البكيني يثير أزمة آيديولوجية في تركيا
تعرضت شابة تركية ترتدي البيكيني الساخن على الشاطىء لمضايقات من إسلاميين استهجنوا طريقة لبسها، في تعد يدل بالنسبة للبعض على تنامي النزعة الإسلامية في المجتمع التركي.
والحادث الذي وقع الأسبوع الماضي في كارابورون، المنتجع البحري الواقع قرب
ازمير، كان ليمر بدون ضجة لو لم تكن الشابة التي لجأت إلى القضاء, ابنة صحافية في صحيفة "حرييت" الواسعة الانتشار التي سارعت إلى الكتابة عن القضية والتنديد
بالمساس بالمبادئ العلمانية للجمهورية.
وتعرضت الشابة التي طلبت من نساء يرتدين التشادور عدم توسيخ الرمل بحفاضات أطفالهن المستعملة, للشتم ووصفت "بالباغية" لأنها كانت ترتدي ثوب السباحة البيكيني وتعرضت اثر ذلك لمضايقة من قبل رجال المجموعة نفسها.
وهذا التعدي تصدر الأخبار في البلاد، حيث تشير باستمرار الأوساط المدافعة عن العلمانية وبينها الجيش والتي تحظى بنفوذ واسع إلى أسلمة متسارعة للمجتمع منذ وصول حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الإسلامي إلى السلطة.
وبرزت في الآونة الأخيرة فنادق فخمة على السواحل التركية تفرض قواعد إسلامية وتعرض لزبائنها أحواض سباحة وشواطىء منفصلة للرجال والنساء.
وأصبح رائجا بيع ثياب سباحة شرعية تغطي أجساد النساء المحجبات من الرأس حتى اخمص القدمين. وهذا يشكل سببا آخر للمدافعين عن العلمانية للتأكيد أن القيم التي أرساها الأب المؤسس لتركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك (1881-1938) أصبحت مهددة بسبب مواقف رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وحزبه.
ويقول رئيس تحرير صحيفة "حرييت" ارتوغرول اوزكوك إن "مؤيدي حزب العدالة والتنمية يجب ألا يتصرفوا بذهنية أن كل شيء مسموح لهم، لأن حزبهم يتولى السلطة" متحدثا عن "وقاحة اجتماعية" للأوساط المسلمة.
ويضيف أن هذا التصرف يمكن أن يتسبب "بشعور انتقام" لدى المؤسسة الموالية للعلمانية التي تعتبر أن وضع الحجاب يشكل تحديا لمبادئ اتاتورك ويعتبر إشارة واضحة على الانتماء إلى الإسلام السياسي.
يشار إلى أن زوجات غالبية مسؤولي حزب العدالة والتنمية يرتدين الحجاب, وبينهن زوجة اردوغان. وكان الحزب وعد بالغاء حظر ارتداء الحجاب في الجامعات والمؤسسات الرسمية لكنه اضطر للتراجع عند كل محاولة للقيام بذلك.
ويعبر مسؤولو السياحة أيضا عن قلقهم. وقال رئيس جمعية مستثمري القطاع السياحي اوكتاي فارلييه إن هذا الحادث يسيء إلى القطاع الذي يدر 18.1 مليار دولار على البلاد عام 2005. وأضاف "أنه عمل فردي لكنه يشوه صورة البلاد في الخارج".
وفي هذا الوقت أوردت الصحف حوادث أخرى وقعت على الشواطئ وتتعلق باسلاميين. وأفادت صحيفة "راديكال" أن أفرادا من اتباع الطريقة الرفاعية أقاموا مخيما قرب اسطنبول ومنعوا لشهرين الناس من التنزه على قسم من الشاطىء العام بسبب وجود نساء في المجموعة.
وأضافت الصحيفة أنه تمت إزالة الخيم مساء الأربعاء اثر الشكاوى. وأخيرا، وفي آخر فصول هذه القضية تعرض راقص من فرقة باليه انقرة لتعد من قبل إسلاميين على شاطىء سيفريهيسار غرب البلاد لأنه تجرأ على السباحة فيما كانت نساء محجبات يستلقين قرب الشاطىء كما أفادت صحيفة "جمهورييت".
المصدر: العريبة
إضافة تعليق جديد