ما الذي يعنيه امتداد التصعيد إلى الأردن؟
شهد هجوم قاعدة القوات الأمريكية في شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود مع سوريا، سلسلة من المفارقات المثيرة للتساؤلات، وأول تلك المفارقات تكمن في كون الهجوم هو الأول الذي يستهدف قاعدة للقوات الأمريكية داخل الأردن، الذي لا يزال يُعتبر منطقةً آمنةً لتواجد القوات الأمريكية وإطلاق عملياتها في سوريا والعراق، هذا الوضع الذي تمتع به الأردن منذ عقود، يجعله عازلًا أمام أي تهديد محتمل من الشرق، وخاصةً في ظل وجود نظام قوي وداعم له من الدول الغربية.
ثانيًا، يشكل الهجوم، الذي نُسِب إلى المقاومة العراقية من قِبل الصحف الأمريكية، أحدث هجوم أسفر عن إصابات بين الجنود الأمريكيين، مُشيرًا إلى أن هذا الهجوم تم باستخدام طائرة مُسيّرة من نوع خاص، وربما تكون هذه الاستخدامات تحمل رسائل قوية للجهة المستهدفة.
ثالثًا، تظهر المفارقة الرابعة في أن القاعدة المستهدفة تلعب دورًا أساسيًا في الأزمة السورية من الجانب الأردني، وتُستخدم في تدريب واستخدام المسلحين بتوجيه ودعم من القوات الأمريكية، ومن اللافت أن القاعدة كانت قد استُهدِفَت بنوع مشابه من الهجمات في نفس اليوم.
وأخيرًا، تشير المفارقة الخامسة إلى أن المنطقة الحدودية أصبحت مكانًا للصراع بين القوات الأردنية المدعومة من الولايات المتحدة وعصابات التهريب، وتحولت الحدود أيضًا إلى مساحة لتهريب السلاح، ما يثير قلق الأمريكيين والسلطات الأردنية من استخدامه ضد إسرائيل أو النظام الأردني.
في النهاية، تكشف هذه المفارقات عن تعقيدات المشهد الإقليمي والدور المتشعب للعديد من اللاعبين في المنطقة، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الأمن الإقليمي والدولي .
الأخبار
إضافة تعليق جديد