من هم اليهود الحريديم الذين يرفضون التجنيد؟
تتصاعد حدة انتقاد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، لطائفة الحريديم التي ترفض الالتحاق بالجيش الإسرائيلي أثناء الحرب في غزة، مما يعيد تسليط الضوء على هذه الفئة، في حين تظل هذه الطائفة تفضل البقاء خارج نطاق السياسة والأضواء نسبيًا.
قبل عدة أيام، انتقد لابيد أعضاء هذه الطائفة اليهودية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى أن العديد منهم لا يعملون وسيجدون صعوبة في التكيّف مع الحياة خارج إسرائيل.
تأتي تصريحات لابيد ردًا على إعلان الحاخام الأكبر لليهود السفارديين، يتسحاق يوسف، الذي أشار فيه إلى أن الحريديم سيغادرون البلاد إذا تم تجنيدهم قسرًا في الجيش.
ترفض الحريديم، الذين ينتمون إلى الطائفة الأرثوذكسية في إسرائيل، التجنيد والعلمانية، وينظرون إلى الاندماج في المجتمع العلماني كتهديد لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
يُعرف التصنيف المحلي لليهود في إسرائيل بـ “الحريديم”، وهم الذين يلتزمون بشكل تقليدي بالممارسات الدينية والمبادئ الأخلاقية الموجودة في التوراة والتلمود.
تعارض القيادة الدينية الحريدية بشدة تجنيد الشباب في الجيش، حيث ترى أن دراسة الدين أهم بكثير.
على الرغم من ذلك، يشارك بعض الحريديم في العملية السياسية في إسرائيل لأسباب براغماتية، ويمثل حزب “شاس”، الذي يُعتبر الأكثر دعمًا لدولة إسرائيل من بين الحريديم، نموذجًا لذلك.
عدد الحريديم المتشددين في إسرائيل يتزايد، ويتجاوز الـ 1.28 مليون شخص، ويتوقع أن يصلوا إلى 16% من إجمالي السكان بحلول نهاية العقد.
يعيش الحريديم بشكل رئيسي في القدس وبني براك، وتُعتبر هاتان المدينتان موطنًا لأكثر من 40% منهم.
يتميز الحريديم برفضهم لإنشاء دولة إسرائيل وعادة ما لا يشاركون في الاحتفالات الوطنية.
وتعتبر القيادة الدينية للحريديم الخدمة العسكرية تهديدًا لهويتهم الدينية واستمراريتها، مما يجعلهم يرفضون التجنيد.
تشير التقارير إلى أن الحاخامات الحريديم يعارضون بشدة فكرة التجنيد الإجباري، ويضغطون بقوة على الحكومة للحفاظ على الإعفاءات الشاملة التي يتمتعون بها.
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الحريديم تم تاريخيًا إعفاؤهم من الخدمة العسكرية في إسرائيل، فإن قانون المساواة في الخدمات الذي تم اعتماده في مارس 2014 فتح الباب لتغيير ذلك، مما دفع بالسياسيين إلى دعم تجنيد جميع الشبان المؤهلين بما في ذلك الحريديم وفقا ًلموقع الحرة.
طلبت حركة من أجل جودة الحكومة في إسرائيل إنشاء نظام تجنيد إجباري وقانون متساوٍ للجميع، دون تفريق بين الأشخاص أو الفصائل الدينية المختلفة.
في 26 فبراير، نظم مئات المحتجين مسيرة في ساحة أجرانات، مطالبين بالمساواة في التجنيد العسكري، حيث حملوا لافتات تنادي بشعارات مثل “معاً نحن قوة” و”خدمة متساوية للجميع”.
وفي أكتوبر 2023، أعلن المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أنه تلقى أكثر من 2000 طلب من الحريديم الراغبين في التطوع للخدمة العسكرية.
هذا الإعلان أثار الجدل في إسرائيل حيث أن الحريديم لم يكونوا يخدمون في الجيش بشكل شائع منذ عام 1948.
وأظهر استطلاع للرأي في فبراير أن ثلثي الحريديم يوافقون على تعامل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وعلى الرغم من أن المجتمعات الحريدية تاريخيًا تُعرف بأنها غير صهيونية، إلا أن آراء الحريديم بشأن الحرب كانت غالبًا متشددة في الدعم لإسرائيل وللتحركات العسكرية ضد حماس.
إضافة تعليق جديد