«مطرز» ألبوم معن خليفة الجديد
عندما نتعامل مع الأغنية فيجب أن نكون حياديين، فالأغنية يجب أن تمتلك شروط الأغنية، أي أن تكون قريبة من المستمع.
وذلك ينطبق على كل الأغاني التي تسعى للنجاح، وأن يتمكن المستمع من غنائها، فشروط الأغنية التي تطرح للناس كافة لابد لها من امتلاك لحن بسيط نوعاً ما، وكلمات قريبة من حياتنا، وبالوقت ذاته هناك أغانٍ يكون هدفها التكنيك الموسيقي فتكون نخبوية.
هذا بشكل عام، ومن جانب آخر نفتقد في سورية إلى شركات إنتاج خاصة بالأغنية بالوقت الذي تنفرد شركات الإنتاج الموجودة للدراما التلفزيونية مثلاً، فتغيب الأغنية عن مشروعها كشركة إنتاج وأخص هنا الأغنية السورية التي نفتقد حضورها ويوجد كم هائل من المبدعين السوريين من كتاب كلمة وموسيقيين وموزعين وأصوات شابة مميزة تمتلك الصوت الجميل والحضور أيضاً، نذكر منهم: ليندا بيطار، سوزان حداد، شمس اسماعيل، سومر نجار، رينال طاهر، أسامة كيوان... وأسماء كثيرة جداً لاتستطيع تحديد حضورها في هذه الأغنية ما لم يكن هناك من منقذ يستطيع أن يقدم لها ما نفتقده ألا وهو شركة إنتاج أو سبونسر يؤمن بإمكاناتها والرغبة بدعم هذه الأصوات.
وبالمقابل نحتاج أيضاً إلى أغنية لا شعاراتية، تكون قريبة من الناس، وبعيدة عن التكرار الممل في صور كلمات الأغاني والألحان التي لا نستطيع التفريق بينها كما يحدث الآن ونتلقاه من الإذاعات والفضائيات من صور مكررة بلا معنى وبلا فكرة، وبلا لحن، ومن هنا فإن تجارب كهذه تبحث عن الجديد فمبرر لها نوعاً ما المطبات البسيطة، وهذا النوع من الأغاني يتطلب حتماً أن نستمع له عدة مرات لنصل إلى عالم جديد يحمل موسيقا مختلفة وصوراً شعرية أصدق رغم أننا لم نتعود عليها سابقاً.
وفي الألبوم الجديد(مطرز) للفنان معن خليفة حاول التطرق إلى كل هذه الجوانب، وأن يقدم ألبومه على أساس البساطة والجديد والمختلف والقريب من الناس، وكانت إذاعة شام fm هي من أنتج هذا الألبوم وطبعاً هذا ليس للدعاية إنما استطاعت أن تقدم هذه التجربة وتطلقها من خلال إذاعتها ودون أي نوع من العقود الاحتكارية وطبعاً هذا يسجل لها ولأي إذاعة أخرى أو شركة تحاول دعم مثل هذه المشاريع وخاصة الشباب الذين يمتلكون المقومات الإبداعية ونتكلم هنا عن الأغنية، بأن يصبح للأغنية السورية مكانتها على الساحة العربية بل في العالم، ولكن كل ذلك يحتاج للإيمان بمشروع كهذا وهو حكماً من المشاريع الناجحة وعلى كل المستويات.
وفي ألبوم (مطرز) اعتنى الفنان معن خليفة بالأصوات الشابة في هذا البلد، وضم الألبوم ست أغانٍ هي قصيدتان كلمات الحارث وألحان معن خليفة، وأربع أغانٍ أخرى كلمات وألحان وتوزيع معن خليفة، أما الغناء فكان لكل من ليندا بيطار، أسامة كيوان، سومر نجار.
ويقول معن خليفة: الأغنية كانت حلمي وما زالت حلمي، والموسيقا حياتي، كل مشاعري أعبر عنها دائماً بأغانٍ إن كانت لي أم لغيري، وأتذكر أن أول شيء فكرت به هو الأغنية وعمري كان ثماني سنوات، لأني أعتقد أن الأغنية هي عبارة عن مخزون للإنسانية، وهذا لا ينطبق فقط على الأغنية العربية بل حتى الأغنية الغربية وأؤكد على أن حلمي ذاته مرتبط جذرياً بتجارب الشباب الآخرين بسورية، والملحنين كالأساتذة عبد الفتاح سكر، سهيل عرفة، حسام تحسين بك، وبليغ حمدي، وآخرين كثر.
ولذلك أطلب باسمي وباسم كل شاب سوري أن يكون لنا أغنية تحمل الهوية السورية نعبر فيها عن مشاعرنا تجاه الحب المفهوم المطلق إن كان الرجل ـ المرأة، الأم، الوطن، تراثنا، حلمنا، وتجاه كل المشاعر النبيلة.
وأخيراً سنترك للمهتم أن يستمع إلى ألبوم (مطرز) ليحدد إمكانات هذه التجربة الجديدة والتي نأمل أن تتطور، ومن جانب آخر أن تصيب بالعدوى الإذاعات الأخرى وشركات الإنتاج لتفتح أفقاً جديدة لكل مبدعينا الشباب وفي كل المجالات الأخرى ليكونوا حاضرين على الساحة الفنية الإبداعية السورية.
عفراء بيزوك
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد