الأسد يطلق المنجنيق في قلعة دمشق
الجمل: بعد انتهاء جولته في قلعة دمشق قام السيد الرئيس بشار الأسد بإطلاق منجنيق قلعة دمشق، وذلك بعدما قدمت خبيرة بريطانية شرحاَ عن المنجنيق القديم وعن طريقة استخدامه .وقد قام الأسد ترافقه السيدة عقيلته أسماء الأسد مساء يوم أمس السبت بتدشين المرحلة الأولى من مشروع ترميم قلعة دمشق، بحضور السيدة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، والسيد رئس الحكومة محمد ناجي عطري وعدد من السادة الوزراء والقائمون على عملية ترميم القلعة، إلى جانب بعض كبار مسؤولي الدولة وعدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين بدمشق وحشد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والإعلامية.
وتجول الأسد وصحبه في أرجاء القلعة واطلعوا على الأقسام المرممة، واللوحات الفنية واللقى الأثرية المكتشفة في القلعة إضافة إلى عمل نحتي للفنان اكثم عبد الحميد..
من جانبه تحدث وزير الثقافة في كلمة له عن تاريخ القلعة وشكر الكوادر الوطنية والبعثات الأجنبية المشاركة على جهودها في إعادة تأهيل هذا المعلم الأثري.
وقدأثنى السيد الرئيس على ما تم انجازه في هذه القلعة مقدرا الجهود التي بذلت وتبذل في ترميمها وعبر عن الأمل في استمرار عمليات ترميم هذا الصرح الذي يبرز حضارة بلادنا وأوابدها التاريخية.
وقلعة دمشق التي تتميز عن سائر القلاع في العالم ببنائها على ارض منبسطة في الزاوية الشمالية الغربية من مدينة دمشق التاريخية، استخدمها الولاة العثمانيون سجناً، وكذلك استمر من بعدهم خلال فترة الانتداب والحكم الوطني لغاية الثمانينات، حيث تم إغلاق السجن لتبدأ من بعدها عمليات ترميم القلعة لإعادة تأهيلها ، كما استخدمت أقسام منها كمعاهد لتدرس الفنون وعلوم الآثار والمتاحف.
ويذكر أن لمرحلة الأولى من أعمال الترميم بدأت عام1984حيث تم تأهيل النصف الجنوبي من القلعة وستنطلق المرحلة الثانية اعتبارا من العام الجاري ولمدة عامين حيث ستتم إعادة تأهيل النصف الشمالي منها استعدادا لاستضافة فعاليات مهرجان دمشق عاصمة للثقافة العربية عام2008 . و تبلغ مساحة القلعة31760 مترا مربعا2ر3هكتارات وتعود أقدم سوية فيها إلى عام2600 قبل الميلاد، ومن أهم معالم القلعة الأبراج السبعة الموزعة على محيط القلعة والتي أنشئت في فترات زمنية متعاقبة وبأشكال مختلفة تتناسب والوظائف التي كانت تنشأ من اجلها.
وقد عثر خلال الأعمال الأثرية للقلعة وعمليات الترميم على اكتشافات مهمة ساهمت في تقديم معطيات تاريخية ومعمارية وأثرية مهمة من بينها القاعة الأيوبية المناظرة لقاعة العرش والخوذ المملوكية والحمام المملوكى والبقايا المدفنية العظمية التي تعود لمنتصف الألف الثالث قبل الميلاد والبوابات الجانبية العائدة إلى القلعة الأيوبية. كما شملت المكتشفات باب السر الغربي الذي يعود للقرن الثالث عشر وجسر الخندق للبوابة الشرقية في آخر مراحله العائدة الى القرن السادس عشر وبقايا عناصر معمارية مثل البدنة الأيوبية والعناصر السلجوقية وبقايا من اللبن ربما تعود لحصن القرن العاشر.
تقسم قلعة دمشق بمكوناتها الحالية إلى فترتين رئيسيتين الأولى هي القلعة السلجوقية والحصينات النورية والزنكية 1076/1193 حيث أسسها السلاجقة كدار للإمارة مع خندق محيط بها ومن ثم أعقبتها تحصينات النصف الثاني من القرن الثاني عشر في عهد السلطانين نور الدين الزنكي وصلاح الدين الايوبى. والفترة الثانية هي القلعة الايوبية1202/1259عندما استقر حكم الدولة الأيوبية للملك العادل محمد أبو بكر بن أيوب قام بتشييد القلعة على مساحة تقارب4ر3 هكتارات حيث أخذت شكلا شبه مستطيل 225240 مترا طولا و 120165مترا عرضا مع خندق حماية بعرض20مترا وعمق ستة أمتار.وقد جرت على القلعة الكثير من التعديلات والترميمات أبان الفترة المملوكية التي امتدت قرابة القرنين والنصف1259/1516 م حيث أضيفت تحصينات عديدة أهمها البرنات والأروقة المقببة وتحصينات البوابات. ولم تحتفظ القلعة بأهميتها الحربية أبان الفترة العثمانية1516/1918 وكان جل استخدامها كثكنة عسكرية وسكن مدني لضباط الجيش العثماني إضافة للمرافق الخدمية.
الجمل ـ سانا
إضافة تعليق جديد