واشنطن تكسر الخطوط الحمر: الفصائل تتعهّد بردّ «الجنون»
شن الجيش الأميركي، فجر أمس، ضربات جوية على ثلاثة مواقع لحركة «النجباء» و«كتائب حزب الله» في مناطق مدنية في محافظتَي بابل وواسط، مخلّفاً شهيداً وأكثر من 20 جريحاً، وذلك رداً على هجوم بطائرة مُسيّرة تبنّته المقاومة الإسلامية، استهدف قاعدة الحرير في محافظة أربيل شمال البلاد، والتي تضمّ قوات أميركية، وأدّى إلى إصابة 3 جنود أميركيين بجروح، أحدهم حالته خطرة، طبقاً لبيان وزارة الدفاع الأميركية.
ولم يمنع «القصف الأميركي المقاومة الإسلامية من مواصلة واجبنا الوطني والشرعي في قصف القواعد العسكرية الأميركية، فضلاً عن الثأر لدماء الشهداء الذين سقطوا جرّاء القصف».كما تؤكد أن «المقاومة تتحضّر لرد عسكري قاس، ليس فقط داخل العراق، وإنما في البحر الأبيض المتوسط، وفي تل أبيب. فتوسيع نطاق المعركة خيار وارد لدينا».
ورغم البيان الحكومي الذي ندّد بما جرى من استهداف لمواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأميركي تحت عنوان الرد، إلا أن الفصائل المسلّحة تحمّل الحكومة مسؤولية انتهاك سيادة البلاد واستمرار قصف مؤسسات «الحشد الشعبي»، لتقاعسها عن تطبيق قرار سحب القوات الأميركية من البلاد.
وتعليقاً على البيان الحكومي، يرى القيادي في «الحشد الشعبي»، علي حسين، أن المواقف الدبلوماسية التي «تعاملت بها الحكومات السابقة والحالية أصبحت مستهلكة، خاصة أننا طالبنا ولا نزال نطالب بإخراج المحتل». ويضيف حسين، أن «الحكومة تخبر الشعب بأن وجود قوات التحالف والأميركيين هو لغرض حمايتهم، لكن في الواقع الأمر مختلف تماماً، فهم ينتهكون سماء العراق وسيادته، وكذلك يقتلون المدنيين والعسكريين في القوات الأمنية والحشد الشعبي». ويطالب بأن «تنتصر الحكومة للدماء التي سقطت في محافظتَي بابل وواسط وقبلهما في كركوك وأبو غريب وجرف النصر».
بدوره القيادي في «كتائب حزب الله»، حمزة العقابي، فيشدّد على أن «المقاومة الإسلامية باقية ما بقي الظلم والاحتلال وطغيانه في فلسطين والعراق». ويقول، لـ«الأخبار»، إن «الولايات المتحدة عندما انتصر الحشد الشعبي على داعش الإرهابي، حاولت بكل طرقها الخبيثة أن تنال من سمعته من خلال شيطنته في إعلامها الصهيوني. واليوم أيضاً، تحاول زعزعة الاستقرار عن طريق قصف مقرات الحشد الشعبي في مناطق سكنية آمنة، وهذا ما يضع الحكومة أمام مهمة شرعية ووطنية بطرد الأميركيين، وإلا فالمقاومة حاضرة لشنّ حربها ضدهم».
كما يشدّد مسؤول العلاقات العامة لحركة «النجباء»، محمود الموسوي، على أهمية التزام الحكومة بتعهداتها إزاء إنهاء الوجود الأميركي «الذي تقصف قواته أولادنا وتنتهك حرمة أرضنا، فيما لا نزال نقول إن وجودهم لغرض الاستشارة والتدريب. هذا جنون. ومن هذه اللحظة علينا جميعاً كمقاومة شعبية أن نضغط على الحكومة لوضع جدول زمني لخروج المحتل». ويؤكد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «مشروع المقاومة والجهاد ضد المحتل باق، وليس هناك تراجع عنه، وخاصة بعد أحداث غزة. وعليه، بات قصف الأميركيين أينما كانوا من الواجبات الوطنية والشرعية».
من جانبه، يرى المحلل السياسي، علي عبد الرزاق، أن «الهجمات الأميركية الأخيرة كانت متوقّعة، نتيجة تصعيد المقاومة ودقّة ضرباتها للقواعد العسكرية الأميركية ووصولها إلى مواقع حيوية في البحر الأبيض وإيلات، وهذا ما يقلق الولايات المتحدة، ولا سيما أن هكذا ضربات قد تتطوّر لتصل إلى أهداف إسرائيلية كما يفعل حزب الله في جنوب لبنان». ويتوقّع أن «لا تسكت المقاومة، بل أن تصعّد ضد الأميركيين، خاصة في سوريا، في ضوء ما حدث من اغتيال مسؤول إيراني كبير ومهم في إدارة العمليات العسكرية ضد الأميركيين، والاستهدافات الأخيرة لعناصر في فصائل الحشد الشعبي»، مبيّناً أن «الأميركيين عندما يتلقّون ضربة قوية كما في قاعدة الحرير والتي حقّقت إصابات، يعودون إلى ضرب مقرّات الفصائل». ويلفت المحلل السياسي إلى أن «المقاومة منذ بداية الأحداث في قطاع غزة، تعمل على مراحل، فكانت الضربات في البداية خفيفة وبأسلحة خفيفة وتطاول أهدافاً قريبة، ومن ثم انتقلت إلى الساحة الإقليمية ومنها سوريا. وحالياً قد تدشّن مرحلة جديدة هدفها إسرائيل والبارجات الأميركية في الشرق الأوسط».
الأخبار
إضافة تعليق جديد