«عبد القادر الجزائري»دراما إذاعية بأداء سوري ولبناني
الكونت دوبرمــون: »يا جــنرالات فرنسا، هــذا هو اجتماعنا الأخير قبل إنزال قواتنا على السـاحل الجزائري«. يعلو صــوت آخر فيه الكثير من الحكمة: »ابراهيم آغا يفتقد الى الخبرة في القتال«. إذاً هو الأمير عبد القادر الجزائري الذي تصدق توقعاته بعد دقائق عندما تنتقل الدراما إلى ساحة المعركة: »تراجعوا يا أبطال الجزائر الفرنسيس يخترقون جيوشنا«، يقولها أحد قادة المعركة ضد الفرنسيين.
أحداث متتالية تذاع يوميا خلال ربع ساعة ولمدة ثلاثين يوماً، عند الرابعة والنصف عصراً على »إذاعة النور«. وهي أحداث تجسّدها الدراما التاريخية »عبد القادر الجزائري« التي تتناول سيرة المجاهد الجزائري وصراعه مع الاستعمار الفرنسي ودوره في حركة النهضة العربية والإسلامية، بصوت الممثل السوري صالح الحايك وثمانية عشر ممثلاً لبنانياً وسورياً.
تنتقل الدراما التاريخية من المرئي الى المســموع في إنتاج حديث على أثير »إذاعة النور«. يشـرح مخرج العــمل حــسن الشيخ: »الراديو كفيف، لذلك حرصــنا على وجود تباين في أصوات الممثلين كي لا نضيّع المستمع ونحافظ على مصــداقية المسلسل«. ويلفت إلى أن القيمين على المسلسل قاموا بـ»كاستـينغ« (أي تجربة)، و»اعتمدنا الدقة في اختيارنا الأصوات المناسبة لكل شخصية وفق عمرها المحدّد، فلم نخترع أي شخصية لم تكن موجودة على أرض الواقع«.
وحول المؤثرات الصوتية للمســلسل، يشــير الشـيخ إلى أن الأصوات تمّ تركيبها عبر تجهيزات الإذاعة الرقمية التي وفــّرت الاصوات المطلوبة كافة: »لقد دققنا بشـكل كبــير بالمؤثرات الصــوتية« ضارباً المثل باختيار صوت »الصـرير« للتــعبير عن أصــوات الأشرعة التي استعملت لتحريك السفن. كما يشــدّد الشــيخ على إبراز أصـوات الرصاص خلال المــعارك بطــريقة محددة »حيث إن الرصاص لم يكن رشــقاً غزيراً خلال تلك الحقبة«. ولم يخف الشيخ استشاراته لصديق جــزائري عند انتــقاء الموسـيقى من التراث الجزائري، وعند التأكد من الزفة الجزائرية التي حضرت أيضاً في إحدى الحلقات.
لكن ما هـو الهــدف من بث دراما تاريــخية عن عبد القادر الجزائري؟ يجــيب الشيخ: »اعتبرنا ان التلفزيون غير موجود. يمثّل عبد القادر الجــزائري خط الوطن الــعربي الذي ثــار من أجـل قضية. الجديد إننا اختارنا أبطالاً وأوصلنا سيرة حياتهم من خلال الإذاعة«.
بدوره، يرى كاتب المسلــسل عــدي الموسوي أن سياسة إدارة إذاعة »النور« تعتمد على تقديم العمل المــقاوم و»جاء اختيار عبد القادر الجزائري ليؤكد على أن تجربة المــقاومة ليــست وليــدة يوم أو يومين لكنها نشأت عبر التاريخ واستمرت«.
وما هــي المراجــع التي اعتمدت لكتابة النص؟ يجــيب الموســوي: »استندت إلى وثائق تاريخية كالكتب والمــواقع الالكترونية واستعنت بالسفارة الجزائرية التي أبدت جميع استعداداتها للمســاعدة، وقدّمت لنا الرواية الرسمية التي اعتمدناها في نصنا«. وعند سؤاله عن ســبب لجوئه إلى »الرواية الرسمية« يضيف الموسوي: »المسألة حسـاسة وتاريخية وفضلنا ان تكون الرواية من الســفارة، من الصــعب جداً كتــابة دراما تــاريخية عن رمز يتطلب المــراعاة، خصــوصاً أن عبد القـادر الجزائري كان مؤسساً للدولة الحديثة«، مشيراً إلى أن عدداً من الكــتّاب تناولوا سيرته من زاوية استشراقية »لذلك لا نستطيع الركون إليها مئة في المئة«.
وحــول التدقــيق اللغوي، يلفــت الموســوي الى الدور الــذي لعبه الجهاز الخاص في الإذاعة بإدارة جــلال الموســوي الذي يتولى التدقيق في النصوص، ويكون حاضــراً أثناء التســجيل منعاً لأي خطأ.
يذكــر أن عــبد القادر الجــزائري هو مــناضل ومجــاهد جزائري، بــرز دوره فــي الفــترة الأولــى من الاستــعمار الفرنــسي بـين فــترة ١٨٣٠ـ.١٨٤٧ تســلم إمــارة الجــيوش والمــقاومة وهــو في الرابــعة والعــشرين مــن عــمره. واجه الاســتعمار وبــنى دولــة، كمــا خــاض صــراعاً مــريراً مـع الاحــتلال برغم أن حركته باءت بالفشل. واتسّم عبد القادر بـ»تكتيكاته« التي، وباعترافات من الفرنسيين، تعلموا منها خلال معاركهم التي خاضوها معه.
»إذاعة النور«: ٩١,٩ FM
زينة برجاوي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد