لماذا قسّم جيش الاحتلال الإسرائيلي القطاع إلى “بلوكات”؟
بعد انتهاء الهدنة، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرباته الجوية على غزة ونشر خريطة تقسيم القطاع إلى “بلوكات”.
السكان تلقوا تحذيرات بخصوص ضرورة الانتباه لتلك البلوكات والابتعاد عنها حسب “متطلبات المرحلة القادمة” من الحرب.
أوضح أفيخاي أدرعي، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الأرقام على الخريطة تمثل الأحياء السكنية، ويمكن أن يُطلب من سكان حي معين الانتقال إلى حي آخر.
الهدف هو منع إجلاء لمساحات بعيدة وتسهيل النزوح بين الأحياء لفترات مؤقتة.
رغم استمرار المفاوضات بشأن الهدنة، يشير مسؤولون إسرائيليون إلى بدء المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، مع التركيز على جنوب القطاع.
رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أكد التقدم العسكري وتحديد أهداف مثل “عودة جميع المختطفين” والقضاء على حماس.
تقسيم غزة إلى “بلوكات” يُفسر عسكريًا كهندسة لساحة المعركة، لتحقيق تنظيم موحد وزيادة القوة العاملة والخدمات.
وفي الوقت نفسه، يتناول خبراء ومسؤولون دفاعيون الجوانب الإنسانية والتحديات المتعلقة بتنفيذ هذا النهج.
ما هي النيات المتوقعة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية المقبلة؟
لا يتم تحديد شكل العملية التي ستقوم بها إسرائيل في جنوب غزة، وتظل الشكوك حول استمرار الاستهدافات والتوغلات في جبهتين (شمال القطاع وجنوبه).
يرى ريتشارد ويتر، كبير الخبراء العسكريين في معهد “هدسون” بواشنطن، أن إسرائيل قادرة على فتح جبهتين في غزة أو على طول الحدود اللبنانية.
فيما يتعلق بالأوضاع على الأرض، يشير ويتر إلى أن التفاصيل ستختلف في المرحلة المقبلة، حيث تسيطر القوات البرية الإسرائيلية بالفعل على معظم مناطق الشمال.
يتوقع أن تتحرك إسرائيل نحو الجنوب وتعتمد في المرحلة الأخيرة على عدد أقل من الضربات الجوية وزيادة وجود القوات البرية.
في رأي دي روش، المسؤول السابق في “البنتاغون”، حماس هي المستفيدة من عودة القتال، في حين يعتبر نيكولاس ويليامز أن هجوم حماس في أكتوبر كان يشكل “أزمة وجودية”، مما دفع إسرائيل للاعتماد على الرد العسكري للقضاء على الحركة أو على الأقل إضعافها.
وفيما يتعلق بالتأثيرات الإنسانية، يظهر أن استمرار العمليات العسكرية في جنوب غزة قد يؤدي إلى تزايد الخسائر البشرية وتواجه إسرائيل بضغوط إنسانية من المتعاطفين معها.
بناءً على ذلك، قد تلجأ إسرائيل إلى محاولات لإضعاف حماس بوسائل أخرى مثل اتخاذ إجراءات دقيقة ضد قيادتها وبنيتها التحتية، مع العزل السياسي والدبلوماسي.
الحرة
إضافة تعليق جديد