الشباب السوري يحيي زياد الرحباني على طريقته في دار الفنون
تحت عنوان "تحية إلى زياد الرحباني" قدمت فرقة "فتت لعبت" في دار الفنون حفلاً غنائياً جزأته إلى فقرتين الأولى ضمنتها عدداً من أعمالها والثانية نخبة من أعمال زياد الرحباني.
ورغم الإيقاع الرتيب الذي بدأته الفرقة في الدقائق الأولى من الحفل إلا أنها على ما يبدو تقصدت ذلك لتدخل الجمهور الذي غلبت عليه الروح الشبابية شيئاً فشيئاً في حالة تصاعدية من الانسجام والاندماج.
ولعبت الفرقة معتمدة على التنويع بين العازفين حيناً والمغنين حيناً آخر على أوتار عشق الجمهور السوري لأغاني زياد فاستدرجته إلى مساحة تفاعلية سقط فيها ما يسمى "حاجز المرسل والمتلقي" لولا متر واحد ارتفاعاً.
بدء الحفل بمعزوفة "شاف" شارك فيها هانيبال سعد على الغيتار وناريك عباجيان على البيانو وخالد عمران على البيس غيتار ونزار عمران على الترومبيت وباسل رجوب على الساكسيفون وداني شكري على الدرامز وفراس حسان على آلات النقر إضافة إلى العازف اللبناني نضال أبو سمرة الذي أتى خصيصاً للمشاركة في الحفل.
وقدمت الفرقة معزوفة "ناي" وأغنيتي "قوم رد على التلفون" و"أهلا وسهلا بحبايبنا" لتنتقل إلى أعمال زياد الرحباني التي بدأتها الفنانة ليندا بيطار بأغنية فيروز الشهيرة "بتذكر آخر مرة شفتك فيها" لتتناوب مع المغنيتين زينة أفتيموس ولين أديب على نخبة أغنيات زياد أشعلت الحماس بين الحاضرين.
إلا أن حضور زينة بعفويتها وإتقانها الشديد لما تؤديه كان لافتاً ومميزاً ولاقى استحسان الجمهور وتفاعلهم معها.
وقال ناريك عباجيان قائد فرقة "فتت لعبت" في تصريح لنشرة سانا الثقافية.. إن الفرقة تشتغل على نمط الجاز الشرقي القريب جداً من نمط أعمال زياد الرحباني مضيفاً أن الحفل هو تحية بسيطة لزياد الذي قدم لجمهور الموسيقا ولاسيما الشباب منهم إحساساً مختلفاً وفضاء أوسع.
واعتبر عباجيان المتخرج من المعهد العالي للموسيقا على آلة البايب أورغن أنه رغم تأثر الفرقة بنمط زياد إلا أن لها خصوصيتها من خلال المقطوعات التي تقدمها لجمهورها والتي تتنوع بين المعزوفات وبين الأغنيات الاجتماعية المستمدة من حياة الشباب.
وأوضح قائد الفرقة أن أداء أعمال زياد ليس بالأمر السهل ولاسيما أن لها صدى واسعاً لدى مستمعي الموسيقا معتبراً أن أداء هذه الأغنيات يعد اختباراً حقيقياً للفرقة ولمسيرتها الفنية.
من جانبها عبرت زينة أفتيموس التي انتسبت جديداً للفرقة عن سعادتها للصدى الذي لاقاه الحفل وقالت.. إن للجاز الشرقي حضوراً قوياً في نفوس الشباب.
ورغم أن زينة مازالت طالبة في المعهد العالي للموسيقا وتدرس الأوبرا إلا أنها تشعر بانشداد خفي لهذا النمط من الموسيقا الذي يمنحها الحرية والفضاء لتغني على راحتها وتضيف هناك عفوية وبساطة في الجاز تماماً مثل أغاني زياد ولكن سأكمل دراستي للأوبرا مع عدم إهمالي لنمط الجاز الشرقي.
يذكر أن فرقة "فتت لعبت" تأسست عام 2005 وكانت تعزف في بداياتها قطعاً موسيقية معروفة لفيروز وزياد وأخرى غير معروفة من شعوب البلقان وتركيا وأرمينيا.
ونظمت الفرقة بالتعاون بين قائدها وبعض أعضائها الذين يعزفون مع زياد في حفلاته عدداً من الأغنيات والمعزوفات الموسيقية مستخدمين الآلات الشرقية والغربية.
باهل قدار
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد