دار الفنون تحتضن الغناء الأصيل
بعد النجاح الذي حققه كل من المغنية ديمة أورشو والمؤلف الموسيقي غزوان الزركلي قبل عامين عادا ليجددا تألقهما في دار الفنون من خلال أمسية موسيقية غنائية كلاسيكية حديثة جمعتهما أمس.
وعبر عشر أغنيات تخللتها ثلاث مقطوعات موسيقية منفردة ومتقنة للزركلي على آلة البيانو طوعت أورشو صوتها الأوبرالي لخدمة المفردة العربية بأدائها قصائد روح انساني وأنا من هون لحسين حمزة و عصافير لبدر شاكر السياب و أحكي للعالم لسميح القاسم و عيونك لمحمود درويش وعصفورة النيربين لخير الدين الزركلي وسراب لسليم الزركلي وقلي الوطن لفردوس النجار و ما احتيالي لأبي خليل القباني.
وقد حملت هذه القصائد صيغاً موسيقية مبتكرة أرادها مؤلفها الزركلي على مبدأ الوصول إلى جمال أكثر وفكر أرقى معتمداً على اللحن والإيقاع التراثيين والمحافظة على الكلمة العربية فصيحة وسليمة في لفظها وفي مخارج حروفها يضاف إليها قصيدة مدرسة الحب لنزار قباني والتي حملت توزيعاً وإخراجاً موسيقياً جديداً.
إلا أن الزركلي اختار من بينها ثلاث أغنيات محكية باللهجة العامية مبرراً ذلك بالقول إن القصيدة الكلاسيكية ليس من الضرورة أن تكون فقط بالكلام الفصيح والشعر أو العمودي أو شعر التفعيلة إذ يكفي لغنائها أن تتوافر فيها شروط الكلاسيك.
وأضاف الزركلي إن برنامج الأمسية :هو استكمال لتجربتي الموسيقية التي عمرها 35 سنة، إذ إنه ضم مقطوعة وضعها عام 1975 وأخرى موءلفة في هذه السنة وربما هذا هو الوقت المناسب للانطلاق إلى الجمهور لمعرفة المكان والتقييم الحقيقي لهذه التجربة.
وأضاف الزركلي : حاولت خلال الامسية إظهار البعد الثالث لفن الموسيقا من خلال المفردة العربية ففيها أغنيتان ملحنتان سابقاً هما ما احتيالي لأبي خليل القباني التي قمت بتوزيعها بشكل جديد و مدرسة الحب لنزار قباني التي ركزت فيها على استخراج الفرح بالموسيقا من الكلمة ذات الدلالة الحزينة.
ورأى الزركلي أن ما نسمعه اليوم إما تكرار للكلاسيكيات القديمة وإما أنواع موسيقية غربية ، متسائلاً لماذا لا يكون هناك حل ثالث يرتكز على توليد مجموعة مقطوعات موسيقية غنائية وآلية ضمن تأليف موسيقي محترف منتم إلى بيئتنا العربية ومبتعد عن التقليد ومقترب من الأصالة الفنية اعتماداً على وقع الكلمة وفكرها اللذين يولدان الوحي الموسيقي.
وكان أصدر الزركلي بالتعاون مع أورشو ألبومين بيانو وغناء ويستعد لإصدار ألبوم آخر يحتفي بمجموعات موسيقية أخرى بعيداً عن البيانو من خلال ثلاث مقطوعات آلية وست أغنيات عربية.
ووصفت السوبرانو ديمة أورشو تجربتها مع الزركلي بالمميزة وقالت إنها تحمل كثيراً من التحدي "لأنني لا أؤدي فيها الشكل الكلاسيكي الغربي المعروف إذ اننا نشتغل على صميم القصيدة العربية بقالب كلاسيكي جديد"
وأوضحت أورشو أن الصعوبة التي يتميز بها النمط الكلاسيكي من غناء وتأليف هي التي تجعل الكثيرين يبتعدون عنه.
وحول الفرق بين اللغة الفصحى والعامية أشارت ديمة إلى أنه لا يمكن لأي مغنٍ إلا أن يتوافق مع اللغة الفصيحة لأنها مكتوبة بلغة رنانة ومحبوكة بشكل جيد رغم ما تحفل به من صعوبة لكونها تحتاج لطبقات صوتية عالية وطريقة كلاسيكية خاصة في الأداء لافتة إلى أن اللغة العامية تأتي أسهل قليلاً لكونها تحمل سلاسة وبساطة.
ورغم أن أورشو وضعت مقطوعات موسيقية لعدة أعمال فنية إلا أنها كما تقول لا تتجرأ على الادعاء بأنها مؤلفة موسيقية وتضيف بدأت حياتي الفنية كلارينست وعزفت الكلارينيت حتى ان فكرة الغناء لم تكن في بالي وأحلم أن أكون مؤلفة موسيقية لكن الفرصة لم تتح لي لدراسة التأليف الموسيقي.
باهل قدار
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد