إنه زمن الرعب والألعاب الإلكترونية
الخوف أولاً، والخوف ثانياً وثالثاً... إنه عصر الخوف، الأطفال والمراهقون لا يبحثون عن الأمان، فعصر ألعاب الفيديو قلب المقاييس، فإذا كانت أجواء لعبة ما مليئة بأسباب الخوف والإثارة والقلق، فإن ذلك يضعها في مصاف الألعاب الناجحة. لنقم بجولة على بعض العبارات الترويجية لبعض الألعاب الجديدة: الدماء تسيل في كل مكان، دماء تملأ الشوارع والجدران، أجساد بلا حياة تتوزع هنا وهناك وفي الممرات المظلمة، فرص النجاة تكاد تكون معدومة، وغير ذلك من شعارات تبعث على الخوف وتؤكد سيطرة قوانين الرعب.
قبل عشر سنوات تقريباً أُطلقت لعبة «بلاي ستايشن» في نسختها الأولى، ومع لعبة «Silent Hill» بدأت أجواء القلق تنتشر على شاشات الكمبيوتر، واعتبرت لعبة «Resident Evil» التي أُطلقت عام 1996 سيدة ألعاب الرعب.
معظم هذه الألعاب اعتمد على مشاركة اللاعب من خلال تحريك شخصية، أي البطل الذي يبحث غالباً عن مرء عزيز على قلبه، أو ينطلق في رحلة بحث عن تفسيرات لرؤية ـــــ حلم خاصة به، أبطال «Silent Hill» لا يكلون من مواجهة أشباح أو مخلوقات شريرة تظهر فجأة لمحاربتهم، ويواجهون أيضاً الحيوانات الأكثر شراسة ودموية. إنها رحلة ـــــ لعبة تقطع الأنفاس، تشد الأعصاب، الخطأ ممنوع فيها، فأي خطأ سيكون قاتلاً بالتأكيد، الشرود ممنوع، فحياة البطل في خطر دائم.
في مقالة نُشرت أخيراً في صحيفة «لوموند» الفرنسية، أجمع مصنعو ألعاب فيديو على صعوبة خلق أجواء الرعب، ولفتوا إلى أن المؤثرات الخاصة تساعد على خلق هذه الأجواء في فيلم سينمائي، لكنها ليست كافية في عالم الألعاب حيث اللاعب هو نفسه بطل اللعبة، وانخراطه فيها شرط أساسي لسيطرة أجواء الرعب عليه، وأجواء الترقب.
من ناحية أخرى، يُذكر أن ثمة شروطاً بسيطة تسمح بالاستسلام لأجواء الخوف. يكفي أن يجلس اللاعب وحيداً في غرفته، ألا يضيء المصابيح الكهربائية، أن يغرق في العتمة من حوله، عندها سيكون الصوت الذي يحدثه تحريك الفأرة أو الضغط على أي مفتاح في لوحة الكمبيوتر وحده كفيلاً بزيادة جرعة القلق والخوف.
يُدرك مصنعو ألعاب الفيديو «المُخيفة» أن للرعب والقلق حدوداً، وهم يدركون أيضاً أن أسرار نجاح اللعبة يرتكز، في ما يرتكز، على سيناريو محكم، وعلى تقسيم اللعبة إلى مراحل، فيعثر اللاعب في كل مرحلة على وثائق تساعده على المضي في رحلة البحث نحو الهدف المنشود. هذه الوثائق تزوّده بمعلومات تظهر مكتوبة على الشاشة، أو تُسمع من خلال تسجيل صوتي.
يُشار إلى أن مصنّعي الألعاب الجديدة يسعون إلى تطويرها بما يناسب مختلف الشرائح من اللاعبين، ومن الألعاب المتطورة « The House of the Dead:Overkill».
«شيطان» ضد الأزمة
يُذكر أن نسخة جديدة من اللعبة «Resident Evil» ستطلق الشهر الجاري في الأسواق العالمية، وعلى رغم الأزمة المالية العالمية فإن مصنّعي اللعبة لم يترددوا قطّ في طرحها مع تزايد الطلب عليها
حرب الوحوش
F.E.A.R طُرحت أخيراً بنسخة ثانية، إنها لعبة القناصة والرماية، تسود فيها أجواء من الرعب، ويشعر اللاعب بأنه سيكون في أية لحظة في مرمى سهام أعدائه، وقد يُقتل، إنها حرب ضد الوحوش الضارية.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد