تشاد قد تطرد القوات الأميركية من قواعدها في البلاد
هددت حكومة تشاد بطرد القوات الأميركية من أراضيها، بعد أن أرسلت رسالةً إلى واشنطن، مفادها أنّها "ستنهي اتفاقية أمنية حاسمة"، وفقاً لأربعة مصادر أميركية، وهي خطوة تهدد بالتنازل عن مزيد من النفوذ الأميركي في منطقة أفريقيا لمصلحة روسيا.
وفي رسالةٍ أُرسلت إلى مُلحق الدفاع الأميركي، الأسبوع الماضي، هدد المسؤولون التشاديون بإلغاء اتفاقية "SOFA" التي تُحدد القواعد والشروط التي يُمكن بموجبها للأفراد العسكريين الأميركيين العمل في البلاد.
وعلى الرغم من أنّ الرسالة لم تأمر الجيش الأميركي بصورة مُباشرة بمغادرة تشاد، فإنّ مسؤولين أميركيين قالوا لشبكة CNN الأميركية إنّه "يتعيّن على جميع القوات الأميركية مغادرة القاعدة الفرنسية في العاصمة التشادية أنجمينا".
وقال اثنان من المصادر إنّ الرسالة ذكرت، على وجه التحديد، قوّة مهمات العمليات الخاصة الأميركية في القاعدة، وهي مركز مهم لقوات العمليات الخاصة الأميركية في المنطقة، لكن فرقة العمل ليست الوحدة الوحيدة من الأفراد العسكريين الأميركيين في القاعدة، بحيث إنّ كل أفراد الخدمة الأميركية في تشاد موجودون في أنجمينا.
ولم يتمّ إرسال الرسالة عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، بحسب أحد المسؤولين الأميركيين، وهي الطريقة المعتادة للتعامل مع هذه القضايا. وحذّر المصدران من أنّ الرسالة قد تكون بمثابة "تكتيك تفاوضي" من حكومة تشاد للحصول على اتفاق جديد يخدم مصالحها بصورة أفضل.
ولم يتضح العدد الدقيق للقوات الأميركية في البلاد، لكن مسؤولاً أميركياً قال إنّ "هناك نحو 100 جندي في تشاد".
تأتي هذه الخطوة بعد شهرٍ واحد فقط من إنهاء الحكومة العسكرية للنيجر المجاورة اتفاقها مع الجيش الأميركي، والذي سمح للموظفين الأميركيين بالعمل في البلاد.
وقال أحد المصادر الاستخبارية لـCNN الأميركية إنّ القيادة في تشاد تحذو حذو النيجر، وتحاول استغلال الفرصة لانتزاع مزيد من التنازلات من الولايات المتحدة. لكن المسؤول قال إنّ "تهديد تشاد بإنهاء اتفاقية SOFA فاجأ المسؤولين الأميركيين".
وتُعاني المصالح الأميركية في أفريقيا وضعاً حرجاً، إذ حذّر مسؤولون أميركيون من توسّع النفوذ الروسي في القارة السمراء.
بدوره، قال رئيس القيادة الأميركية في أفريقيا، الجنرال في مشاة البحرية مايكل لانغلي، للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، في آذار/مارس الماضي، إنّ روسيا "تُحاول السيطرة على وسط أفريقيا، وعلى منطقة الساحل، بوتيرةٍ مُتسارعة".
وفي جلسة استماع مُنفصلة مع لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، الشهر الماضي، قال لانغلي إنّ دول أفريقيا الوسطى "في معضلة"، فهي في حاجة إلى مساعدة تنموية من دول، مثل روسيا والصين، لكنها توازن تلك الاحتياجات في مواجهة "المخاطر التي تهدد السيادة الوطنية".
وزار لانغلي تشاد في كانون الثاني/يناير من هذا العام، رفقةَ كبير مستشاري "أفريكوم"، الرائد مايكل وودز. وفي أثناء وجوده في البلاد، التقى لانغلي القادة العسكريين التشاديين، بمن في ذلك الجنرال أبكر عبد الكريم داود، رئيس أركان القوات المسلحة التشادية، وفقاً لبيانٍ صحافي أصدرته "أفريكوم"، في ذلك الوقت.
إضافة تعليق جديد