الخريــف عنــد الشــعراء الــروس
1
الكساندر بوشكِن
وقت كئيب !
سحر في العيون !
يروق لي حُسْنك عند الوداع ! ـ
فأنا أحبُّ ذبولَ الطبيعة البهي,
حين تكتسي الغابات بلون الأرجوان والذهب,
وحين تضج الريح في أرجائها
وقد راحت تتنفس منتعشة,
وحيث السماوات تغطيها عتمة متموجة,
وشعاع الشمس يسطع نادراً,
وطلائع الصقيع,
وتهديدات بعيدة للشتاء الأبيض.
2
كُنْستانتين بالْمونت
«خريف»
ينضج عنب البقر,
الأيام صارت أشدُّ برودة,
والقلب صار أكثر حزناً
جرّاء زقزقة العصافير.
تطير أسراب الطيور
إلى البعيد,
إلى خلف البحار الزرقاء.
والأشجار كلها تتألق
بكساء من مختلف الألوان.
الشمس تضحك أقل وأقل,
وليس من أريج على الأزهار.
فقريباً سوف يستيقظ الخريف
وسوف ينتحب بين اليقظة والنوم.
3
فيودر توتشيف
ثمة في بداية الخريف
زمن قصير لكنه ساحر
اليوم بأكمله يبقى صافياً كما الكريستال,
والأماسي مشرقة...
يصبح الهواء خفيفاً,
ولا يعود يُسمَع صوت الطيور,
لكن زرقة دافئة ونقية تنسكب
فوق الحقل المصطاف...
4
سيرغي يسِنين
الحقول محصورة, والخمائل عارية,
ومن المياه ينطلق ضباب ورطوبة.
ودولاب الشمس يتدحرج بهدوء
خلف الجبال الزرقاء.
والخطوط المعزوقة وسنانة
إذ حَلُمَتِ اليوم
كما لو أنه لم يبقَ سوى وقت قصير جداً
لكي يحلَّ الشتاء الأبيض...
5
نيقولاي نِكراسوف
«قبل هطول المطر»
الريح الحزينة تطرد
سربَ الغيوم نحو حافة السماوات.
شجرة شوح متكسرة تئن,
والغابة الكثيفة تهمس بصوت خافت.
وتسقط ورقة إثر ورقة
إلى جدول أرقش وأرقط,
وتنطلق البرودة
كتيار ناشف ولاذع.
ظلمة شفيفة تُخيِّم على كل شيء,
بينما يدور في الهواء وهو يصيح
سرب من الزيغان والغربان
وقد هجمت من كل حدب وصوب...
6
إيفان بونين
«تساقط الأوراق»
الغابة, كما لو أنها تماماً رَبْع مزخرف
بلون الليلك والذهب والأرجوان,
تقف مبتهجة كحائط مرقّش
فوق مرج منير.
وأشجار البتولا تلمع بنقش أصفر
في فضاء لازوردي,
وشجــيرات الشــوح تكفهرّ, كما الأبراج,
بينما زرقة تلــوح بــين أشجــار القيـقب
تارة, وحيناً هنا تُرى فواصل
مـن خــلال أوراق الشجــر, كأنها نوافذ.
تفوح الغابــة برائحــة البلوط والصنوبر,
وقد جفّت بفعــل الشمس خلال الصيف,
فالخريف يتقدم بهدوء
كأرملة تلِجُ ربعَها المبرقش...
7
ألكسي بليشييف
«فصل الخريف»
حلَّ الخريف,
والأزهار تيبست,
وراحت الأدغال العارية
ترنو شجية.
والعشب في المروج
يذبل ويصفرّ,
وحدها مزروعات خريفية
تخضرّ في الحقول.
غيمة تغطي السماء,
فالشمس لم تعد تلمع,
الريح تعوي في الحقل,
وقد بدأ رذاذ المطر.
راحت مياه الساقية العجلى
تهدر,
بينما الطيور
طارت إلى الأنحاء الدافئة.
إبراهيم استنبولي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد