دور ايران في الحرب اللبنانية الإسرائيلية

25-07-2006

دور ايران في الحرب اللبنانية الإسرائيلية

حرص الزعماء الايرانيون على الموازنة في الاسبوعين الماضيين بين ابداء الدعم القوي لحزب الله من جهة والنأي بانفسهم عن الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل من جهة اخرى.

ففي تصريح ادلى به مؤخرا، قال الرئيس الايراني محمود احمدينجاد إن اسرائيل قد "ضغطت على زر دمارها" عندما قررت مهاجمة لبنان.

وحذر الرئيس الايراني من ان الدولة العبرية ستواجه ردا قويا من جانب العالم الاسلامي اذا ما قررت التعرض لسوريا.

ولكن رئيس الاركان الايراني الجنرال سيد حسن فيروزابادي قال يوم السبت الماضي إن ايران لن تشارك عسكريا في المواجهة القائمة حاليا.

من ناحية أخرى، ادى استخدام اسرائيل المفرط للقوة العسكرية ضد لبنان الى تولد قناعة لدى بعض المحللين بأن اسرائيل هي التي خلقت هذه الازمة من اجل توريط ايران.

فها هو تريتا بارسي اخصائي شؤون الشرق الاوسط في جامعة جونز هوبكنز الامريكية يقول إنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط صدام حسين، بدأت اسرائيل بالنظر الى ايران على انها منافسها الرئيسي في المنطقة، ولذلك فهي كانت تتحين الفرص لاضعاف عدوها الجيوسياسي الجديد.
ويضيف بارسي: "تعرف اسرائيل تمام المعرفة انها اقوى من ايران، ولكنها تعرف ايضا ان ميزان القوى قد يميل لصالح ايران اذا ما نجحت الاخيرة في تطوير قدرة نووية في السنوات القليلة المقبلة."

لذلك، يزعم بارسي بأنه يمكن النظر الى المواجهة الدائرة حاليا على انها ضربة استباقية توجهها اسرائيل الى ايران. ويمضي المحلل الى القول: "يعتقد الايرانيون ان الوقت لم يحن بعد لمواجهة اسرائيل، اما الاسرائيليين فبالعكس ينظرون الى ما يجري على انه استباق."

سوء تقدير؟
وبينما يعترف جفري كمب الذي كان يعمل خبيرا لشؤون الامن الدولي في ادارة الرئيس الاسبق ريتشارد نكسن بأن ميزان القوى في الشرق الاوسط لعب دورا في الدفع نحو المواجهة، يقول إن ثمة قضايا اكبر من ذلك.

"فالهدف الاسرائيلي الأكبر - والقول لكمب - هو دحر حزب الله وتمكين الحكومة اللبنانية من بسط سيطرتها على المنطقة الحدودية مع اسرائيل، حيث سيكون من شأن ذلك إضعاف ايران وسوريا."

ويمضي كمب الى القول: "برأيي، أخطأ حزب الله التقدير. لا اعتقد ان الشيخ حسن نصرالله كان يتوقع ردا اسرائيليا بهذه الشراسة."

مهما كانت الاسباب وراء المواجهة الحالية، شرك ايراني او استباق اسرائيلي او سوء تقدير من جانب حزب الله، فإن امرا واحدا لا يختلف عليه اثنان: الطرف الذي دبر هذه الازمة لن يكون بالضرورة نفس الطرف الذي يتمكن من السيطرة عليها او انهائها.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...