«لِمَ نكتب»؟ استفتاء «للباييس» يشمل خمسين كاتباً
هو سؤال لا يتوقف عن أن يستعيد نفسه كلّ فترة من الزمن: «لِمَ تكتب». سؤال بدأه السورياليون في بدايات القرن المنصرم، ولم يتوقف الجميع، من بعدهم، عن التذكير به، في كلّ مرحلة، قد يكون أكثرها انتشارا، في ثمانينيات القرن المنصرم، حين أعادت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية طرح السؤال عينه على مئات الكتاب من العالم، ومن مختلف اللغات.
الملحق الأسبوعي لصحيفة «الباييس» الاسبانية أعاد مؤخرا طرح «لمَ نكتب» على خمسين كاتبا، غالبيتهم من «الهيسبانيين» (ممّن يكتبون باللغة الاسبانية) الذين تراوحت إجاباتهم ما بين اعتبار هذا العمل «دعوة ربانية» و«واجب» أو «طريقة عيش».
«لمَ نكتب»؟ لمَ اخترنا الكلمات؟ «لأنه من المدهش أن يهدي المرء حياته للأمر الذي يجيد القيام به»، جواب الكاتب كين فوليه، قد يلخص الكثير من الأمور وهو يعيد تذكيرنا بأمر بسيط: من مهمة الكاتب أن يكتب فقط. في أيّ حال، يحمل إلينا تحقيق الصحيفة الإسبانية أجوبة كثيرة، متنوعة، متفردة في بعض الأحيان، ومن بينها أجوبة إدواردو مندوسا، أمبرتو إيكو، لوي مونيوس، أندريس نويمان، أميلي نوتومب، مانويل فانسان، ماريو بارغاس يوسا... الذين يجيبون بصراحة شديدة في هذا التحقيق الذي نشرته «الباييس» يوم 2 كانون الثاني الحالي. «الكتابة هي في قلب كل ما أقوم به»، يرى يوسا (نوبل للآداب عام 2010). أما بالنسبة إلى البعض الآخر فنرى أن الكتابة هي «دعوة ربانية» أو بالأحرى «ثمة واجب ورسالة علينا الاضطلاع بها إذ أنها تمنح صوتا لمن لا صوت لهم. الكتابة أيضا هي شهادة ضرورية وطريقة للمساعدة كي لا يستعاد التاريخ مرة جديدة.
أما بالنسبة إلى كتّاب آخرين من مثل لويزا كاسترو ومارك هادون وإلفيرا ليندو نجد أن الكتابة متجذرة في قلب وجودنا؛ إنها أيضا طريقة حياة، تملك الكثير من الطبيعية، لذلك تصبح الكتابة طقسا يوميا ضروريا وحيويا.
من جهتها تقترب الكاتبة الفرنسية أميلي نوتومب من الكتابة بوصفها عملية حب، أما ألمودينا غرانديس فتراها نشوة، بينما يتحدث أندريس نويمان عن الكتابة بوصفها ترياقا ضد الألم.
تتوزع إجابات الكتّاب الخمسين على أكثر من جهة، وكل واحدة منها تحمل خاصية صاحبها كما السياق التاريخي والثقافي الذي يأتي منه، من هنا ثمة تدرجات كثيرة لدرجة أن العديد من الذين شملهم الاستفتاء أعلنوا أنهم لم يفكروا يوما بهذا السؤال والموضوع، مثل فيليبي بينيتس ريس، وغيره، إذ اعتبر أنه لا يرى أي أهمية في طرح سؤال مماثل. وهو بهذه الطريقة يتقاطع، إلى حد كبير، مع جواب كارلوس فوينتس الذي قال: «أكتب لأنني أتنفس».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد