طالب العلم يطلب النجدة

01-08-2023

طالب العلم يطلب النجدة

في طريق العودة من الامتحان الجامعي إلى العمل قرر، محمد، طالب سنة رابعة في كلية الإعلام، وهو يدفع آخر ما تبقى في جيبه لبائع السندويش، أن يعيد التفكير في مستقبله الدراسي الذي فرض عليه الابتعاد عن أهله وتحمل عبء ارتفاع الأسعار اليومي.

وعلى وقع ارتفاع الأسعار الذي كان أحد ضحاياه طلاب اختاروا فرعاً جامعياً بعيداً عن مكان إقامتهم، آملين أن يحققوا أحلامهم بشهادة دراسية ترفع من مستواهم الاجتماعي، ليفاجئهم الواقع بكم هائل من العراقيل التي لم تكن في الحسبان.

الإقامة الذهبية:
“جعفر” طالب في كلية الإعلام قال لـ”شام تايمز”: إن كنت تملك غرفة في السكن الجامعي فأنت محظوظ لأنك رفعت عن نفسك عبء الإيجار الذي يفوق راتبك برواتب إضافية حيث أصبح إيجار البيوت المشتركة لطلاب الجامعات أكثر من 100 ألف ليرة للطالب الواحد، وفي الوقت نفسه أنت “منحوس” لأن السكن الجامعي يؤمن لك أجمل أجواء الرسوب أنت و10 آخرون في غرفة مخصصة لـ 3 أشخاص.

وأضاف “جعفر”: في بداية مشواري الدراسي وجدت نفسي عالقاً أمام خيارين إما السكن الجامعي البعيد كل البعد عن أجواء الدراسة أو السكن المشترك الذي سأستيقظ فيه في يوم من الأيام على أنغام “هات الفلوس الي عليكم” بعد تراكم فواتير إيجار المنزل والخضار مع عدم الجرأة على ذكر لفظ “الفواكة”.

سباق الـ 400 متر خلف المواصلات

عبّرت الطالبة “سعاد” التي جاءت لتدرس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عن استيائها من أزمة المواصلات الخانقة قائلةً: إن كان مكان إقامتك قريب من جامعتك فأنت محظوظ للغاية بأنك لن تعاني مشقة المشي أو أزمة المواصلات الخانقة لكن الحظ لن يكون حليفك عند الاستيقاظ والاستمتاع بخدمة الاستحمام “بالعرق”، أما إذا كانت إقامتك بعيدة عن جامعتك فستأخد “دوش العرق” الصباحي بالإضافة لخيارين أنت أمامهما إما الذهاب سيراً وتأمين “دوش عرق” ثاني أو انتظار النقل الداخلي لتتعرف على رائحة أنواع “عرق” كافة شرائح المجتمع في رحلة، ومن المؤكد أنك لن تدفع راتبك أجرة تكسي ليوم واحد.

ساعات عمل إضافي

وفي صدد الحديث عن مردود مادي للطالب أوضح “جود” لـ “شام تايمز”: “أنه لا بد لك أن تبحث عن عمل إضافي غير عملك الأساسي لتستطيع شراء علبة “المرتديلا” وأنت تشعر بالرفاهية عندما تطلبها من البائع دون أن يضعها لك بالكيس لتلوح بها في يدك بكل فخر وأنت تخاف على نفسك من عين الحسد، في الوقت نفسه سيقف طموحك عند “المرتديلا” دون الجرأة في التفكير بعلبة “الطون”.

فهل سيستطيع محمد وغيره الكثير من الطلاب إكمال طريقهم الدراسي على ألحان ” أيوب متلي ما صبر” أم أن فاتورة قرار التعليم باهظة لن يستطيعون تسديدها وكأنهم يقولون “أنا انتهيت”.

 

 

شام تايمز 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...