«رياح الخماسين» ينتصر على الرقابة ويعود بعد رمضان
بعد مضيّ نصف شهر من الجدل حول مسلسل »رياح الخماسين«، إثر رفض التلفزيون الحكومي السوري عرضه، وتوقيــفه على قناة »الدنيا« الخاصة، بعد عرض ثلاث حلقات منه (راجع »صوت وصورة« في ١١ أيلول)، عهد التلفزيون إلى لجنة رقابة أخرى، سمحت بتصدير العمل وعرضه، ولكن مع توصية ببعض الحذوفات هنا وهناك، ومن دون أن يكون التلفزيون الحكومي نفسه ملزماً بالعرض.
المخرج السينمائي بلال صابوني، عضو لجنة مراقبة العمل، قال بعد القرار الأخير: »العمل اجتماعي أكثر منه سياسي، ويحمل أفكاراً إصلاحية، هي ما يتمنى من يحب وطنه. وليس في العمل موجبات للمنع. وربما هناك فقط بعض الكلمات والجمل البسيطة لا تفيد ولا تضرّ يمكن حذفها«. وأكد صــابوني أن »العمل لم يتجاوز الخطوط الحمراء، وهناك فرق كبير بين أن ينتقد العمل نظاماً أو جهازاً وأن ينتقد أفراداً«.
كما فسّر مدير قناة »الدنيا« فؤاد شوربجي توقف »رياح الخماسين« على قناته بالقول: »نحن كمحطة لا تنبع عادة أي رقابة، فنحن لنا رقابتنا، لكننا طلبنا أشرطة الفيلم فلم نستطع الحصول عليها من الشركة، التي لم ترد بذلك أن تغضب وزارة الإعلام، وقد كانت على حوار معها حول الأمر. المشكلة أنه لم يصلنا حلقات لا لنراقبها ونقول رأينا، ولا لنعرضها على شاشتنا«. ويعلق شوربجي: »أنا ككاتب وصحافي أعتقد أن المؤسسة التي تقوم بالرقابة غير خبيرة، فلا يجوز أن تقرر في بداية رمضان أن العمل لا يسمح بعرضه وتصديره، لتقول بعد اثني عشر يوماً »لا مانع رقابياً عليه، إلا بحذف ثوان هنا وهناك«. ويمكن إدراج هذه الرقابة ضمن المزاجيات والعلاقات الشخصة والمصالح. ثم إن الرقابة وافقت على النص منذ البداية بعبارة: الموافقة على النص موضوعياً وفكرياً«.
واعتبر شوربجي، وهو مدير سابق للتلفزيون الحكومي أن »ما جرى فضيحة للرقابة، تستدعي إعادة نظر في دورها، كما إعادة نظر بلجنة صناعة السينما والتلفزيون، فهل هي مجرد ســاعي بريد، أم يجب أن يكون لــها رأي في الدفاع عن مصالح المنتــجين، إلا إذا كــانت هي الأخرى على تقــاطع مع المزاجيات ومصالح والحسابات«. وقال شوربجي: »كمثقفين كنا نتهم الأمن بعرقلة الأعمال الفنية والثقافية، ومن المؤسف أننا اليوم نجد مؤسسات إعلامية تمنع ، وأحياناً يتوسط الأمن لتمشي«.
ويحصي شوربجي في النهاية الخسائر التي منيت بها محطته إثر فعلة الرقابة: »خسّروا الشركة فرصة توزيع المسلسل في رمضان، وفرصة استعادة تكاليفه، وهذا يؤثر بالتأكيد على الإنتاج الدرامي في سوريا، إلى جانب السمعة السيئة التي تركوها حول حرية الرأي والتعبير. كما تسببوا بحرج لنا مع متفرجينا، وبحرج للشركة المنتجة أمامنا«.
يذكر أن »رياح الخماسين« من إخراج هشام شربتجي، تأليف أسامة ابراهيم وبطــولة أسعد فضة وسلمى المصري وفايــز قزق.. وهو مستمر في العرض على قناة وحيدة هي »الجــديد« اللبنانية، ولن يعود إلى »الدنيا« إلا بعد مضي الشهر الكــريم. وهو يحكي قصة معتقل سوري سابق يخرج من المعتقل إلى مدينته ليواجه الفساد ويشهر سيف الإصلاح.
راشد عيسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد