إيران تطلب من الفصائل العراقية عدم التعرض للقوات الأميركية
تسود تقديرات لدى الأوساط السياسية في العراق بأن زيارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الأخيرة إلى بغداد، أنتجت تخفيفاً للتوتّر بين فصائل المقاومة العراقية وبين القوات الأميركية، في انتظار ما ستسفر عنه المحادثات العراقية – الأميركية حول انسحاب القوات الأميركية من البلاد. ويأتي ذلك رغم أن القناعة السائدة بين الفصائل والكثير من العراقيين، تفيد بأن الأميركيين ليسوا جادين في موضوع الانسحاب، وإنما هم معنيون بإعادة صياغة المهمة لتصبح اتفاقية أميركية – عراقية ثنائية، بدل مهمة «التحالف الدولي» التي كان وجود القوات الأميركية يندرج في سياقها.
وأكدت مصادر في فصائل المقاومة، أنّ إيران لم تكن معارضة لقرار «كتائب حزب الله» تعليق هجماتها على القوات الأميركية، والذي أسهم بشكل كبير في تخفيف الاحتقان الذي كان يمكن أن يؤدي إلى توسّع الصراع في المنطقة، بعد هجوم «البرج 22» في الأردن في الشهر الماضي، وما أدى إليه من وقوع ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بين الجنود الأميركيين. وكان قد حمل هذا الهجوم رسالةً مفادها أنه في حال قررت القوات الأميركية توسيع الصراع أو الانجرار وراء إسرائيل إلى تصعيد التوتر في المنطقة، فستتعرّض قواتها لضربات في مناطق تتجاوز الأماكن التقليدية التي استُهدفت قبل ضربة الأردن، أي سوريا والعراق.
وبينما أثار قرار «الكتائب» عدداً من التساؤلات داخل البلاد وخارجها، فإنّ مصادر في المقاومة العراقية تؤكد، أن التعليق جاء لتلافي رد أميركي عنيف قد يخلّف خسائر كبيرة في الأرواح.
وتضيف المصادر أنّ «زيارة قائد فيلق القدس للعراق، ولقاءه مع قيادات الصف الأول للفصائل، أثمرا تعليق هجمات الكتائب، وسط اعتراض فصيلين مسلّحين آخرين، رغم تحذيرهما من ردّ خطير تخطّط له الولايات المتحدة في حال استمرار الهجمات ضد جنودها».
وتوضح المصادر أنّ مشاورات إيرانية – عراقية جرت لغرض تجميد بعض الحركات التابعة لمحور المقاومة، كونها غير ملتزمة بالتنسيق والأوامر التي تأتي من القيادات العليا.
ومنذ بداية كانون الثاني الماضي، لم تقع هجمات على القوات الأميركية في العراق، وذلك نتيجة اتفاق بين الفصائل والحكومة العراقية. لكن بعض الفصائل، ومن بينها «كتائب حزب الله»، لم تقبل بالاتفاق، وواصلت هجماتها إلى حين قرار التعليق بعد زيارة قاآني.
ويؤكد قيادي في حركة «النجباء»بعدما اشترط عدم ذكر اسمه، أن «القرار جاء بعد اجتماع موسّع ترأّسه قاآني واستمر لساعتين تقريباً، وحذّر فيه الأخير من توسّع الحرب أكثر وتأثيرها السلبي في هذا التوقيت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى توريط أميركا والغرب في حرب تُخاض بالنيابة عنها وتريحها مما تتخبط فيه». ويشير إلى أنّ «الولايات المتحدة كانت لديها النية لاغتيال رؤوس كبيرة في المقاومة، وهذا ما تحدّث به قائد فيلق القدس. وربما هناك قرارات جديدة ستصدر على مستوى الفصائل المسؤولة عن العمليات العسكرية ومنها تغيير خارطة انتشارها في البلاد».
وبدوره، يرى القيادي في «الحشد الشعبي»، أبو رضا النجار، أن التهدئة الحالية هي لغرض إعادة النظر في عمل المقاومة في العراق، ولكن تبقى احتمالات التصعيد واردة في حال قيام الولايات المتحدة برد أو هجوم على مقرات «الحشد». ويشير، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنّ «تنسيقية المقاومة هي في مرحلة تقييم الوضع، ولا سيما في ظل المحادثات الحكومية مع واشنطن، والتي تعهّد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بنجاحها رغم شكوكنا في هذا الشيء، كون الولايات المتحدة لا ترغب في الانسحاب». ويلفت النجار إلى أنّ «قرارات فصائل المقاومة لم تتأثر بأي خطاب، وإنما التعاون والتنسيق بين دول المحور ومنها إيران هو لغرض ترتيب الصفوف في العراق، ولا نستبعد زيارات لقادة إيرانيين إلى العراق لغرض التباحث في الشؤون الأمنية، كون استقرار البلدين يمثل أهمية قصوى للمنطقة».
الأخبار
إضافة تعليق جديد