توزع وحدات الجيش الإسرائيلي ونطاق عملياتها الجارية
الجمل: قامت قيادة الجيش الإسرائيلي، بالاستعداد لعملية الغزو البري للأراضي اللبنانية وذلك استكمالاً لعدوانها الجوي، والذي ركّز خلال الأسبوعين الماضيين على ضرب البنى التحتية اللبنانية.
ادعت القيادة الإسرائيلية بأن المراحل الأولى للعدوان البري، والتي تتمثل في عمليات القصف بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى، كانت موجهة لتدمير مواقع حزب الله، ولكن تحليل ضربات المدفعية كان يشير إلى أن الهدف والغرض منها هو تمهيد المسرح لدخول قوات الغزو الإسرائيلي.. وليس لتدمير مواقع حزب الله..
برغم الرفض العالمي للعدوان والغزو الإسرائيلي، وبرغم التكاليف الاقتصادية الهائلة التي سوف تترتب على ذلك، فقد واصلت القيادة الإسرائيلية تصعيد إجراءاتها العسكرية، وذلك على النحو الآتي:
• التوقعات الأولية تقول : إن ثلاثة من أفضل وحدات قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي سوف تشترك في قيادة عملية الغزو، وهي: اللواء الآلي (الجولاني)- لواء باراك المدرع- واللواء المدرع السابع.
• من بين هذه الوحدات الثلاثة نجد أن لواء باراك المدرع هو الوحيد الذي ينتمي إلى القيادة الشمالية الإسرائيلية، بينما لواء (الجولاني)، واللواء المدرع السابع ينتميان إلى قوة الرد السريع التابعة لقيادة الجيش الإسرائيلي، وهي قوة تتضمن على الأقل نخبة مدرعة وجوية ومظلية.
• بالنسبة للقيادة الشمالية، عندما تتم تعبئتها بالكامل قيد الاستخدام الحربي القتالي فهي تتضمن الوحدات الآتية:
- الفرقة المدرعة 36 (تتكون من ثلاثة إلى أربعة ألوية).
- الفرقة الإقليمية 91.
- الفرقة المدرعة احتياطي 252.
- الفرقة المدرعة احتياطي (أدوميم)- من إيلات.
- الفرقة المدرعة احتياطي (بيليد).
- الفرقة المدرعة احتياطي (يوفي).
وتعمل هذه الفرق تحت دعم وإسناد ألوية المشاة الآلية المستقلة، والمدفعية المتحركة، وهندسة الميدان، وبعض القوات الخاصة الأخرى التابعة للقيادة الشمالية مثل (بازان 12)، و(بازان14) المختصة بالعمليات الأمامية خلف خطوط المواجهة، كذلك ليس من المستبعد أن يتم استخدام وحدة الاستطلاع الخاصة (تزاسيم) المحمولة من أجل مركزتها لتقوم بعمليات استطلاع في العمق داخل الأراضي اللبنانية.
عندما لا تكون القيادة الشمالية في حالة التعبئة القصوى، فإن عدد عناصرها يبلغ ما بين 180 إلى 200 ألف عنصر (من الذكور والإناث)، كذلك تكون تحت تصرفها بضعة آلاف من دبابات القتال وحوالي 3 آلاف سيارة مدرعة ومدفعية ذاتية، إضافة إلى منصات إطلاق الصواريخ المزدوجة.
العمليات الجوية:
العمليات العدوانية الجوية ضد لبنان، تقوم بها الوحدات الآتية:
• كاناف-1: تعمل من قاعدة رامات ديفيد، الواقعة جنوب شرق حيفا.
- السرب 109 (سرب الوادي) إف-16/دي القطعة 30 (باراك).
- السرب 110 (ملوك الشمال) إف-16 سي/دي القطعة 30 (باراك).
- السرب 117 (النفث الأول) إف-16 سي/دي القطعة 30 (باراك).
• كاناف-4: تعمل من قاعدة هاتزور الجوية الواقعة جنوب شرق أشدود.
- السرب 101 (المقاتل الأول) إف-16 سي/دي القطعة 40 (باراك).
- السرب 105 (العقارب) إف-16 سي/دي القطعة 40 (باراك).
- السرب 144 (حراس أرافا) إف16 إيه/بي ينتز.
• كاناف-8: (ناقلات قوات) تعمل من قاعدة تل نوف الجوية الواقعة شرق أشدود، على الساحل.
- السرب 106 (نقطة الرمح) إف-15 سي/دي.
- السرب 133 (فرسان الخلفية المزدوجة) إف-15 سي/دي.
- السرب 114 (فريلون الخارق) 20 سي إتش-53- 2000 (ناقلة قوات).
- السرب 118 (طيور القنص الليلي) 20 سي إتش- 2000 (ناقلة قوات).
• كاناف-30: تعمل من قاعدة بالماخيم الجوية الواقعة جنوب تل أبيب.
- السرب 160 (كوبرا الشمال) إيه إس- أي إس كوبرا 111 (مضادات للدبابات ومساندة أرضية).
- السرب 161 (كوبرا الجنوب (الهجوم الأول)- إيه إس- أي إس كوبرا 111 (مضاد للدبابات ومساندة أرضية).
الدعم والمساندة
عند الضرورة يتم تقديم الدعم والمساندة لهذه القوات بوساطة وحدات القتال الجوية الأخرى المتمركزة في وسط وشمال إسرائيل.
في حالة الضربات البعيدة المدى ضد الأهداف البعيدة الأخرى بخلاف لبنان مثل (إيران على سبيل المثال)- فإن طائرات كاناف-6 التابعة لـ(السرب 69: هاباتشيم، (المطارق)، 25إف-151، الموجودة بقاعدة هاتزاريم الجوية في جنوب إسرائيل وغربي بير سبع، يمكن أن يتم استدعاءها لدعم طائرات إف-15 سي/دي، وإف-16 سي/دي، وإف-161.
كذلك حصلت إسرائيل على حوالي 500 قنبلة (بنكر باستد) والتي تستخدم في اختراق الأماكن المحصنة، وطائرة بوينغ 707 تستخدم في إعادة التزويد بالوقود في الجو، وذلك على النحو الذي أعطى الطيران الحربي الإسرائيلي قدرة تغطية الأهداف ضمن دائرة نصف قطرها 1000 ميل.
نطاق العملية الجارية
على المدى القصير (الذي يجري حالياً)، فإن نطاق تحرك قوات المقدمة في العدوان البري، يتوقع له أن يكون على النحو الآتي:
- اللواء الآلي (الجولاني) من الممكن أن يتقدم حتى وادي البقاع.
- اللواء المدرع (باراك) والمزود بدبابة القتال ميركافا-3 من الممكن أن يتقدم على الطريق الساحلي حتى الليطاني وربما يتقدم إلى مشارف بيروت.
- اللواء المدرع السابع من الممكن أن يستخدم في التركيز على مهاجمة قوات حزب الله في المنطقة بين الحدود ومدينة تبنين على نهر الليطاني، ولكن ما هو أهم، يتمثل في قيامه بتقديم المساندة والدعم للوحدات الجانبية.. إضافة إلى استغلال الفرص الميدانية متى ما سنحت.
وفي النتيجة نقول: إن العدوان الإسرائيلي الغاشم المدعوم أمريكياً، فرنسياً، بريطانياً، يهدف إلى السيطرة على مستقبل لبنان كحد أدنى، وإلى القيام بعمل عدواني ضمن نطاق إقليمي أكبر.. وبغض النظر عن (الملف الإقليمي الذي بدأ يسخن حالياً)، وإذا ركزنا تحليلنا إلى الوضع الـ(ميداني اللبناني)، يمكن أن نتوصل إلى المؤشرات الآتية:
• إن كل معطيات الخبرة التاريخية في المواجهات الحربية، تقول: إن الجيوش النظامية يمكن أن تصل في حالات حرب العصابات إلى كل مناطق ميدان القتال.. ولكن ما هو أكثر خطراً يتمثل في العمليات الاعتراضية التي تواجه وحدات الجيش النظامي، وقد جربت إسرائيل ذلك مراراً وتكراراً، والآن، على ما يبدو أن القيادة الإسرائيلية فيما لو توغل جيشها ضمن الأراضي اللبنانية.. فسوف تكون قد ابتلعت (الطعم) تماماً هي وجيشها.
• إن القضاء على حزب الله هو أمر غير ممكن، وذلك لأن لحزب الله جذوره الاجتماعية العميقة المرتبطة بالبنية الديموغرافية السكانية والدينية التي سوف تظل تغذيه وتدعمه مدى الحياة.. وهو أمر لن يستطيع الجيش الإسرائيلي بتنظيمه الحالي مواجهته لفترة طويلة.. بسبب جملة عوامل أبرزها:
- محدودية البنية السكانية لإسرائيل، إضافة إلى عملية الهروب الواسعة للشباب الإسرائيلي (حالياً يوجد أكثر من 20ألف طلب للسفر إلى خارج إسرائيل) .
- التعبئة العسكرية تؤدي إلى تعطيل الاقتصاد.. وليس لإسرائيل أياد عاملة بديلة..
- المزيد من الضغط العسكري على لبنان سيؤدي إلى المزيد من الضغط الدولي والكراهية إزاء إسرائيل وأمريكا وحلفاءها.. والذين سوف يدفعون الثمن غالياً هذه المرة..
- البحث عن مقاتلي حزب الله في لبنان.. سوف يكون مثل البحث عن قطعة سوداء في غرفة مظلمة.. هكذا يقول منطق حرب العصابات.. عندما تتقدم الجيوش النظامية في المناطق التي يدعم سكانها المحليين تنظيم العصابات.. فانتظروا ما سيأتي..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد