بقعة ضوء2010 : سخرية تبتعد عن المبالغة
مواضيع متبدلة مخرجين متغيرين ومائدة مفتوحة لكل العاملين في الدراما السورية هذا هو العنوان العريض لمسلسل بقعة ضوء الذي صار بمثابة المسلسل الدائم الحضور على الشاشة السورية خلال شهر رمضان الكريم نظرا للإقبال الذي يحققه ولنوعية القصص التي يسردها والتي تتميز بسخريتها اللاذعة وهذا العام وقع المسلسل الجزء السابع في سلسلة الأعمال التي قدمها.
واتجهت شركة سورية الدولية للإنتاج الفني هذا الموسم باتجاه خطة جديدة فيما يخص النصوص التي قدمت، وكانت نصوص لوحات الجزء الجديد قد اختيرت بإشراف الفنان أيمن رضا، وشارك في كتابتها عدد من الأسماء الشابة.وبقعة ضوء هذا العام يتألف، بحسب الشركة المنتجة، من ثلاثين حلقة تلفزيونية تحتوي على بقعة أو بقعتي ضوء أو أكثر في بعض الأحيان ، وتتضمن الحلقة الواحدة منها على معالجة تلفزيونية درامية لأحد الموضوعات الطريفة التي تشكل في مضمونها مادة كوميدية أو كوميديا سوداء أحياناً وتراجيدية في أحيان أخرى,.
وغالبا ما تكون الكوميديا السوداء هي الحاضرة في فقرات بقعة ضوء. وفي الأجزاء الأولى خرج »بقعة ضوء« ليكون على نسق مواز مع تجربة مرايا الفنان القدير ياسر العظمة وقد قيل في الكواليس ان بقعة ضوء جاءت لتخلف سلسلة مرايا الناجحة التي قدمت عل مدار ما يزيد عن عشرين عاما، إلا أن العظمة نفسه قلل من أهمية هذه المنافسة منبها أن لكل تجربة مذاقها ولكل عمل نكهته في أن يجذب الناس إلى مواضيعه.
وعموما يرى الكثير من النقاد أن بقعة ضوء بالحلقات المنفصلة التي يقدمها وبالمشاهد النقدية الساخرة وكسره لمبدأ احتكار النجم الواحد الذي عمل به العظمة في أعماله قد نافس عربيا هذا النوع من الأعمال الكوميدية الساخرة واستطاع خلال فترة قصيرة ومن خلال مقدمته الموسيقية الثابتة التي أسس لها الموسيقار المبدع طاهر مامللي أن يؤسس لمشاهد مهتم بمتابعة وجبة انتقادية ساخرة خفيفة خلال شهر رمضان الكريم.
ولا شك أن هناك عددا من الخبرات التي أشعلت المنافسة في بداية الأجزاء حيث استفاد العمل من حضور الفنانين باسم ياخور وأيمن رضا ونضال سيجري بالإضافة إلى بعض الأسماء الأخرى ومنهم كل من فارس الحلو، سلمى المصري, شكران مرتجى, عبد المنعم عمايري, أمل عرفة, ديمة قندلفت, نضال سيجري, محمد أوسو, خالد تاجا, زهير عبد الكريم, وفاء موصللي, سامر المصري, أحمد الأحمد, أندريه سكاف, سوسن أرشيد, نزار أبو حجر، رنا أبيض, نادين تحسين بك, جمال العلي, نبال جزائري, فوزي بشارة, والعديد من نجوم الدراما العربية بالإضافة إلى أسماء أخرى ظلت فاعلة في المشهد العام لبقعة ضوء .
وعلى الرغم من الخلافات التي تفرعت من هنا وهناك إلا أن بقعة ضوء استمر في تقديم خيارات مفتوحة لكتاب وأسماء كثيرة من جيل الشباب ويحكى أن بقعة ضوء هو أكثر مسلسل سوري استقطب أسماء كتاب شباب فيه .وهو العمل الأكثر انفتاحا على كل الفنانين السوريين الشباب ، ولعل طبيعة المسلسل تجعله مفتوحا على كل الخبرات الدرامية في الشارع السوري ولأجل هذا ربما لا يرد صناع العمل أية قصة او مشاركة في العمل اعتمادا على مبدأ المطبخ الدرامي الذي يستوعب كل الأفكار ويعيد صياغتها من جديد.
ويشبه حال بقعة ضوء القصص القصيرة من عالم الأدب والتي صارت تقدم باقتراحات مختلفة وربما خمس كلمات صارت تعني قصة قصيرة ولكن كيف سيكون الأمر بالدراما ®.!! لا شك هنا أن بقعة ضوء قد أدخل هذا في متن أجزائه ومن الأجزاء الأولى ، ولكن لم تبد الأفكار ناضجة كفاية ليتم التعبير عنها بمشهد درامي رفيع أو ينتمي إلى المشهدية العامة للعمل ،وربما لو التزم مسلسل بقعة ضوء بتقديم إطار ثابت للحلقات لربما خرج من مطب الحلقات القصيرة جدا .
ذلك أن حلقات كهذه تحتاج إلى معالجة درامية مكثفة وثمة سخرية مبالغ بها في هذا الجزء وربما من المنصف القول أن حلقات الجزء السابع التي يخرجها ناجي طعمي الآن تعتبر أكثر التزاما وإنصافا لجهة حضور أيمن رضا الذي أشرف على النصوص المكتوبة الأمر الذي أعطى العمل بعدا دراميا واجتماعيا ساخرا ربما أكثر من الأجزاء السابقة.
جمال آدم
المصدر: البيان
إضافة تعليق جديد