(وثائق سورية): بلاغ بمناسبة مذابح الأرمن في 5نيسان 1919م
عرفت الأمة العربية منذ القدم بخصال حميدة منها إكرام وفادة الضيف والمحافظة عليه، وتأصلت فيها هذه المزية ولم نفقدها على كر السنين و أكبر دليل على ذلك معاملة السوريين للأرمن حينما أجلاهم الترك عن ديارهم وأرادوا محو أثرهم من صحيفة الوجود، وكان أملنا أن تظل هذه المعاملة مستمرة وإذا فاجأتنا قبل شهر حادثة حلب المؤلمة والمؤسفة لكل عربي فإنا بقول أن بعض الأيادي العدائية لعرب وللحلفاء لعبت برؤوس الجهلة فساقتهم إلى هذا القتال المشؤوم الأمر الذي يتنصل منه كل عربي صميمي وينبذه نبذ النواة إذ غايتنا إكرام ضيوفنا كما هو دأبنا فالحكومة والأمة بين ظهرانينا، ولقد أظهر أسفه على لسان البرق سمو الأمير فيصل عقب وقوع هذه الحادثة، ونحن كذلك نظهر استياءنا وننصح للأمة أن تخلد للسكون والوفاق ولا نخالنا في حاجة إلى أن نذكر أنه يجب علينا أن نكون نحن والأرمن أعواناً على الضراء والسراء والسلام على من سمع ووعى.
دمشق في 5 نيسان 919
حاكم سورية العسكري العام
المصدر: صحيفة العاصمة، العدد 15، تاريخ 8 نيسان 1919م.
الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد