جولة الصحافة حول الأحداث العالمية
في واقعة جلبت إدانات دولية واسعة، تصدر اقتحام أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، مقار السلطة الرئيسية، بما في ذلك الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا، التغطية الإعلامية وعناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين، التي قارنته بأحداث "6 يناير" في الولايات المتحدة.
كما ناقشت الصحف تقارير أخرى تكشف عن "انتعاشة" سياحية وشيكة سيكون لها أثر إيجابي على اقتصاد الدول في ظل الأزمة العالمية، وذلك بعدما أعلنت الصين عن فتح حدودها أمام المسافرين.
البرازيل.. اقتحام مقار السلطات
على غرار هجوم مبنى الكونغرس الأمريكي قبل عامين، شهدت البرازيل الأحد، حادثا مماثلا عندما اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس السابق بولسونارو، مقار السلطات الثلاث الرئيسية في العاصمة برازيليا، بما في ذلك الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الآلاف من المؤيدين المتطرفين لبولسونارو، قاموا باقتحام وتخريب مبنى المكتب الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا، في مشاهد استدعت "بشكل مؤلم" أحداث 6 يناير 2021، عندما وقع تمرد في "مبنى الكابيتول" (مقر الكونغرس الأمريكي) من قبل أنصار الرئيس السابق، دونالد ترامب.
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من تنصيب الرئيس اليساري، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي هزم بولسونارو في انتخابات الإعادة التي جرت أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في تصويت رفضه مؤيدو الرئيس اليميني ودعوا الجيش إلى التدخل، مما دفع المحللين إلى التحذير من أعمال شغب.
ووفقا لتقرير "واشنطن بوست"، أظهرت مقاطع فيديو متظاهرين يكسرون النوافذ الزجاجية ويدخلون مبنى الكونغرس، حيث قاموا بأعمال تخريب مشابهة لأحداث "6 يناير"، كما أظهرت مقاطع فيديو أن أنصار الرئيس السابق يحاولون شق طريقهم إلى المكاتب الوزارية داخل القصر الرئاسي.
وقالت الصحيفة إن الحادث استحوذ على "أوجه التشابه الغريبة" بين بولسونارو، ونجمه السياسي وحليفه، ترامب.
وأضافت أنه بطريقة مماثلة لترامب، أثار بولسونارو استياء قاعدته الانتخابية منذ خسارته أمام لولا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الآلاف من مؤيدي بولسونارو، اعتصموا منذ أسابيع في مقار عسكرية في جميع أنحاء البلاد، مطالبين بالتدخل العسكري لإعادة بولسونارو، الذي سافر الأسبوع الماضي إلى فلوريدا بدلا من حضور حفل تنصيب لولا، الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مؤسس مركز أبحاث "ريو إيغارابي إنستيتيوت" في البرازيل، روبرت موجاه، قوله إن "عنف الغوغاء يعد تمردا واضحا"، مشيرا إلى أن "الاستياء بين أنصار بولسونارو يتصاعد منذ شهور".
وأضاف أن "أوجه التشابه بين البرازيليين اليمينيين المتطرفين الذين اقتحموا الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي، وتمرد 6 يناير في مبنى الكابيتول، ليست من قبيل الصدفة".
وأوضح: "تمت تغذية أنصار بولسونارو بنظام عدائي ثابت من المعلومات المضللة لسنوات، مثلما يحدث في الولايات المتحدة".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هجوم الأحد، كان "تتويجًا" لأعوام من نظريات المؤامرة التي تبناها بولسونارو، وحلفاؤه. وقالت إنه لأعوام، ادعى الرئيس السابق دون دليل أن أنظمة الانتخابات البرازيلية كانت مليئة بالاحتيال وأن نخب البلاد كانت تتآمر لإزاحته من السلطة.
وكان لولا – الذي لم يكن في برازيليا وقت وقوع الهجمات - قد أدان الحادث وشدد في خطاب ألقاه للشعب على أن بولسونارو "تسبب في هذه الفوضي"، قائلاً إن سلفه "هو من دعم الهجمات على المقار الثلاثة"، وذلك على الرغم من أن بولسونارو أدان الواقعة.
وعند تنصيبه الأسبوع الماضي، وعد لولا بأن توحيد البرازيل سيكون هدفًا رئيسيا لإدارته.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن أحداث الأحد، تشير إلى أن الانقسامات في البلاد أعمق مما كان يتصور الكثيرون، ورأت أن توحيد الأمة سيكون أكبر التحديات للرئيس الجديد.
وفي الولايات المتحدة، ذكرت "نيويورك تايمز" أن بعض "المحرضين" من اليمين المتطرف قد أيدوا أحداث البرازيل، حيث إنهم نشروا مقاطع فيديو لأعمال الشغب ووصفوا المتظاهرين بـ"الوطنيين" الذين كانوا يحاولون دعم الدستور البرازيلي. وعلى سبيل المثال، وصف ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، المتظاهرين بـ"المقاتلين الذين يحاربون من أجل الحرية".
اقتصادات العالم تنتظر انتعاشة صينية
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن عشرات الآلاف من المسافرين قد بدأوا الأحد، في السفر من وإلى البر الرئيسي للصين، حيث أزالت بكين جميع قيودها الحدودية تقريبًا، مما وضع حدًا للإجراءات الوبائية التي عزلت فعليًا أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان عن بقية العالم لمدة 3 اعوام.
ورأت الصحيفة أن السياح الصينيين المتجهين إلى الخارج يجلبون معهم "الأمل" لدى دول العالم التي يتوق اقتصادها لإغاثة صينية وشيكة، حيث أصبحت معظم الدول تعتمد على إنفاق المسافرين الصينيين في السنوات التي سبقت وباء كورونا، مشيرة إلى أن القرار الصيني يأتي في "وقت مناسب" للسياحة العالمية.
وقالت الصحيفة، في المقابل، إن القلق خفف من المزاج الاحتفالي، حيث تخشى بعض الدول من أن يؤدي تفشي وباء كورونا في الصين إلى حدوث طفرات جديدة للفيروس التاجي، مما دفعها إلى فرض قيود إضافية على المسافرين الوافدين.
وأضافت الصحيفة أن هناك مخاوف داخل الصين من أن القرى الريفية، التي تضم عددًا غير متناسب من كبار السن وقلة الوصول إلى الرعاية الطبية، معرضة بشكل خاص للخطر مع زيادة السفر المحلي.
وذكرت الصحيفة أنه من المحتمل أن يظل تدفق المسافرين الصينيين مقيدًا لفترة من الوقت، حيث تعيد شركات الطيران تكيفها، بينما تحافظ بعض الحكومات على قيود صارمة تجنباً لتفشي سلالة المتحور الوحشي الذي يجتاح الصين في الوقت الحالي.
وأردفت الصحيفة أن إعادة فتح الحدود تسمح أيضًا لمجتمع الأعمال بزيارة السوق الصيني السريع النمو مرة أخرى، حيث قالت وزارة التجارة الصينية إنها تلقت إشارات دعم قوية من المديرين التنفيذيين الأجانب الذين يتوقون لزيارة الصين، والتحقق من أعمالهم والنظر في استثمارات جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا، فرضت قيودا صارمة على الركاب القادمين من الصين بسبب "عدم شفافية" بكين بشأن التعامل مع الوباء ونطاق العدوى، وحذرت الصين، في المقابل، من "إجراءات انتقامية" ردا على هذه القيود.
روسيا تنتقم لـ"هجوم ماكيفكا"
سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الضوء على المشهد الأوكراني في خضم ضربات روسية مكثفة بشرق البلاد، وقالت إن موسكو شنت هجمات صاروخية فور انتهاء الهدنة، الأحد، في هجوم بدا كأنه انتقام لحادث ماكيفكا الذي شنته كييف وأسفر عن مقتل 89 جندياً روسيا الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قصفت نظيرتها الأوكرانية في مدينة كراماتورسك الشرقية رداً على هجوم شنته الأخيرة استهدف منشأة تستخدم كقاعدة للجنود الروس في مدينة ماكيفكا، وهي مدينة أخرى في دونيتسك.
ووفقا لتقرير الصحيفة، ادعى المدونون العسكريون الروس أن قوات بلادهم استولت على أراض حول منطقة سوليدار بشرق البلاد أيضا، مما قد يسمح لها بمحاصرة باخموت، وسيجعل من الصعب على أوكرانيا السيطرة على المدينة التي تشكل معركتها محور الحرب في الوقت الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الأوكراني من سوليدار – إذا ثبت - يمثل أول نجاح عسكري لموسكو بعد سلسلة من الهجمات المضادة الأوكرانية التي دفعت القوات الروسية للتراجع في شمال شرق وجنوب البلاد الصيف الماضي.
ونقلت الصحيفة عن تقرير لـ"معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، قوله إنه حتى لو كانت تدوينات المدونين الروس دقيقة، فإن سيطرة القوات الروسية على سوليدار لا تجعلها بالضرورة قادرة على تطويق باخموت المهمة استراتيجيا.
في المقابل، شنت كييف هجوما مضادا، الأحد، بصواريخ "هيمارس" الأمريكية، حيث قال المسؤولون الذين نصبتهم موسكو إن القصف الأوكراني ألحق أضرارًا بمحطة طاقة في منطقة دونيتسك.
وقالت السلطات في مدينة لوتوهين بمنطقة لوغانسك التي تحتلها روسيا إن الانفجار القوي الذي وقع في أحد خطوط أنابيب الغاز، والذي خلف مؤقتًا أكثر من 13 ألف عميل دون غاز، كان على الأرجح نتيجة "تخريب أوكراني".
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الهجوم الأخير يعد الأحدث في سلسلة من الضربات الأخيرة على البنية التحتية للطاقة وخطوط السكك الحديدية داخل الأراضي التي تسيطر عليها موسكو والتي قالت السلطات الروسية "إنها قد تشمل خلايا نائمة من الجيش الأوكراني وسكان محليين متحالفين مع كييف".
وأوضح تقرير حديث للمعهد أن التحليل الخاص به يرجع بشكل كبير إلى حقيقة أن القوات الروسية كانت قد كثفت من وتيرة هجمات الطائرات دون طيار في أنحاء أوكرانيا منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي. وأشار إلى أن الكرملين يأمل في مواصلة هجومه على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا دون استنفاد مخزوناته من الصواريخ.
ونقلا عن بيان صادر عن جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني، قال "معهد دراسة الحرب" إن الكرملين يدرس شراء شحنة أخرى من طائرات "شاهد" دون طيار الإيرانية، التي كان قد تم شراؤها سابقًا على دفعات تتراوح بين 200 و300 طائرة.
إرم
إضافة تعليق جديد