دفاعاً عن "بحنين" وعن الأدب!
الجمل- د. عمار سليمان علي: يبدو أن الأديب والروائي والشاعر ج.ح (أرجو أن لا يحدث خطأ مطبعي ويضاف إلى هذين الحرفين حرف ثالث!) قرر فجأة وعلى غير عادته أن ينسى الشعر والفلسفة وأفلاطون وغرفة القابون والدريكيش وزوجته وجدته ومتته وعرقه ورفقته وقطته وأرنبه و.. و.. وحواراته العميقة مع كل ماسبق وسواها من الأشياء والأمور التي تزركش عادة مقالاته وكتاباته في الصفحة الثقافية في جريدة تشرين, ربما لأنه هذه المرة أراد أن يحدث تجديداً, فلم يجد من كل المواضيع التي تتراقص من حولنا وتتلألأ في فضائنا ما يثير شهيته للكتابة إلا "حيواناته الزرقاء" التي تشبه الرواية, وبالطبع من حقه ومن حق كل كاتب وكل إنسان أن يكتب ما يريد عن نفسه أو عن رواياته وحيواناته سواء كانت زرقاء أو بألوان أخرى أو حتى بالأبيض والأسود!. وإمعاناً في التجديد قام ج.ح بالتجديف (بكل ما تعنيه الكلمة من معنى) ضد التيار, والتيار السائد مؤخراً في طرطوس وفي سوريا كلها كان تيار الإكبار والإعجاب بأهالي قرية "بحنين" الوادعة الطيبة, ككل قرى جبلنا الأشم, والتي ذاع صيتها في الأسابيع الأخيرة لكثرة ما ورد اسمها في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة بعد الحادث المروع الذي وقع فيها لبولمان سياحي ينقل طلاباً من إدلب في رحلة سياحية, حيث هب أهالي "بحنين" جميعاً شيباً وشباناً إلى نجدة المصابين وإسعافهم وتقديم ما أمكن من مساعدات, وأظهروا قدراً كبيراً من النخوة والشهامة عز نظيرهما, وأثبتوا حرصهم الكبير على الوحدة والتآخي واللحمة الوطنية, واستحقوا التنويه والثناء على مواقفهم سواء أثناء الحادث الأليم أو بعده من خلال وفود التعزية وزيارات التعاطف مع أسر الضحايا والجرحى. فيا ترى هل أحس ج.ح بالغيرة من شهرة "بحنين" التي طغت على شهرة "الحيوانات الزرقاء" التي تشبه الروايات والتي لم يسمع بها أحد ـ ربما ـ قبل مقالته "الفلتة" يوم الاثنين 31 آذار في صحيفة تشرين بعنوان "حيواناتي بمائة ليرة"؟. لقد حاول ج.ح في تلك المقالة "الفلتة" بتذاكٍ ملحوظ ومقصود أن يربط بين روايته وحيواناته وبين شخص "لا يعرفه كثيراً يحب الأدب... والشعر والروايات" زعم أنه من أهل "بحنين" وقد التقاه صدفة في فرع اتحاد كتاب طرطوس الذي عرفنا منه (وشكراً على المعلومة!) أنه مخصص لشرب المتة (صحتين!). وبدلاً من أن يخبرنا ج.ح شيئاً عن روايته المجهولة ـ بالنسبة لنا على الأقل ـ وعن عوالمها وشخوصها وأحداثها وتقنيات كتابتها, إذا به يلف ويدور ويطلع وينزل ليعلمنا أن سعر النسخة ثلاثمائة ليرة سورية فقط لا غير, لكي يرغّبنا بشرائها ولا يهمه بعد ذلك على ما يبدو أقرأناها أم لا. ولأن الغاية تعمي وتصم كما يقال ينزلق قلمه الساخر السيال إلى ما يشبه التشهير المقصود بأهالي "بحنين" بشكل ممجوج وبأسلوب فظ, كل ذلك طمعاً في انتزاع ضحكة من هنا أو قهقهة من هناك!. أما ذلك المواطن الذي "يحب الأدب وسمع بالحيوانات الزرقاء, الرواية التي تشبه الروايات, وطلب منه نسخة!" فقد كان على الأقل أكرم منه, لسببين: أولاً لأنه حاول أن يدفع ثمن النسخة التي ربما لا تستحق برأيه ومن وجهة نظره الناقدة أكثر من خمسين ليرة ولهذا طلب "كمالة" المائة ليرة!. وثانياً لأن ج.ح مارس عين ما يعيبه على سواه, وكان اقتصادياً, بل ولنقلها بصراحة كان بخيلاً, عندما امتنع عن إهداء النسخة لذلك المواطن الذي يحب الأدب, شاكراً له على الأقل أنه سمع بها, وسمع به هو الأديب والشاعر والروائي ج.ح (مرة أخرى وأخيرة أرجو لا يقع خطأ مطبعي ويضاف إلى هذين الحرفين حرف ثالث!).
توضيح هام: الحرف الذي أرجو أن لا يضاف إلى ج.ح بخطأ مطبعي هو حرف الألف لئلا تقرأ جحا, ولا أقصد أي حرف آخر من حروف اللغة العربية, خاصة الحيوانية منها, فاقتضى التنويه منعاً للتأويلات سيئة النية!.
الجمل
إضافة تعليق جديد