ضبط معمل لغش الإسمنت في الرقة
نتيجة قلة مادة الإسمنت في الأسواق المحلية وارتفاع أسعارها بدأ البعض باللجوء إلى طرق غير صحيحة للمتاجرة بهذه المادة، وكانت هذه الطرق حتى وقت قريب تنحصر في استجرار كميات من الإسمنت بموجب رخص بناء أو معامل إسمنت وعدم استخدامها للغاية المحددة والقيام ببيعها في السوق السوداء. وفي الآونة الأخيرة بدأ أشخاص في مدينة الرقة بترويج نوع من الإسمنت «المحسن» كما يدّعي مروجوه وبأسعار أقل من السعر الرسمي لمادة الإسمنت ونتيجة الغموض الذي أخذ يلف هذه الظاهرة وتشكيك عدد من المهندسين في المحافظة بنوعية هذا المنتج وطرح كميات كبيرة في الأسواق وقيام أصحاب مشروعات البناء باستخدامها لصب البيتون، وعندما وصل الخبر إلى محافظ الرقة وجه مديرية التجارة الداخلية للتحري عن هذا الموضوع والتدقيق في صحة وجود معمل لتعبئة الإسمنت المخلوط ولدى قيام دورية برئاسة معاون مدير التموين وعدد من عناصر حماية المستهلك بالتوجه إلى مكان تعبئة الإسمنت في قرية حلو عبد شمال مدينة الرقة نحو 20 كم وفي المحل المعد لتعبئة الأكياس ضبطت كمية من الإسمنت الأسود العادي ولدى سؤال صاحب المعمل عن وجود كميات من إنتاجه أفاد أنه يقوم بإنتاج مادة الإسمنت الخاص بأعمال الإكساء وأنه لديه مركزاً لتوزيع هذه المادة ولدى توجه الدورية إلى مركز التوزيع ضبطت 54 كيساً من الخلطة مدون عليها عبارات باللغة الأجنبية وهذا مخالف للمواصفات القياسية السورية رقم 331 لعام 1985 الخاصة بالإسمنت الأسود التي تتضمن وجوب أن يكتب على كل وعاء البيانات باللغة العربية وتتضمن وزن العبوة واسم المنتج وبلد الصنع وتاريخ الصنع ومجال الاستخدام ونسبة المادة المضافة ونوعها وكتابة عبارة صالح لمدة ثلاثة أشهر وتكتب جميع هذه العبارات بخط واضح وعريض لتميزها من الإسمنت الخاص بأعمال الصبّ، وهذه البيانات جميعها لم تدون على العبوات المحجوزة.
وتم تنظيم الضبط اللازم وتشميع المعمل والمستودع وإحالة الضبط إلى القضاء المختص.
لاشك في أن هذه الظاهرة تدل على مشكلة كبيرة وخطر أكبر على كثير من الأبنية التي تم صبها بهذه المادة على أساس أنها إسمنت محسن على حين هي عبارة عن خلطة جاهزة لأعمال الإكساء «الزريقة» لأن نسبة الإسمنت على حد قول بعض المهندسين لا تتجاوز في هذه الخلطة 30% وباقي الكمية هي عبارة عن مواد بناء أخرى. والسؤال: ما الكميات التي أنتجت وبيعت من هذه الخلطة؟ وأين ولماذا استخدمت؟ لأن المعلومات التي أفادنا بها عدد من المهندسين في الرقة أن هذه المادة استخدمت لصب البيتون ولا أحد يعرف أنها مخصصة للإكساء لأن البيانات المدونة على العبوة لا تشير إلى أنها تستخدم للإكساء وإنما تذكر أنها إسمنت محسن وجميع العبارات باللغة الأجنبية التي يجهلها معظم أبناء المحافظة والمطلوب أن يتم تحديد مكان استخدام هذه المادة وإزالة كل بناء استخدمت فيه ونعتقد أن هذه هي الخطوة الأهم بعد تشميع المعمل، وحتى لا نفاجأ بانهيار سقف على رؤوس ساكنيه.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد