من هو الشاب الأميركي الذي قـتل في الضفة الغربية؟

شيعت جماهير فلسطينية يوم السبت الشاب الأمريكي توفيق عبد الجبار (17 عامًا) الذي فارق الحياة برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث شهدت المنطقة تصاعدًا في العنف منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، وتوفي الشاب الأمريكي جراء “رصاصة قاتلة في الرأس”، وفقًا لتأكيد أحد أفراد أسرته لصحيفة واشنطن بوست.

وأفاد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه تلقوا تقارير عن فتح النار من قبل شرطي ومدني خارج الخدمة نحو فلسطيني يُشتبه في رشق حجارة في المزرعة الشرقية، وكان جندي إسرائيلي حاضرًا في المكان، مشيرًا إلى فتح تحقيق في هذا الحادث، وفقًا لتقرير وكالة فرانس برس.

وأثارت وفاة الشاب توفيق حالة من “الذهول والحزن” في المنطقة التي عاش فيها في نيوأورليانز بولاية لويزيانا، حسب ما صرح به الإمام نبيل أبو خضر، وهو إمام مسجد في المنطقة.

وقال أبو خضر إن مسؤولي مسجد عمر في هارفي في لويزيانا، الذي كان يتردد عليه الشاب، قضوا ساعات في مواساة أصدقاء وزملاء توفيق الذين صُدموا بما حدث، كما أشار إلى أن أحد أصدقاء توفيق كان يسأل بدهشة: “هل أنت متأكد أنه توفيق؟… هل هذا هو توفيق؟”

توفيق كان طالبًا في المدرسة الثانوية في نيوأورليانز وكان يتردد على مسجد عمر، قضى بعض سنوات دراسته في المدارس العامة ومدرسة غريتنا الإسلامية التابعة لأكاديمية المسجد، وانتقد أبو خضر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لدعمها لإسرائيل في الحرب على غزة، داعيًا إلى “إنهاء القتال لتمكين كل الأطفال، سواء كانوا عربًا مسلمين، أو إسرائيليين، أو يهود، أو مسيحيين، من فرصة الحياة”.

تعتبر وفاة توفيق بمثابة صدمة للمجتمع، حيث كان يعتزم العودة لاستكمال دراسته الجامعية في جامعة نيوأورليانز، تحديدًا في إدارة الأعمال، وطالب مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس التابع لوزارة الخارجية الأمريكية بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات وفاة الشاب توفيق عبدالجبار في الضفة الغربية.

أعرب البيت الأبيض، في بيان صدر يوم الجمعة، عن “قلقه البالغ” إزاء التقارير التي تفيد بمقتل فتى فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية برصاص الجيش الإسرائيلي في شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، في تصريح للصحفيين: “نشعر بقلق بالغ إزاء هذه التقارير، المعلومات غير كافية حتى الآن، وليس لدينا تفاصيل كاملة حول ملابسات الحادث”.

يشهد الوضع في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدًا في أعمال العنف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وقد أسفرت هذه التصاعدات عن مقتل أكثر من 360 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ أكتوبر الماضي، إما بنيران الجيش الإسرائيلي أو على يد المستوطنين، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل حوالي 6090 فلسطينيًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ويعيش أكثر من 2،8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى 450 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.