ما هو التحالف البحري الدولي الذي أسسته أمريكا؟ 

20-12-2023

ما هو التحالف البحري الدولي الذي أسسته أمريكا؟ 

أسست الولايات المتحدة الأميركية ما أسمته بـ “حارس الازدهار” أي التحالف البحري الدولي والغاية منه وقف هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لإسرائيل وفقاً لما نقله موقع عربي بوست.

فمنذ اندلاع الحرب في غزة، أعلن الحوثيون استهدافهم للسفن المملوكة لإسرائيل ثم السفن المتوجهة من أو إلى إسرائيل، واحتجزوا سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي واستهدفوا سفناً أخرى ، وسيضم التحالف، المسمى عملية حارس الازدهار، 10 دول هي البحرين، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، إسبانيا، سيشيل، والمملكة المتحدة، إضافة للولايات المتحدة.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن المبادرة أول أمس الإثنين، ثم عقد أمس الثلاثاء اجتماعاً وزارياً افتراضياً مع 43 وزيراً من دول حليفة لأمريكا حول ما يصفه بالتهديد الذي يشكله الحوثيون، وقال إن قوة العمل 153 ومقرها البحرين، والتي تم تشكيلها في عام 2022 للتركيز على الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، ستكون منصة للقوة المتعددة الأطراف القائمة، يمكن الاستفادة منها لردع الهجمات.

ورد المسؤول الحوثي الكبير، محمد البخيتي، بالكتابة على موقع X أن “إعلان أمريكا عن إنشاء تحالف العار لن يمنعنا من مواصلة عملياتنا العسكرية.. وهذا موقف أخلاقي وإنساني لن نتخلى عنه. مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.

وقد سلطت الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون الضوء على الغضب الأوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة. وأدت الحملة إلى مقتل أكثر من 19600 شخص، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، مما أدى إلى تسوية الأحياء بالأرض وتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب وصف صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وأوقفت 12 شركة شحن على الأقل العبور عبر البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين. وهي تشمل بعضاً من أكبر الشركات في العالم مثل شركة AP Moller-Maersk الدنماركية، وشركة Hapag-Lloyd الألمانية، وشركة البحر الأبيض المتوسط ​​للشحن الإيطالية السويسرية، وشركة CMA CGM الفرنسية، وMSC وEuronav وEvergreen Group.

وباب المندب، الممر المائي الضيق الذي يفصل إريتريا وجيبوتي في القرن الأفريقي عن اليمن في شبه الجزيرة العربية، تمر عبره أكثر من 17 ألف سفينة كل عام. ويبلغ عرضه أقل من 20 كيلومتراً (12 ميلاً)، وهو أضيق بكثير من الأجزاء الشمالية للبحر الأحمر التي يزيد عرضها عن 200 كيلومتر (124 ميلاً)

وما يقرب من 10% من إجمالي تجارة النفط البحرية العالمية تمر عبر البحر الأحمر، الذي يتصل بالبحر الأبيض المتوسط ​​عبر قناة السويس.

وبدون الوصول إلى طريق البحر الأحمر، سيتعين على العديد من السفن القيام برحلة أطول بكثير وأكثر تكلفة عبر الدوران حول أفريقيا للوصول إلى وجهاتها.

واعترضت الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية معظم المقذوفات أو فشلت بسبب المسافة التي تبلغ حوالي 2000 كيلومتر (1240 ميلاً) بين البلدين.

لذا غيّر الحوثيون تكتيكاتهم، وركزوا بدلاً من ذلك على السفن القريبة من شواطئهم. حيث أطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار هجومية على السفن التجارية التي يعتقدون أنها مرتبطة بإسرائيل واستولوا على سفينة الشهر الماضي ما زالوا يحتجزونها في ميناء يمني.

“يشعر الحوثيون بالجرأة”، هكذا قال توماس جونو، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، والذي تركز أبحاثه على الشرق الأوسط، خاصة: “أنهم يدركون أنهم انتصروا في الحرب الأهلية في اليمن وأن موقفهم لا يمكن تحديه محلياً”.

ومن المحتمل أيضاً أنهم يقدرون أن الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين حريصون على تجنب تصعيد الحرب في غزة إلى حرب إقليمية شاملة.

وقال محمد البخيتي، عضو المجلس الحاكم لحركة أنصار الله “الحوثيون”، لصحيفة Washington Post، إن “المشاركة في تحالف لحماية مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وصمة عار في تاريخ الدول المشاركة”. وأضاف: “لو أن أمريكا تحركت في الاتجاه الصحيح لأجبرت إسرائيل على وقف جرائمها دون الحاجة إلى توسيع نطاق الصراع”.

وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، في بيان يوم الثلاثاء، إن معظم السفن التجارية لن يتم استهدافها، وأضاف: “نؤكد مجدداً على سلامة الطرق البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب، وضمان عدم وجود أي تهديد للسفن من أي دولة، باستثناء تلك المرتبطة بكيان العدو أو المتجهة إلى موانئه”، في إشارة إلى إسرائيل.

ومن المتوقع أن تقوم بعض الدول المشاركة في التحالف البحري الدولي المسمى حارس الازدهار بدوريات مشتركة في الأجزاء الجنوبية من البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن بينما ستدعم دول أخرى القوة من خلال تقديم معلومات استخباراتية، حسبما ورد في تقرير لموقع الجزيرة باللغة الإنجليزية ، وبعض الدول الأعضاء في فرقة العمل لديها سفن حربية في البحر الأحمر.

ونشرت الولايات المتحدة بالفعل سفينتين حربيتين، هما يو إس إس كارني ويو إس إس ماسون، في البحر الأحمر، واللتان اعترضتا 14 غارة بطائرات بدون طيار يوم السبت الماضي.

والفكرة من تحالف حارس الازدهار هي أن تكون السفن الحربية التابعة لدول التحالف بمثابة رادع لهجمات الحوثيين وإيقافها عندما يكون ذلك ممكناً.

وحتى قبل إعلان التحالف كانت السفن الحربية التابعة للولايات المتحدة تقوم بهذه المهمة، وكذلك فعلت فرنسا، ويبدو أن التحالف لن يضيف الكثير للقدرات الأمريكية الموجودة أصلاً، ولكن يستهدف إعطاء شكل من الشرعية الدولية على الجهد الأمريكي لحماية الملاحة الإسرائيلية، وكانت الولايات المتحدة تطمح على ما يبدو للحصول على شرعية عربية أيضاً عبر انضمام مصر والسعودية تحديداً.

ولن ترافق السفن الحربية بالضرورة السفن التجارية عبر البحر الأحمر، ولكنها ستكون على أهبة الاستعداد للرد على الهجمات.

وعملية احتجاز السفينة “Galaxy Leader” المملوكة جزئياً لرجل الأعمال الإسرائيلي، أبراهام “رامي” أونغار التي تمت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، جرت من خلال هبوط المقاتلين الحوثيين بطائرة هليكوبتر على متن السفينة.

ولكن وجود سفن عسكرية تابعة لتحالف حارس الازدهار، في مكان قريب قد يجعل تكرار مثل هذه الخطوة أكثر صعوبة على الحوثيين، حسبما ورد في تقرير موقع “الجزيرة”.

يمكن للسفن الحربية التابعة لفريق العمل أيضاً إسقاط الصواريخ القادمة من اليمن، وحتى الآن يبدو أن السفن الأمريكية قد اعترضت معظم المسيرات والصواريخ التي أطلقها الحوثيون نحو السفن وإسرائيل أو نسبة كبيرة منها.

ولكن حتى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي “القبة الحديدية” الذي يتم الترويج له كثيراً، لا يتمتع بسجل حافل بنسبة 100% في إيقاف الصواريخ القادمة.

وقد يعني إمطار الحوثيين السفن بعدد كبير من الصواريخ أن نسبة منها لو ضئيلة قد تصل لبعض السفن، وحتى لو أصابت سفينة أو اثنتين فقط وليس عدداً كبيراً من السفن، فإن ذلك قد يرفع أسعار التأمين وقد يؤدي إلى عزوف السفن عن العبور عبر البحر الأحمر.

وقال جونو: “سيكون من الصعب على التحالف الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بقيادة الولايات المتحدة ردع الحوثيين بشكل كامل ووضع حد لتعطيلهم للشحن البحري”.

وفي هذه المرحلة، تبدو الأسواق غير مقتنعة بأن فرقة العمل ستكون قادرة على حماية الشحنات عبر البحر الأحمر. وقالت شركة ميرسك (أكبر شركة ملاحة في العالم) يوم الثلاثاء إنها تعيد توجيه سفنها حول أفريقيا لتجنب إرسالها عبر مضيق باب المندب، رغم ترحيبها بالإعلان عن تأسيس مجموعة العمل المسماة حراس الازدهار.

وأعربت عن أملها أن يتيح الفرصة إلى العودة للعبور من خلال منطقة البحر الأحمر في المستقبل القريب. ولكنها قالت إنه مع ذلك، في هذا الوقت لا يزال من الصعب تحديد متى سيتم ذلك بالضبط.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...