توتر في العلاقات السودانيةـالمصرية والخرطوم قد تلجأ للتحكيم الدولي
لاحت في الفترة الأخيرة بوادر توتر في العلاقات بين الخرطوم والقاهرة، على خلفية إشكاليات عديدة، أبرزها اقتراب موعد الاستفتاء حول استقلال الجنوب السوداني، وإقليم دارفور، وبدت ظاهرة في التصريحات المتبادلة بين الطرفين حول منطقة حلايب المتنازع عليها بين البلدين.
إلى ذلك، نفى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية عبد الله آل محمود، ما أثير مؤخرا عن أن الوساطة المعنية بمحادثات سلام إقليم دارفور، قد قامت باستبعاد المبعوث الليبي لهذه المحادثات.
وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن «الحدود الجنوبية لمصر معروفة وهي خط عرض 22» ، وذلك في معرض رده على سؤال لأحد المحررين الدبلوماسيين حول ما إذا كان قد اطلع على التصريحات الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير بأن حلايب «سودانية». وأضاف أبو الغيط «أن هناك اتفاقا بين الرئيسين (المصري حسني ) مبارك و(السوداني عمر) البشير على أن تكون المنطقة كلها شمال الخط وجنوبه منطقة تكامل وتنمية، ولا أريد أن أزيد الآن في هذا الموضوع».
كما أكد مصدر دبلوماسي لصحيفة «الجريدة» الكويتية أنه «من مصلحة البلدين عدم إثارة ملف حلايب الآن، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة والفاصلة من تاريخ السودان، نظرا إلى ما ينتظره من استفتاء حق تقرير مصير الجنوب في كانون الثاني المقبل».
وكان البشير قد قال في خطاب ألقاه على مسامع حشد من مواطنيه باستاد بورت سودان الاربعاء الماضي أن حكومته بصدد الجلوس مع القيادة المصرية لحل مشكلة حلايب وأكد أن «حلايب سودانية وستظل سودانية»، كما شدد مساعد الرئيس السوداني موسى محمد أحمد لـ «الجريدة»، على أن الخرطوم لن تتخلى أبدا عن حلايب، وهي تدرس إمكان اللجوء إلى التحكيم الدولي في حال أصرت القاهرة على التمسك بسيادتها على المنطقة.
وطالب أحمد بضرورة أن «يحل الطرفان القضية بالحوار، لا بإثارة ضغينة أو مشكلات تؤثر في العلاقات التاريخية»، مضيفا أنه «في حال عدم التوصل إلى حل بشأن تبعية المنطقة، فلا ضير من اللجوء إلى التحكيم الدولي للفصل في القضية». وأكد أن «السودان لن يتنازل عن حلايب، مع حرصه على إقامة علاقات طيبة مع مصر». وكشف أحمد عن ترتيبات جارية للقاء سوداني ـ مصري لبحث مصير المنطقة، داعيا القاهرة إلى تقديم إثباتات على مصرية حلايب.
وقال دبلوماسي متابع للملف السوداني المصري «هذه التجاذبات تعكس مدى الشعور بالقلق الذي ينتاب الــجانبين بشأن المستقبل في ضوء احتــمالات مؤكدة لانفصال الجنوب وعدم استقــرار الوضع في الشمال لفترة طويلة لاحقة». وأضاف «انها مواقف تحذيرية من كل جانب بعدم محاولة اللعب في ميدانه أو تصدير الأزمات إليه».
ونقلت صحيفة «الشروق» عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن هناك «محاولات، لن تنجح، لجر مصر إلى مواجهة مع السودان في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة». وربط المصدر المحاولات تلك باقتراب الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان والأزمة مع دول حوض النيل.
يذكر أن مثلث حلايب هو منطقة تقع على الطرف الإفريقي للبحر الأحمر، مساحتها لا تزيد على عشرين كيلومترا مربعا، وتضم ثلاث بلدات هي حلايب وأبو رماد وأكبرها شلاتين، التي تضم في الجنوب الشرقي جبل علبة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد