هل يملك الحوثيون قدرات لاستهداف السفن الأمريكية؟
تشهد العلاقة بين جماعة “أنصار الله” في اليمن والولايات المتحدة تصعيدًا متزايدًا في البحر الأحمر، مع تصاعد التوترات وتصريحات من صنعاء تشير إلى احتمال توسيع نطاق استهداف السفن ليشمل البحر العربي والبحر المتوسط، السؤال الذي يطرح نفسه: هل لدى صنعاء القدرة الفعلية على استهداف سفن أمريكية وإسرائيلية في البحر المتوسط، أم هي مجرد تصريحات إعلامية بدون أساس واقعي؟
يشير العميد ثابت حسين، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، إلى أن القراءة الواقعية للأوضاع تظهر عجز “أنصار الله” عن الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط باستخدام الوسائل المتاحة لديهم، ويُشكك في التصريحات السابقة التي أشارت إلى وصول صواريخهم إلى إسرائيل أو قربها، يشدد على قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات قرصنة ضد السفن في منطقة صغيرة بين محافظتي حجة والحديدة على البحر الأحمر، ويُلمح إلى استخدام الحوثيين لصواريخ برية-بحر في هجماتهم على السفن، لكنه يُستبعد وصولهم للبحر المتوسط.
في إطار الموقف الأمريكي، يُشير حسين إلى أن الضربات التي تشنها الولايات المتحدة ليست للقضاء على الحوثيين بقدر ما هي لتوجيه ضربات تحذيرية وعقوبات، ويعتبر الموقف الأمريكي تسوية ومتخاذلاً، حيث يُستخدم الحوثيون كوسيلة للضغط على الجنوب والسعودية.
بصورة عامة، يظهر الخبير العسكري استبعاده لإمكانية وصول استهداف “أنصار الله” إلى البحر المتوسط ويؤكد على أن الأمر يتجاوز التصريحات الإعلامية.
يشير الخبير العسكري إلى أن ميناء الحديدة في اليمن يظل مفتوحًا لـ”أنصار الله”، مع وصول الأسلحة إليهم بشكل مستمر، إلى جانب التهريب عبر عمان.
في المقابل، يرى المحلل السياسي اليمني أكرم الحاج أن “أنصار الله” والقوات المسلحة اليمنية اكتسبوا القدرة على تحقيق أهداف عسكرية واستراتيجية في البحر الأحمر والخليج العربي باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، يُشير إلى أن لديهم نوعًا جديدًا من الأسلحة سيظهر في المعركة، ويشدد على أن الأهداف التي تتحدث عنها الولايات المتحدة ليست استراتيجية جديدة، بل قد تم قصفها وضربها طوال ثماني سنوات من الحرب التي قادتها السعودية وحلفاؤها، ويؤكد أن “أنصار الله” تستخدم الطيران المسير والصواريخ بعد تلك التصريحات الإعلامية الأمريكية .
يُظهر الحديث عن إمكانيات استهداف “أنصار الله” للأسطول الأمريكي في البحر الأحمر والخليج العربي ونفى الخطر على دول المنطقة إعتقادات مختلفة بين الخبراء حول الوضع الراهن في المنطقة وقدرة “أنصار الله” على المزيد من التصعيد.
أشار الحاج إلى إمكانية توسيع “أنصار الله” نطاق عمليات استهداف السفن، لا يقتصر فقط على البحر الأحمر بل يمتد إلى البحر المتوسط والبحر العربي، يتوقع أن يكون للألغام البحرية دور في هذه العمليات، ويرى أن هناك مؤشرات تؤكد وجود أسلحة نوعية جديدة لدى صنعاء ستشارك في المعركة، يعتبر أن استخدام تلك الأسلحة يعتمد على استمرار الغارات الأمريكية على صنعاء.
وأوضح المحلل السياسي أن العمليات البحرية التي قامت بها صنعاء أحدثت تأثيرًا كبيرًا على الملاحة في البحر الأحمر، خاصة بالنسبة للسفن الأمريكية والإسرائيلية، وأدت إلى تأثير سلبي على حركة السفن في المنطقة، وأشار إلى إغلاق بعض المصانع والشركات بسبب عدم وصول المواد الخام، مما أثر على اقتصاد العديد من الدول.
وفي ختامه، أكد أن تصريحات قائد الثورة اليمنية وتصريحات القوات المسلحة تحمل الكثير من الدلالات، وأن هناك مفاجآت واستراتيجيات جديدة، مُشيرًا إلى وجود أسلحة نوعية ستُدخل المعركة.
وقد أعلنت جماعة “أنصار الله” عن استمرار استهداف السفن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي كجزء من الرد على الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، وأعلن الحوثيون عن توسيع نطاق العمليات لتشمل البحر المتوسط والبحر العربي.
وأعلنت جماعة “أنصار الله”، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، “بدء اتخاذ إجراءات عملية للتعامل المناسب مع أيّ سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر”، مشددة على أن “العمليات ضد إسرائيل لن تتوقف حتى يتوقف عدوانها على غزة”، المستمر من الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية حتى الـ28 من يناير/ كانون الثاني 2024، عن مقتل أكثر من 26 ألف قتيل ونحو 65 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين، بحسب بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد