بعد انقطاع دام 12 قرناً استعادة سوق عكاظ في السعودية
نجحت السعودية، بجهود علمية وأثرية بدأها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، وانتهت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في تحديد موقع «سوق عكاظ» التي جمعت العرب خلال الجاهلية، واستمرت حتى العصر الإسلامي. وتتويجاً لتلك الجهود افتتح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وهو أحد أبرز الشعراء الشعبيين في العالم العربي، الليلة قبل الماضية، «سوق عكاظ» التي أعادت إليها السعودية الحياة بعد موات دام أكثر من 12 قرناً.
وأعاد أمير مكة الماضي الزاهي للشعر والشعراء الذين كانوا يتنافسون بالكلمة المقفّاة في منابر «سوق عكاظ»، من خلال منح الشاعر السعودي محمد الثبيتي «جائزة سوق عكاظ». وشدد الأمير خالد الفيصل، الذي افتتح الموقع نيابة عن خادم الحرمين، على أهمية إحياء السوق الثقافية العربية الكبرى. وقال: «ها هي (سوق عكاظ) تعود اليوم على أيدي العهد السعودي الزاهر (....) بسواعد وفكر وإرادة هذا العهد المتنور، لإعادة الثقافة والفكر والإبداع إلى بلد الثقافة والفكر والإبداع...».
وأضاف: «نحن ننتظر في الأعوام المقبلة أن نرى هذه السوق تطورت ونمت وأصبحت توفر فرصة للمبدعين في المجالات الأدبية والاقتصادية والاجتماعية، ليقدموا فنهم الأدبي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، كذلك لنراها سوقاً بمعنى الكلمة اقتصاداً وثقافة وعلماً».
وافتتح الأمير خالد الفيصل خلال الحفلة رتاج باب سوق عكاظ الثقافية، ثم تسلم نسخة من مفتاح الباب هدية من الشركة المنظمة للمهرجان.
وقال مدير جامعة الطائف عضو اللجنة العليا لمهرجان سوق عكاظ الدكتور عبدالإله باناجه: «إن سوق عكاظ غابت عن دائرة الضوء وطواها النسيان، بل إن موقعها أصبح ميداناً للاختلاف، إلى أن كلف الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - عدداً من المؤرخين والعلماء بتحديد موقعها بشكل دقيق»، وهذا يعني أن إعادة الحياة إلى واحدة من أهم أسواق العرب (سوق عكاظ) التي كانت سوقاً تجارية وثقافية واجتماعية تُحل فيها منازعات القبائل، لم يكن مجرد «ديكور ثقافي سعودي»، بل جاء نتيجة لدراسات وبعثات أثرية بدأها الملك فيصل، واكتملت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعدما حدد الأثريون موقع السوق في سهل منبسط إلى الشرق من مدينة الطائف، وعلى بعد 10 كيلومترات من مطارها.
ميسر الشمري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد