5 صراعات عالمية بالعام الجديد

02-01-2023

5 صراعات عالمية بالعام الجديد

 تصدر حفل تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الإثنين، والتي سلطت الضوء على أبرز التحديات التي ستواجه اليساري المخضرم خلال أيامه الأولى في الحكم.

كما أوردت الصحف تقارير تكشف عن 5 صراعات سيشهدها العالم خلال العام الجديد، إذ جاء أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والتنافس بين الولايات المتحدة والصين، وفيما يتعلق بفيروس كورونا، قالت الصحف إن تفشي الوباء في الصين يمثل تحديًا للرئيس، شي جين بينغ، ويقوض قبضته على السلطة.

"توحيد البرازيل".. أهم أولويات لولا

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رمز اليسار في أمريكا اللاتينية، قد عاد إلى السلطة للمرة الثالثة بعد 12 عامًا من ولايته الأخيرة كرئيس، لكنها أشارت إلى أن هذه المرة سيواجه اليساري المخضرم بعضًا من أصعب التحديات غير المسبوقة في البلاد.

وذكرت الصحيفة أن عودة لولا إلى دفة أكبر دولة في أمريكا اللاتينية تعتبر غير عادية لرجل نجح في التغلب على الصعاب. وأضافت أنه بالرغم من تحقيق "عودة استثنائية"، إلا أن لولا سيتعين عليه الآن توحيد أمة منقسمة، ووقف تدمير أكبر غابة مطيرة في العالم، وزيادة دخل ملايين الأسر التي تعاني من فقر مدقع.

وكان لولا أدى أمس اليمين الدستورية رئيسًا للبرازيل، في تتويج لعودة سياسية من المؤكد أنها ستثير حماسة المؤيدين وتغضب المعارضين في دولة شديدة الاستقطاب، إذ جادل محللون بأن رئاسته من غير المرجح أن تكون مثل ولايتيه السابقتين.

وهزم لولا (77 عامًا) خصمه الرئيس السابق اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، في تصويت جرى في الـ30 من أكتوبر الماضي بأقل من نقطتين مئويتين؛ ما دفع أنصار الأخير إلى رفض نتائج الانتخابات ودعوا إلى التدخل العسكري.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن لولا جعل أولوية مهامه "شفاء" الأمة المنقسمة، لكنها رأت أنه سيتعين عليه القيام بذلك في أثناء التنقل في ظروف اقتصادية أكثر صعوبة مما تمتع به في فترتيه الأوليين.

وكان لولا تعهد بأن أولوياته ستكون محاربة الفقر والاستثمار في التعليم والصحة، وقال أيضًا إنه سيوقف إزالة غابات الأمازون بشكل غير قانوني، كما إنه سعى للحصول على دعم المعتدلين السياسيين لتشكيل جبهة واسعة وهزيمة بولسونارو.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن تهدئة أشد خصومه سيكون أحد أكبر التحديات التي يواجهها لولا عندما يبدأ في حكم البرازيل التي يبلغ عدد سكانها نحو 216 مليون نسمة.

وعلى الصعيد الدولي، أعربت الحكومات والمدافعون عن البيئة عن تفاؤلهم بأن إدارة لولا يمكن أن تقلل من إزالة الغابات في منطقة الأمازون، والتي استمرت إلى حد كبير دون رادع خلال فترة بولسونارو، حيث عيّن الرئيس الجديد مارينا سيلفا، أحد أقوى ناشطي المناخ في البلاد، كوزيرة للبيئة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه مع ذلك، سيواجه لولا معارضة من مجموعات زراعية قوية والعديد من سكان منطقة الأمازون نفسها الذين غالبًا ما يولون أهمية أكبر للتنمية وخلق فرص العمل.

وأضافت "كما سيركز البرازيليون الآخرون على الاقتصاد، حيث تضررت البلاد بشدة من جائحة كورونا التي أودت بحياة ما يقرب من 700 ألف شخص وألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد. كما عانى نحو 33 مليون شخص من الجوع في البرازيل خلال العام الماضي".

أبرز الصراعات خلال العام الجديد

وسلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على أبرز الصراعات التي ستسيطر أحداثها على العام الجديد؛ بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، والتنافس بين الولايات المتحدة والصين، والملف الإيراني، وأزمة تايوان.

وبدأت المجلة تحليلها بالغزو الروسي لأوكرانيا، قائلة إن تداعياته تمهد الطريق لمزيد من العنف على نطاق واسع في المستقبل، خاصة أن الحرب بدت وكأنها لن تنتهي في وقت قريب. وذكرت أن الاقتصاد الروسي قد تكيف مع العقوبات الغربية الهائلة.

وأضافت المجلة أن الحرب ربما ستنتهي بـ"تسوية قبيحة" تفرضها روسيا في نهاية المطاف إذا لجأت إلى استخدام السلاح النووي. وحذرت المجلة من أن الغرب وروسيا سيظلان مهددين بالوقوع في خطأ "سوء التقدير"، والذي يقربهما من المواجهة العسكرية.

وأضافت المجلة أنه يجب على القادة الغربيين إبقاء الباب مفتوحًا أمام التسوية من خلال توضيح الفوائد للكرملين، لا سيما في تخفيف العقوبات، التي ستتبع صفقة يمكن أن تتعايش معها أوكرانيا.

وفيما يتعلق بالصراع الثاني المحتمل خلال العام الجديد، قالت المجلة إن التوترات بين أرمينيا وأذربيجان قد زادت أكثر من أي وقت مضى؛ ما ينذر بنزاع مسلح جديد حول منطقة ناغورنو كاراباخ. وأضافت أنه إذا كانت الحرب الأوكرانية أثرت سلبًا على العالم، فإن تأثيرها كان حادًّا بشكل خاص في جنوب القوقاز.

كورونا يهدد قبضة الزعيم الصيني

وفي الصين، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن شي يكافح من أجل "حفظ ماء الوجه" في ظل تفشي وباء كورونا الذي يهدد قبضة الزعيم الصيني على السلطة، وذلك بعدما تخلت الحكومة عن سياستها الصارمة لاحتواء الفيروس أوائل الشهر الماضي.

واعتبرت الصحيفة أن الخطاب الذي ألقاه شي بمناسبة العام الجديد يشير إلى أنه ربما يكون "أخطأ بشكل كبير في التقدير"، إذ أخبر الزعيم الصيني بأن بلاده تقف إلى "الجانب الصحيح من التاريخ"، وقالت إن الخطاب يتعارض مع الصور التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تظهر اكتظاظ المستشفيات في جميع أنحاء البلاد بالمرضى.

أما عن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، والتي ستهيمن على العقود المقبلة، أشارت المجلة إلى أن الدعم الصيني لروسيا في غزوها لأوكرانيا يثير مخاوف واشنطن، على الرغم من أن بكين لم ترسل مساعدات عسكرية لموسكو.

وأضافت المجلة أن الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي المنتهية ولايتها، نانسي بيلوسي، إلى تايوان في أغسطس الماضي قد أثارت غضب الصين، لكنها أشارت إلى أن الاجتماع بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، في نوفمبر قد خفف من حدة التوتر بين البلدين.

وتابعت أنه مع ذلك، لا تزال المنافسة محتدمة في السياسات الخارجية للبلدين، وخاصة الوضع حول تايوان الذي يبدو أكبر نقطة مضيئة في توتر العلاقات بين القوتين العظميين، إذ تأمل واشنطن في الحفاظ على السيادة في المنطقة، بينما تسعى بكين إلى الوحدة مع الجزيرة.

وقالت المجلة إن القلق المتزايد بشأن صعود الصين أصبح الشغل الشاغل للسياسة الأمريكية، مشيرة إلى أن الملف الصيني يعد قضية نادرة تحظى بإجماع من الحزبين في واشنطن، إذ يعتقد كل من الكونغرس وإدارة بايدن أن قدرة الولايات المتحدة على ردع الغزو الصيني قد تراجعت.

أما عن الملف الإيراني، فهو ينشق إلى ثلاثة أقسام: الأول يتعلق بإحياء الاتفاق النووي المتعثر، والثاني هو ردود الفعل الغربية على حملة القمة التي يشنها النظام الإيراني ضد المتظاهرين منذ الـ17 من سبتمبر الماضي، والأخير هو كيفية تعامل الغرب مع أزمة إمداد طهران موسكو بطائرات مسيرة.

وقالت المجلة إن الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للنظام وحملات القمع التي أعقبتها بحق المتظاهرين، فضلاً عن إمداد إيران روسيا بالأسلحة، قد أدت إلى جعل طهران أكثر عزلة من أي وقت مضى منذ عقود، وذلك  في الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة برنامجها النووي.

وأضافت أن المحادثات لإحياء الاتفاق النووي المتوقفة منذ أوائل سبتمبر، أصبحت الآن في حالة جمود عميق، وذلك في وقت حققت فيه طهران قفزات كبيرة فيما يتعلق بقدرتها النووية. ودعت المجلة صناع القرار الغربيين إلى إبقاء الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية.


وأشارت الصحيفة إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الصورة التي تقدمها أجهزة الدولة الدعائية والواقع الذي ينعكس في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والروايات المأساوية من جميع أنحاء الصين، حيث تعج أجنحة الطوارئ بالمستشفيات بـ"المرضى اليائسين".

وكانت الإشارة إلى تفشي الوباء في الخطاب هي الأولى للزعيم الصيني منذ أن غيرت حكومته مسارها قبل ثلاثة أسابيع، حيث استخدم شي خطابه للتأكيد أن الحكومة "وضعت الشعب وحياته في المقام الأول." وكان شي ربط بين مكانته الشخصية في السابق بسياسة "صفر كوفيد".

ورأت "الغارديان" أنه بالنسبة للكثيرين، ستبدو هذه العبارة "جوفاء"، لا سيما أولئك الذين يقاتلون من أجل الرعاية الطبية لأحبائهم الذين أصيبوا حديثًا، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تؤدي هذه الأزمة وتكلفتها الباهظة، وعدم فعل الكثير للاستعداد للانفتاح، إلى تقويض سلطة شي.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، قدر المحللون أن هناك بالفعل الآلاف من الوفيات يوميًّا، مع المزيد في المستقبل. وقالوا: "إنه من المتوقع أن تصل الموجة الأولى في المناطق الحضرية إلى ذروتها في يناير الجاري، لكن موجة ثانية أكبر ستنطلق عبر المناطق الريفية في فبراير".

وأضاف المحللون أنه قد تكون هناك أيضًا تكلفة اقتصادية باهظة، وتوقعوا نزوحًا جماعيًّا صغيرًا للنخب، إلى جانب جهود متجددة لنقل الأموال خارج البلاد؛ ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الاقتصاد المتباطئ بالفعل.

وقال المحللون للصحيفة "إن التخلي عن سياسة (صفر كوفيد) دون تحضير هو الآن مهمة سياسية للحزب الشيوعي، وبالتالي للحكومة الصينية. وفي هذه الحالة، يجب أن تكون الإحصائيات وطنية، ويجب أن تدعم الخط الرسمي".

 

إرم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...