لقاءات وزير خارجيتنا مع القيادات اللبنانية

07-08-2006

لقاءات وزير خارجيتنا مع القيادات اللبنانية

وصل الى بيروت امس، وزير الخارجية وليد المعلم بعد غياب طويل وعقد لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، في اطار مشاركته اليوم في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد في بيروت، ووصف المشروع الفرنسي الاميركي بانه يتضمن ظلماً حقيقياً للبنان يريدون من خلاله، انقاذ اسرائيل من هزيمتها العسكرية بتحقيق مكاسب سياسية لها على حساب لبنان وشعبه ومقاومته، وبانه وصفة لاستمرار الحرب الاسرائيلية ولحرب اهلية في لبنان.
وقال ان موقف سوريا منسجم مع الموقف اللبناني، وأكد أن بلاده تستعد لامكانية قيام حرب إقليمية إذا ما استمر العدوان الاسرائيلي على لبنان، وأن سوريا لا تخفي استعدادها، وسترد فورا على أي اعتداء إسرائيلي.
وكان اللافت اجتماع المعلم المطول في السراي بالرئيس فؤاد السنيورة الذي تجاوز الساعتين، ووصفه الوزير السوري بانه ودي وأخوي وقال: تبادلنا خلاله وجهات النظر بشفافية تامة. وبحثنا في العلاقات الثنائية وكيف يمكن أن نفتح صفحة جديدة في هذه العلاقة تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وكان المعلم قد وصل الى سراي طرابلس قادما من الحدود اللبنانية السورية الشمالية عند الساعة الثانية وعشر دقائق، بعد موكب وهمي وصل عند الثانية تماما، وسبقه الوزير فوزي صلوخ الذي استقبله مع محافظ الشمال ناصيف قالوش، وعقدا اجتماعا حضره امين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري.
إثر اللقاء الذي دام نحو ثلث ساعة قال المعلم ردا على سؤال: أنا مستعد أن أكون جنديا عند السيد حسن نصرالله، ومع الأسف الواقع العربي الآن في مفترق طريق، وأقول بصراحة تامة، إما أن نكون مع شعبنا ومع روح المقاومة، او نحكم على أنفسنا بالفناء.
وعن تحذير السيد نصر الله للحكام العرب من أن بلادهم ستتعرض للتقسيم، وأن كراسيهم لن تبقى لهم، قال المعلم: أنا أقول أن السيد نصر الله والمقاومة الوطنية اللبنانية تدافع اليوم عن كرامة الأمة وعن وحدة الامة وعن الأمة العربية بكاملها، كما تدافع عن وحدة لبنان وعن شعب لبنان. وحول اتهام حزب الله بأنه يخوض المعركة لمصلحة سوريا وإيران قال المعلم: هذا كلام سخيف، حزب الله يخوض معركة لبنان، بل هو يخوض معركة الكرامة العربية. ونحن كلنا يجب أن نكون سعداء بالانتصارات التي يحققها الحزب.
وعما إذا كانت سوريا تستعد لاحتمال اندلاع حرب اقليمية، قال المعلم: نعم، نستعد، ولا نخفي استعدادنا، وسنرد على أي اعتداء إسرائيلي فورا.
وردا على سؤال اكد المعلم أن المشروع الفرنسي الأميركي هو اقرب الى وجهة النظر الاسرائيلية منه الى وجهة النظر اللبنانية. وسنقف في وجه كل هذه المشاريع المشبوهة.
ثم تحدث الوزير صلوخ مشيرا الى الملاحظات اللبنانية على مشروع القرار في مجلس الامن، وقال: وجدنا فيه ما لا يراعي المصلحة اللبنانية، ونحن متمسكون ومتشبثون بوقف إطلاق نار فوري، من دون أي شروط، كذلك هناك بعض الغموض في ما يتعلق بمزارع شبعا، وكذلك هناك غموض في ما يتعلق بتبادل الأسرى، والمهم حسب الخطة التي تقدم بها رئيس مجلس وزراء فؤاد السنيورة انسحاب إسرائيل الى ما وراء الخط الازرق. ولكننا نقولها بصراحة أن لبنان لن يرضى بفرض أي قرار عليه. نحن في وضع ممتاز عسكريا، ونقاوم عسكريا، ونقاوم دبلوماسيا وسياسيا، والنصر لنا إن شاء الله.
وانتقل المعلم وصلوخ وخوري الى القصر الجمهوري، حيث استقبلهم الرئيس اميل لحود، في الثالثة والنصف، وعرض المعلم موقف بلاده من التطورات السياسة والعسكرية والتحركات الدولية الجارية في مجلس الامن.
وخلال اللقاء، اعرب رئيس الجمهورية عن امله في ان تصدر عن الاجتماع المقرر لوزراء الخارجية العرب مواقف واضحة تؤيد ثوابت لبنان ومطالبه العادلة، وتدعم صمود شعبه في مواجهة العدوان الاسرائيلي المستمر، وتؤكد عملياً على تضامن الدول العربية معه، وتؤسس لتحرك عربي فعلي يتجاوز الاطار الكلامي. وقال: من غير الجائز تمكين اسرائيل ان تأخذ من خلال مجلس الامن الدولي، ما عجزت عن اخذه من خلال حربها التدميرية ضد لبنان.
وحمّل الرئيس لحود الوزير المعلم رسالة شفهية إلى الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، ضمّنها شكر لبنان رئيساً وشعباً على الرعاية التي خصت بها الدولة السورية اللبنانيين الذين اضطروا إلى النزوح إلى سوريا.
وبعد اللقاء، قال الوزير المعلم: لقد قرأنا مسودة هذا الاتفاق ووجدنا فيه ظلماً حقيقياً للبنان يريدون من خلاله، انقاذ اسرائيل من هزيمتها العسكرية بتحقيق مكاسب سياسية لها على حساب لبنان وشعبه ومقاومته. موقف سوريا منسجم مع الموقف الذي سمعته من الرئيس لحود. نحن نطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الاسرائيلية إلى ما وراء الخط الازرق، لكي يكون وقف اطلاق النار صامداً، وايضاً الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة وتبادل الاسرى وتعزيز دور قوات الامم المتحدة (اليونيفيل) لمراقبة الخط الازرق ومن ثم على امل ان يصبح خط الحدود الدولية.
وعن الموقف السوري من ترسيم حدود مزارع شبعا اجاب: عندما قلت انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة، قصدت مزارع شبعا اللبنانية. اما من يقول بتحديد او ترسيم، فهو يريد الوقيعة بين سوريا ولبنان، لان لدى الامم المتحدة خرائط هذه المزارع. ومع الاسف، هناك في الامم المتحدة من ينكر ذلك، وقد اعترض الرئيس لحود على الخط الازرق عندما رسمه تيري رود لارسن، وقال ان هذه ليست الحدود الدولية للبنان. وقد ارسل لبنان خرائط تثبت لبنانية مزارع شبعا، وقالت سوريا ايضاً ان مزارع شبعا لبنانية.
وعن موقف بعض الاطراف التي تقول ان سوريا وايران تلعبان دوراً سلبياً لوقف اطلاق النار وتمارسان بعض الالعاب السياسية على الساحة اللبنانية اجاب: هؤلاء، مع الاسف، يجلسون في قصورهم وليس في ساحة المعركة.
واوضح ان مسودة المشروع الفرنسي الاميركي تقول بأن المسؤولية تقع على حزب الله، وهذا يعني ان كل ضرر يلحق بلبنان واسرائيل، سيسأل حزب الله عنه في المستقبل وهذا ليس صحيحاً. اسرائيل هي التي تقتل وتدمر، هذه المسودة، هي وصفة لاستمرار الحرب لانها، وللاسف، ليست عادلة بالنسبة إلى لبنان. كما انها وصفة لاحتمال اندلاع حرب اهلية في لبنان، وهو امر لا يريد احد ابداً ان يحصل، سوى اسرائيل.
واضاف ردا على سؤال حول امكانية اندلاع حرب اقليمية: ان تحليلنا يفيد بأن هذه الحرب هي متداخلة، وقد بدأت منذ تبني مجلس الامن القرار ,1559 لقد ارادوا تطبيق هذا القرار سلمياً، فلم يستطيعوا، فطلبوا من اسرائيل تطبيقه، وهكذا بدأ الامر. هذه المرحلة الاولى من الحرب، والخطوة الثانية ما زال من المحتمل حصولها، ولكن لحسن الحظ، فان الطريقة التي تقاتل بها المقاومة على الارض، جعلت اميركا واسرائيل تعيدان النظر في خطتهما.
واكد ان سوريا تدعم التوافق اللبناني حول النقاط السبع، اذا كان التوافق اللبناني يعني توافق كل الفئات الفاعلة على الارض اللبنانية، وحزب الله جزء اساسي، وهو الذي يقود المعركة إلى جانب شعب لبنان والجيش اللبناني الباسل.
وعما إذا كانت عودته إلى زيارة لبنان بعد فترة طويلة من القطيعة، تعني عودة للعلاقات كما كانت في السابق او وفق ما أرادها القادة اللبنانيون على طاولة الحوار اي على قاعدة المساواة عبر علاقات دبلوماسية وتبادل سفراء اجاب: نحن لا نتطلع اطلاقاً، كما يقول البعض، إلى العودة إلى لبنان بأخطاء او غير اخطاء. نحن نتطلع إلى لبنان كبلد صامد مقاوم يدافع عن كرامته وعن كرامة امته العربية، ومن هنا اقول ان هذا سيفتح باباً عريضاً للعلاقات السورية اللبنانية، علاقات تقوم على قدم المساواة وعلى مبدأ احترام السيادة والاستقلال، بعيداً عن سياسة المحاور. واكد انه اذا اعتدت اسرائيل على سوريا، تكون خرقت اتفاقية الفصل من طرف واحد، والتوجيهات من القيادة السورية للقوات المسلحة هي بالرد فوراً على هذا الهجوم.
ثم زار المعلم، الرئيس نبيه بري، واكد بعد اللقاءالذي استمر قرابة الساعة استعداد سوريا لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان من الشمال الى الجنوب.
وسئل: لماذا يرفض الرئيس السوري بشار الاسد انشاء قوات دولية للجنوب اللبناني؟
أجاب: اولا هذا الرفض نابع من الاطلاع على موقف لبنان، ونحن في سوريا ننسق وننسجم مع الموقف اللبناني، ثم ان هذا الرفض نابع من كون ان سوريا لا تريد من لبنان الذي كسب الحرب اليوم ان يفرض عليه اشياء لا يتم الاتفاق عليها بين اللبنانيين انفسهم، لا يمكن ان ينتصر لبنان عسكريا ويخسر سياسيا. لبنان مع قوات اليونيفيل.
وهنا تحدث الوزير فوزي صلوخ فقال: نحن على اتفاق تام مع قوات اليونيفيل والعلاقات ممتازة معها فهي لعبت دورا بارزا منذ سنة 1978 وحتى اليوم ، ونحن نريد تحسين وضعها، وزيادة عددها وعديدها وتعزيز قدراتها، وكذلك اذا كان هناك من توسيع لمهمتها فيتم ذلك بين الحكومة اللبنانية ومنظمة الامم المتحدة .
واضاف المعلم ردا على سؤال حول مستقبل هذا الصراع: اؤكد لكم ان من يعتقد ان القضاء على حزب الله بقواته العسكرية الجرارة وبالجسر الجوي الاميركي لاسرائيل فانا اقول لاسرائيل وللولايات المتحدة الاميركية انهم واهمون، لا يمكن القضاء على حزب الله فهو جزء اساسي من النسيج اللبناني. ومن يعتقد ان حزب الله لا يستطيع الصمود ومواصلة المعركة فهو واهم ايضا، حزب الله سيصمد لانه يدافع عن ايمان وعقيدة وعن حق، ولذلك اذا كان من نهاية لهذه الحرب سأقول لكم كيف تنتهي! تنتهي بوقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية الى ما وراء الخط الازرق وعودة المهجرين الى اراضيهم وديارهم، وتعزيز دور اليونيفيل لمراقبة وقف اطلاق النار.
وكان اللقاء اللافت للمعلم الذي عقده مع الرئيس فؤاد السنيورة واستمر اكثر من ساعتين، ادلى بعده المعلم بتصريح مقتضب، قال فيه: نقلت إلى الرئيس السنيورة رسالة تضامن مع الشعب اللبناني الشقيق ودعم صموده وصمود مقاومته الوطنية، وبحثنا في المشروع الفرنسي الأميركي المقدم لمجلس الأمن وكانت وجهات النظر متفقة على خطورة هذا المشروع وعلى ضرورة بذل كل الجهود لمنع من يقف وراء هذا المشروع من تحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل عجزت عن تحقيقها في ساحة المعركة. كذلك بحثنا في تفاصيل موقف الحكومة اللبنانية من النقاط السبع، وكذلك بحثنا في العلاقات الثنائية وكيف يمكن أن نفتح صفحة جديدة في هذه العلاقة تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين وتستجيب لعلاقات الأخوة وصلات القربى وحقائق التاريخ والجغرافيا.
وعن جو اللقاء مع السنيورة قال: كان لقاء وديا وأخويا وتبادلنا وجهات النظر بشفافية تامة.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...