أزمة القنصلية الإيرانية بدمشق.. المواجهة تدخل مرحلةً جديدةً
استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا يمثلان تحولاً مهماً في سلسلة الهجمات التي يشنها العدو الصهيوني في المنطقة، خاصةً بعد فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة.
يُعد هذا الاستهداف بمثابة نقطة تحول في استراتيجية المواجهة الإيرانية للتحدي العسكري الصهيوني.
الخطورة تكمن في استهداف مركز دبلوماسي مُحترم دولياً، إضافة إلى اغتيال شخصيات عسكرية إيرانية في داخله، مما يدل على تصعيد إسرائيلي جديد ومتهور في التعامل مع أطراف المقاومة. هذا السلوك يتجاوز كل قواعد السلوك الدولي المقبولة.
يُعتبر الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق رداً على سلوك إيراني مناهض لإسرائيل بعد السابع من تشرين الأول. سابقاً، خسرت إيران قادة عسكريين بارزين في سوريا جراء غارات العدو على دمشق ومحيطها، ولكن استهداف القنصلية بطائرة حربية نهارية بوضوح مثل هذا الحدث هو شيء جديد تماماً.
استناداً إلى ردود الفعل الإيرانية، لن تقبل إيران هذا الهجوم بسهولة، بل ستعتبره تحدّياً لكرامتها الوطنية. يعتبر موقعها وهيبتها عوامل مؤثرة في اتخاذ القرار، بالإضافة إلى المزاج الشعبي الذي يدعو إلى الرد بالمثل.
يُمكن الاعتماد على تجارب سابقة مثل الهجوم على القنصلية الإيرانية في أفغانستان عام 1998، حيث قررت إيران عدم اللجوء إلى الحرب رغم الخسائر التي تكبدتها.
كما يُمكن النظر إلى حادثة اغتيال اللواء قاسم سليماني في بغداد عام 2020 كنموذج آخر. يُعدّ استهداف القنصلية في دمشق والهجمات المتصاعدة على الأراضي السورية رداً على تصعيد الإيرانيين وتواجدهم في المنطقة، وقد يكون لهذا الرد تبعات عسكرية وسياسية كبيرة وفقاً لموقع 180 بوست.
تشير البيانات إلى أن الجمهورية الإسلامية زادت من دعمها لقوى المقاومة في عدة مناطق مثل اليمن، العراق، فلسطين، ولبنان، حيث قدمت لها أسلحة تزيد من كلفة الحرب على العدو.
تصاعد المواجهة العسكرية الإسرائيلية في غزة يزيد من التوتر الذي يعيشه العدو، ويدفعه إلى محاولة توسيع مجال عملياته الأمنية.
العدو يحاول تقليص دعم إيران لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان عبر شن هجمات على قوافل الأسلحة والإمدادات. دعم إيران للمقاومة يأتي بدون شروط ويوفر لها القدرة على مواصلة الصراع.
هذا الدعم قدم لقوى المقاومة إمكانيات قتالية هامة وأجبر العدو على التقاعس والاعتماد على سياسة بناء الجدران. لا يوجد شيء يشير إلى تراجع إيران عن دعم المقاومة، وهذا جزء من استراتيجيتها العقائدية والإستراتيجية.
الهجوم على القنصلية الإيرانية قد يزيد من دعم المقاومة، وسط تصاعد المواجهة وضرورة الرد على التحدي الإسرائيلي.
العدو يتصرف بشكل متهور بعد تصاعد الأحداث في الفترة الأخيرة، مع دعم سياسي وعسكري مفتوح من الولايات المتحدة وغيرها.
هذا السلوك يؤدي إلى مزيد من الانتهاكات دون مساءلة. في النهاية، فإن المنطقة متجهة نحو تصاعد الأحداث في الفترة المقبلة، خاصةً مع زيادة التوتر الوجودي للعدو ومحاولته توسيع هامش الأمن بدعم من الولايات المتحدة.
إضافة تعليق جديد