إيران تعلن انتصارها بعد نشر التقرير النووي الأمريكي

 أعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الاربعاء الانتصار على الولايات المتحدة وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تقريرا أمريكيا بأن ايران أوقفت برنامج الاسلحة النووية في 2003 "يبريء ساحتها نوعا ما".

ودعا الرئيس الامريكي جورج بوش ايران الى ان تعلن بشفافية أنشطتها النووية وتوقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم في صناعة القنابل النووية.

غير ان احمدي نجاد قال ان ايران ستمضي قدما في برنامجها النووي الذي تقول الجمهورية الاسلامية ان مخصص للأغراض السلمية.

وقال الرئيس الايراني في كلمة أذاعها التلفزيون أمام اجتماع حاشد في مدينة ايلام في غرب ايران "اليوم الامة الايرانية منتصرة لكنكم انتم (الولايات المتحدة) صفر اليدين."

وقال تقرير للاستخبارات القومية الامريكية نشر يوم الاثنين ان ايران اوقفت برنامجها للاسلحة النووية قبل اربع سنوات. غير انه اضاف ان ايران مستمرة في تطوير الوسائل الفنية التي يمكن تطبيقها لانتاج الاسلحة.

ومن المُرجح ان يزيد التقرير مقاومة روسيا والصين لمطالب الولايات المتحدة المدعومة من بريطانيا وفرنسا لفرض جولة ثالثة من عقوبات الامم المتحدة على ايران بسبب طموحاتها النووية.

وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "نحن بالطبع سندفع بنشاط من اجل قرار ثالث في مجلس الامن. واي شخص يعتقد ان التهديد من ايران تراجع او تضاءل اعتقد انه ساذج ولا يولي اهتماما للحقائق."

وقال محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التقرير يتيح فرصة لايران لحل الازمة بينما قال هانز بليكس الرئيس الاسبق لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة ان التقرير يعني انه لن يكون هناك عمل عسكري ضد ايران "في المستقبل القريب."

وقال البرادعي في مؤتمر صحفي بالعاصمة البرازيلية "انه يفتح فرصة امام ايران الان لان ساحة ايران برئت نوعا ما حين قالت انها لم تكن تعمل في برنامج للاسلحة خلال السنوات القليلة الماضية على الاقل."

واضاف قائلا "التقرير يعطيني إشارة للارتياح لانه يتسق مع تقييمنا...اننا لم نر دليلا خلال السنوات القليلة الماضية لكن مازال لدينا عمل يتعين القيام به."

وقال بوش ان بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا ما زالوا ينظرون الى القضية النووية على انها مشكلة ودعا ايران الى شرح انشطتها النووية.

واضاف بوش قائلا "الايرانيون أمام خيار استراتيجي .. يمكنهم أن يعلنوا كل شيء أمام المجتمع الدولي بخصوص نطاق انشطتهم النووية ويقبلوا بالكامل العرض القائم منذ فترة طويلة لتعليق برنامجهم للتخصيب ويأتوا الى طاولة التفاوض.. أو يمكنهم الاستمرار على طريق العزلة وهو ليس من مصلحة الشعب الايراني."

وقالت فرنسا ان هناك "اجماعا متزايدا" بين القوى العالمية بما فيها الصين وروسيا لنقل المحادثات بشأن برنامج ايران النووي الى نيويورك الاسبوع المقبل من أجل إعداد قرار للعقوبات.

وقال السفير الفرنسي جان موريس ريبير ان التقريرا المخابراتي لن يوقف خطط إصدار قرار عقوبات جديد لان ايران لا تزال تتحدى قرارين من مجلس الامن الدولي يطالبانها بوقف تخصيب اليورانيوم.

ودعم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الموقف الفرنسي. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي "هذا التحدي يظل هو السائد اليوم."

وقالت الصين في رد فعلها على التقييم المخابراتي القومي ان " الامور تغيرت" وقال يانج ان بكين تريد حل الخلاف من خلال المفاوضات.

واضاف يانج اثناء اجتماع نظمته مؤسسة تشاتام هاوس للشؤون الدولية وهي مؤسسة ابحاث "نأمل ان تعمل كل الاطراف معا سعيا للوصول الى قرار سلمي في نهاية الامر لهذه القضية من خلال المفاوضات."

وكانت الصين قد أيدت على مضض مجموعتين من عقوبات الامم المتحدة تهدفان الى وقف ايران تخصيب اليورانيوم.

غير ان دبلوماسيا فرنسيا قال بعد محادثات بين القوى العالمية في باريس يوم السبت ان الصين يبدو انها تسعى الى اتفاق حول عقوبات جديدة من الامم المتحدة.

وقال توني كاسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين في واشنطن يوم الاربعاء "لم يشر الصينيون لنا بأن وجهة نظرهم بشأن القرار التالي تغيرت بين الاجتماع يوم السبت والان."

وقالت روسيا وهي ايضا عضو دائم بمجلس الامن الدولي ان التقرير يجب ان يؤخذ في الاعتبار عند دراسة اي عقوبات جديدة مضيفة ان المخابرات الروسية ايضا لا تمكن أدلة على ان ايران كان لديها برنامج اسلحة نووية قبل 2003.

واثناء زيارة الى اثيوبيا اليوم قالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية "النظام الايراني يظل نظاما مثير للمشاكل وخطير."

المصدر: رويترز