قوى الطبيعة تحاصر أندونيسيا: تسونامي غرباً وبركان جنوباً
تحالفت قوى الطبيعة أمس، ضد الأرخبيل الاندونيسي الذي يسكنه أكبر عدد من المسلمين في العالم، ما ادى الى مقتل 113 شخصاً واعتبار 500 في عداد المفقودين، نتيجة زلزال قوي ضرب جزر منتاواي الغربية وأعقبته أمواج تسونامي، فيما أسفر ثوران بركان ميرابي في جزيرة جافا الجنوبية عن مقتل وإصابة 28 شخصاً.
واجتاحت أمواج بارتفاع ثلاثة امتار نحو عشر قرى ساحلية في ارخبيل منتاواي الواقع قبالة جزيرة سومطرة والذي يعدّ من اكثر المناطق عرضة للزلازل في اندونيسيا. وقالت مجموعة من السياح الاستراليين إنهم شاهدوا «جداراً مائياً من الرغاوي البيضاء يعصف بمركبهم ويدمره من دون أن يترك لهم سوى ثوان لإلقاء انفسهم في المياه». وقال منظم رحلات مقره في اندونيسيا «شعرنا بهزة تحت السفينة. وبعد دقائق سمعنا هديراً وعلى الفور فكرت في التسونامي قبل ان نشاهد جدار المياه البيضاء يتجه نحونا». وقد نجا جميع ركاب المركب الذين وصل بعضهم الى اليابسة متمسكاً بقطع اخشاب.
وقد وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، في منطقة كيبولاوان منتاواي على عمق 14,2 كلم فقط محدثاً «تسونامي كبيراً» وفقاً للمرصد الجيولوجي الاميركي. وفي جزيرة باغاي الجنوبية والتي كانت من أكثر الجزر تضرراً وصلت امواج بارتفاع ثلاثة امتار الى مسافة 600 متر داخل الاراضي وفقاً لرئيس مركز الازمات في وزارة الصحة الذي قال «في بلدة مونتي دمّرت الأمواج 80 في المئة من المباني وفقد عدد كبير من السكان». وأكد النائب عن جزر منتاواي هندري دوري ساتوكو ان الحصيلة الموقتة للزلزال بلغت «113 قتيلاً و502 مفقودين». ومن بين المفقودين تسعة استراليين كانوا متجهين في مركب سياحي الى احدى الجزر ولم ترد عنهم اي انباء.
واضافة الى كارثة ارخبيل منتاواي يتعين على اندونيسيا أن تتعامل لأيام مقبلة مع ثوران بركان ميرابي الواقع في جزيرة جافا والذي قذف سحباً ورماداً بركانياً ثلاث مرات. وأفادت انباء بأنه عثر على 15 شخصاً متفحمين بالقرب من منزل مباه ماريجان، الذي يعرف بأنه حارس الجبل، والذي رفض مغادرة منزله. وأضافت القناة أن أحد هؤلاء صحافي صعد إلى الجبل لإجراء مقابلة مع ماريجان، فيما قال مسؤول في الصليب الأحمر الإندونيسي إن 13 شخصا أصيبوا وجرى نقلهم إلى أحد المستشفيات.
وقال خبير علم البراكين، سورونو، إنه سمع أصوات ثلاثة انفجارات ونفث بركان ميرابي سحباً بركانية من الدخان الأسود وصلت لنحو 1500 متر في الهواء، بينما تدفقت الحمم الملتهبة على منحدراته. وكانت السلطات قد بدأت أمس الأول نقل الأطفال والمسنين إلى بعض مراكز الإيواء الطارئة وعددها 60 مركزاً بعدما رفع العلماء درجة التحذير، مع امتداد الحمم البركانية، التي كانت تسقط على منحدرات الجبل، إلى مسافة 4.5 كيلومترات.
وقدر مسؤولون أن 40 ألف شخص يعيشون في مناطق عرضة للخطر، جراء البركان، الذي ثار للمرة الأخيرة في العام 2006، حيث أسفر عن مقتل شخصين. وسجلت أعنف ثورة للبركان في العام 1930 عندما أودى بحياة 1370 شخصاً.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد