وفيق الزعيم ينتقد «باب الحارة»ويكتب مسلسلاً عن البيئة الشامية

18-06-2010

وفيق الزعيم ينتقد «باب الحارة»ويكتب مسلسلاً عن البيئة الشامية

«مسلسل «باب الحارة» ليس العمل الأهم في دراما البيئة الشامية».
لعلّ تلك العبارة تبدو الأبعد عن تصريحات أي من نجوم «باب الحارة»، ذلك لأنّهم ربما المعنيون الأوائل في الدفاع عن شهرة مسلسلهم، وهم يفعلون ذلك مسلّحين بأرقام وإحصائيات عربية وعالمية تشهد على تقدم مسلسلهم عما سواه في الدراما السورية والعربية.وفيق الزعيم في دور أبو حاتم في مسلسل «باب الحارة»
إلا أنّ العبارة السابقة جاءت من أكثر الناس دفاعاً عن «باب الحارة» وهو الفنان وفيق الزعيم المعروف في العمل باسم «أبو حاتم» صاحب مقهى «حارة الضبع»، أو كما يصفه هو «المركز الثقافي لأهل الحارة».
وجاء كلام الزعيم في سياق محاضرة ألقاها في «المركز الثقافي الدنماركي» في دمشق، عنوانها «اللهجة في أعمال البيئة الشامية».. تناول فيها العلاقة بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، معتمداً في كثير من مفاصل محاضرته على كتاب أعده للنشر جمع فيه مفردات اللغة الشامية العامية، مع ردها إلى ما يقابلها في اللغة العربية الفصحى.
ويرى الزعيم أنّ هناك ما هو أفضل من مسلسل «باب الحارة» تأليفاً وإخراجاً، معتبرا أنّ الأخير «لا يمثلّ دمشق، بل هو جزء مقتطع من حارة دمشقية بعلاقات اجتماعية صاغها كاتب العمل».
ويلفت إلى أنّه «لا يمكن مقارنة «باب الحارة» بأعمال أخرى لكنه الأكثر حظاً، والفضل في ذلك للبيئة، فالناس أُعجبت بالبيئة التي قدّمها المسلسل».
وبدت رؤية الزعيم النقدية لما قدّمه من أعمال البيئة الشامية ومنها بطبيعة الحال «باب الحارة» نقاط ارتكاز للرجل في كتابته مسلسلاً ينتمي إلى النوع الدرامي ذاته هو «خان الشكر» تدور أحداثه بين العامين 1918 و1922، وهو يبدأ مع اليوم الثاني لخروج الاحتلال العثماني من دمشق تحديداً.
ويؤكّد الزعيم أنّه حاول في كتابته المسلسل أن يستفيد من ملاحظات الكثيرين حول الأعمال الشامية التي نُفذت بالإضافة إلى استفادته من ملاحظاته الخاصة الكثيرة حول تلك الأعمال كونه ابناً للبيئة الدمشقية، وهو يقرأ عنها كثيراً ويبحث أكثر، و«كل ذلك فجرته وأسقطته في هذا العمل متوخياً الدقة في أبسط الأشياء كنوع العملة المستخدمة في تلك الأيام إلى نوعية الطعام المستهلكة في ذلك الوقت وما إلى ذلك».
ويشير الزعيم إلى أنّ دقّته تأتي من منطلق المسؤولية والأمانة حول ما يقدمه للجمهور، وهو لذلك رفض كتابة عمل عن البحر، مثلاً، لافتًا إلى وجود الكثير من الكتاب الذين انتهكوا المصداقية من خلال كتاباتهم الدرامية عن بيئات لم يألفوها أو يعرفوا عنها شيئاً.
وفي ما يتعلق باللهجة المميزة التي اشتهرت بها مسلسلات البيئة الشامية، أكّد الزعيم أن الدراما هي التي استفادت من اللهجة الشامية وليس العكس، موضحاً أنّ كتابها «اختاروا اللهجة التي تتناسب مع ثقافتهم ومعرفتهم باللهجة وأيضاً لهجة الشخصيات الدرامية في ذلك الزمن».
وفي سياق آخر أبدى الزعيم وجهة نظرة معارضة لدبلجة أي عمل مهما كان باللهجة السورية، وردّ رفضه بسبب أنه: «ما دامت هذه اللهجة لها علاقة بنا وبخصوصياتنا فلا يجوز تعميمها أو قولها عن أحد آخر... ومَن يرد أن يتكلم بلهجتي يجب أن تكون ثقافته مثل ثقافتي».
واشترط الزعيم للتعامل مع الأعمال الأجنبية التي يرى فيها أهمية الاطلاع على كلّ ثقافات العالم. أنّه «يجب أن يكون بيني وبينها مسافة أمان وهذه المسافة عبارة عن الدبلجة باللغة العربية الفصحى، فحينها أُعمل العقل وليس العاطفة في فهمي لهذه الأعمال».
وأوضح الفنان الزعيم أخيرًا أنّه «لا أخاف على الدراما السورية أو العربية من اللهجات بل أخاف عليها من الطروحات (الغريبة)».
قالت مصادر أن المخرج مؤمن الملا انتهى من تصوير مشاهد مسلسل «باب الحارة» أمس الأول ليتابع بإشراف المخرج بسام الملا مونتاج مشاهد المسلسل، الذي من المقرّر أن يعرض على قناة «أم بي سي» خلال رمضان المقبل.
ماهر منصور 
المصدر: السفير 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...