلى واشنطن لحضور القمة والأحداث المحيطة بها".

وأضافت: "تمثل القمة فرصة نادرة لبايدن للقاء العديد من رؤساء الدول الأفارقة والرد على الشكاوى الطويلة الأمد من قبل المسؤولين الأفارقة من أن بلدانهم تحصل على إهمال في السياسة الخارجية الأمريكية عند مقارنتها بالحلفاء الأوروبيين، وفي الشرق الأوسط".

وتُظهر مسودة جدول أعمال القمة، التي حصلت عليها "فورين بوليسي"، نطاقًا واسعًا من الموضوعات، بما في ذلك مناقشات حول الأمن الصحي، وتغير المناخ، والأعمال التجارية والزراعة، وتعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأفريقيا.

ووفقاً لتقرير المجلة، لم يتم ذكر الصين مرة واحدة في مسودة جدول الأعمال المكونة من 34 صفحة، لكن، هناك إشارتان فقط إلى روسيا في سياق الأمن الغذائي، وكيف عطل الغزو الروسي لأوكرانيا الإمدادات الغذائية العالمية.
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...